“الخواجة” بلهجة المصريين، أو “الگاوري” بلغة المغاربة ونعني به الأجنبي القادم من بلاد الغرب، أصبح يشكل عقدة لدى الساسة والرياضيين والاقتصاديين المغاربة، فالأجنبي هو الذي ينبغي أن يشرف على منتخبات الرياضية حتى ولو كانت الحصيلة مجموعة أصفار، وبعد أن يكون قد لهف الـملايير من جيوب دافعي الضرائب تقوم جامعاتنا الرياضية بفك الارتباط وتعويضه بمئات الملايين كشرط لفسخ العقد الذي يربطها بهذا الألمعي، نتذكر روجي لومير -هنري مشيل، كويهلو، وغيريتس واللائحة طويلة بطول زمن البؤس الذي يسحق ملايين المغاربة الذين لا يجدون قوت يومهم… أما في سياسة تدبير الشأن المحلي فقد دأبت غالبية المدن الكبرى على التعاقد مع شركات أجنبية للتدبير المفوض بغرض جمع نفاياتنا التي أصبحنا عاجزين عن جمعها، وحتى منظمات المجتمع المدني التي ينبغي أن تهتم بنبض الشارع والتعبير عن كينونته، والتماهي مع حاجياته، نجدها اليوم تسعى لاحتضان كل وافد مهما كانت سيئاته، وآخر مثال على ذلك ما قامت به إحدى الجمعيات التي دأبت على استفزاز الشعور العام للمغاربة من خلال الدعوة إلى الإفطار العلني، ودعوة منظمة هولندية لإجهاض فتيات قاصرات، كل هذا باسم الدفاع عن الحريات الفردية، وأي حرية هاته التي تسعى إلى قتل الحياة في رحم بناتنا… إن الحديث يطول، والشجن يطول، وعقدة الخواجة مازالت تطوق أعناق الانهزاميين من أبناء جلدتنا.
ذ. أحمد الأشهب