ما كان أحد لا في مصر ولا في خارج مصر يتوقع كل هذه الإنجازات التي استطاع الرئيس مرسي أن يحققها وهو لم يتجاوز بعد عتبة المئة يوم. يحقق الرجل كل هذا رغم كل العراقيل والمثبطات التي توضع في طريقه مطلع شمس كل يوم جديد من قبل جميع ألوان الطيف السياسي تقريبا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بمحبي الفوضى والشغب (لله في الله). وإن تعجب فالعجب أن أفواها كثيرة جدا بدأت تنفتح ولم تكن تنفتح إلا عند طبيب الأسنان خلال حكم مبارك البائد…!! ولو أن مرسي استطاع فقط أن يخلص البلاد من قبضة المجلس العسكري بتلك السلاسة والمرونة لكان ذلك كافيا وزيادة. لقد استطاع الرجل إضافة إلى هذا الإنجاز العظيم أن يعيد بعضا من الأمن للبلد بعد أن تمكنت قوات الأمن والجيش من تفكيك أهم وأخطر مافيات البلطجة المنظمة التي خلفها النظام البائد، والتي كان يوظفها في نشر الرعب وترويع المعارضين وتزوير الانتخابات. ا
ستطاع الرجل أيضا أن يعيد الثقة للشعب المصري من جهة وإلى المستثمرين في الداخل والخارج من جهة أخرى وتشجيعهم للاستثمار وهو ما ينعكس إيجابيا على الارتفاع المضطرد لأسهم البورصة، بالرغم من الدعاية المعاكسة التي يطلقها بعض أثرياء مبارك من حين لآخر من أجل تخويف المستثمرين وصدهم عن الاستثمار في البلاد… أسمعتم عن دناءة وخسة وخيانة أكثر من هاته؟؟؟ كما استطاع الرجل أن يوجه رسائل متعددة لأطراف متعددة خلال تنقلاته السريعة والفعالة والتي يستكثرها عليه المثبطون وهم يموتون غيظا وحسدا على ما يحققه الرجل كل يوم بفضل الله ومنته {قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور}.
فقد روجوا في وسائل إعلامهم الكاذب أن الرجل إنما يسافر خارج البلاد هروبا من المشاكل وأنه يملأ جيوبه من التعويضات السخية وهو ما اضطره في أخر خطابه بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر أن يقطع ألسنة السوء بتقديم كشف حساب بالأرقام والبيانات عما تحقق في زياراته المركزة لا على المستوى الاقتصادي فقط وإنما أيضا على المستوى السياسي والمعنوي. ومع كل ذلك لم يسلم الرجل من الكلام الجارح والكاذب. فقد قالوا في حقه ما قال مالك في الخمر وربما أكثر، فهناك من سبه وسخر منه جهارا على شاشة قناته بل واستفزه أن يبدي شيئا من الغضب مخاطبا إياه بكل استخفاف وازدراء (متى تغضب يا حليم؟؟؟) ومنهم رسام تافه وضع له كاريكاتورا مباشراً على احدى القنوات الأكثر تفاهة. ومنهم من تجاهله تماما كتلك الفنانة التافهة التي تساءلت بخبث (مين ذا؟؟) عندما ذكر لها اسم الرئيس مرسي. وعندما انتقدها أحد الغيورين قامت الدنيا ولم تقعد بعد انتقاما لشرف (الخانو) ولم يتحرك أحد انتقاما لإهانة الرئيس… كلهم وهم كثير تعاملوا مع الرجل الطيب الحليم بحقد واستعلاء وضغينة ونذالة لا لشيء إلا أنه قال ربي الله ثم استقام، وأنه ينتمي للإخوان المسلمين ، وحتى لو كان من الإخوان الكافرين لما جاز لهم أن يتعاملوا معه بكل هذا القدر من الحقد والصلف وقلة أدب… ويأبى ربك إلا أن ينتصر لعباده الصالحين ، فتظهر الشهادات تباعا من كبريات الصحف ووكالات الأنباء العالمية مشيدة بتجربة الرجل وكفاءته التي غمطها المنافقون من العلمانيين واللبراليين من أبناء جلدته. تقول وكالة رويترز للأنباء : “كسب الرئيس الدكتور محمد مرسي احترامًا يُحسد عليه من منتقديه في الأيام المائة الأولى من رئاسته بإعادته الجيش إلى ثكناته بأسرع مما كان يتوقع الجميع، وتعزيزه لمكانة مصر الدولية في عدد من زياراته الخارجية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة”. صحيفة “لوموند” الفرنسية قالت: “إنه نجح في تغيير صورة مصر من التبعية وتحوُّلها لدعامة للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط منذ عام 1970م لتصبح مستقلة عن الموقف الأمريكي”.
وقالت: إن مصر الجديدة تتحرك باتجاه إقامة نفسها كقوة إقليمية كبرى بدون الانحياز لمحور معين، وتقديم “الدفاع عن السيادة الوطنية” على أي شيء، “وأن مرسي أحرج القادة الإسرائيليين حيث طالبهم بمراجعة الاتفاق حول زيادة الوجود العسكري لمكافحة الجماعات الإرهابية، كما لعب بشكل “ناعم” عندما طلب من الولايات المتحدة التنفيذ الكامل لبنود اتفاقية كامب ديفيد بما فيه إعادة الأرض الفلسطينية المحتلة. صحيفة “نيويورك ديلي نيوز” قالت: “إن مرسي نجح بشكل كبير في استعادة دور مصر في المنطقة من خلال نقله لقضايا أمته إلى الساحات الدولية. وصحيفة “وول استريت جورنال” قالت:” إن الرئيس المصري استعاد دور بلاده كقائد إقليمي، وأعاد مصر باعتبارها مركزًا للدبلوماسية الإقليمية، وهو الموقف الذي غاب عنها طيلة سنوات حكم المخلوع”.
وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية قالت: “إن مرسي ظهر أمام الأمم المتحدة كرجلٍ عالمي يعطي لمصر مهمة ثقيلة، وأنه يتحمل دورًا كبيرًا في الشرق الأوسط”. و(واشنطن بوست) الأمريكية قالت إنه لم يتورع عن الرد على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنبرة غاضبة قائلاً: “لن نسمح بإهانة الرسول بالقول أو بالفعل”. د. ميرا تزروف “الباحثة بمركز موشي ديان” الإسرائيلي لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا قالت: “يجب علينا أن نضع في اعتبارنا حقيقة أنه لم يعد هناك دكتاتورية في مصر”، وأن “مرسي سيقهر عدّاد مرسي ميتر في المائة يوم بكل تأكيد”. في تقديري أن هناك عراقيل حيوية كانت تعطل مسيرة الرئيس مرسي لحل القضايا اليومية الشعبية الخمسة، وأن مرسي اضطر لمواجهة هذه العراقيل في المائة يوم الأولى؛ ليسهِّل حل المشكلات الخمس التي وعد بها، ويكفيه فخرًا أنه حوّل مصر لدولة مدنيَّة حقيقية، وأبعد العسكريين عن السلطة، ورسّخ دولة القانون، وهو إنجاز تاريخي”.
ذ. عبد القادر لوكيلي