لا ريب أن نجيب الكيلاني بذل جهدا فنيا وفكريا كبيرا في تقديم السيرة من خلال رواياته وقصصه، وإنتاجه يدل على إخلاصه للقضية الإسلامية مثل إبداعه في المجال الفني، وهو ما يوجهنا إلى ضرورة الاهتمام الأدبي بالسيرة سردا وحوارا ونظما، ثم تيسير ذلك للناشئة والأطفال ليرتبطوا بسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم بوصفه القدوة الطيبة والأسوة الحسنة التي يجب اتباعها والسير على هداها، مواجهة للقصف التغريبي الذي لا يتوقف، والتجريف الفكري والذهني لأبناء الأمة. إن تشجيع الأدباء والكتاب والشعراء على تناول السيرة من خلال الحوافز المادية والمعنوية -في المسابقات مثلا – أمر ضروري في ظل انهيار منظومات التعليم والثقافة في كثير من البلدان الإسلامية والعربية.. ولا شك أن الإفادة من الأعمال الروائية والقصصية التي عالجت السيرة وأحداثها، وتقديمها في الأفلام السينمائية والدراما المصورة سيوسع دائرة الإفادة من مسيرة الدعوة، مع نشر القيم الإسلامية وتوضيح مفاهيم الشريعة وتقريبها للجمهور، وفي الوقت نفسه ينسف كثيرا من المفاهيم المغلوطة والتشويهات المتعمدة التي يشيعها خصوم الإسلام وأعداؤه، والجاهلون به، ويلصقونها بالإسلام وتشريعاته.
د. حلمي محمد القاعود
كلية الآداب جامعة طنطا مصر