تأتي الذكرى السابعة والثلاثون لانطلاق المسيرة الخضراء في أجواء احتفالية باردة، لا تعكس قيمة الحدث الذي هز أركان الاستعمار الإسباني في جنوب المملكة، وبدل أن يتجند الإعلام الوطني للتعريف بهذه القضية الوطنية وكشف حقيقة المتآمرين بوحدتنا الترابية ولا سيما للجيل الجديد من أبناء شعبنا الذين رأوا النور بعد هذا الحدث، نجد لجنة البرمجة في القطاع السمعي البصري وفي كل قنواتنا الرسمية تعطي للديربي الودادي-الرجاوي الأهمية القصوى، وتعيد إشهاره على رأس كل نصف ساعة، وكأنه الحدث الوطني الرئيس في يوم 6 نونبر 2012م.
إن الاهتمام بحدث المسيرة في هذه الظرفية الصعبة التي تمر منها قضية الصحراء المغربية، ومع عودة المبعوث الأممي “روس” إلى المنطقة يشكل دعامة أساسية لحقنا كمغاربة في استكمال استقلالنا، وإغلاق هذه الأزمة المفتعلة حتى نتفرغ للمطالبة باستقلال سبتة ومليلية وغير ذلك من الجزر التي لا تزال ترزح تحت الا حتلال، لذا فإني أتساءل وبدون مزايدة عن الهدف من برمجة هذا الديربي في هذا اليوم بالذات، لاسيما ونحن نعرف ما يصاحب ذلك من أجواء مشحونة يمكن أن تفسد علينا فرحة هذه الذكرى العظيمة في تاريخنا الوطني وإذا أضفنا إلى ذلك أن شريحة مهمة من أبناء وطننا سوف تشغلهم الانتخابات الأمريكية التي شاءت الأقدار الإلهية أن تكون في نفس اليوم أي 6 نونبر 2012م، فماذا تبقى للمسيرة الخضراء كحدث بارز وقوي في مسيرة نضالاتنا…؟! إن الشعوب المتحضرة لا تترك مناسباتها الوطنية تمر في مثل هذا الموت الإعلامي الرهيب والمدلس، نعم كلنا مع الرياضة وكثير منا يحب أن يستمتع بأجواء كروية رائعة وفرجة بهيجة، لكن ليس على حساب هموم الوطن وقضاياه المصيرية ولن أكون مبالغا في انتقاداتي، إذا قلت إن أعداء وحدتنا الترابية لا ينامون ولا يكلون لاسيما بعد انكشاف زيف أطروحتهم، وجرائمهم في حق أبناء شعبنا المحتجزين في تندوف.
ذ. أحمد الأشـهـب