رمــضـان طـهــارة


هذه المداخلة ألقاها الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي  يوم الجمعة فاتح رمضان لعام 1428 وقد وردت في إطار ندوة نظمها المجلس العلمي المحلي بفاس تحت عنوان “رمضان طهارة” ونظراً لأهمية ما جاء فيها يسر جريدة المحجة أن تنشرها لتعميم الفائدة.

مادة هذه المداخلة من إعداد هيأة التحرير

أيها الأحبة نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام، نحمد الله حمداً كما ينبغي له، كما هو أهله، وكما حمد نفسه، وكما وفق عباده، الملائكة المقربون، والأنبياءُ المرسلون، والعباد الصالحون إلى أن يحمدوه، نحمده حمداً يحبه ويرضاه على أن أكرمنا بالإسلام، فهي النعمة الكبرى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فنسأل الله تعالى بفضله أن يتم النعمة علينا وعلى هذه الأمة، أسأل الله جل جلاله في شهره المبارك هذا أن يتم النعمة على هذه الأمة في هذا الزمن الصعب لتستأنف رسالتها من جديد هادية مرشدة إلى صراط الله الحميد.

هدى الله -القرآن- أصل كل خير

الأصل في كل خير في هذه الأرض هو من الله جل جلاله، الأصل في كل خير في هذه الأرض بعد ذلك هو من هدى الله جل جلاله. فمذ أهبط أبونا آدم عليه السلام وأمنا حواء قال الله جل جلاله {فإما ياتينكم منّي هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}(البقرة : 38) {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}(طه : 123) كل خير إنما مصدره هذا الخير، هدى الله

قال الله جل جلاله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفُرقان}(البقرة : 185) وقال جل جلاله : {فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسّه إلا المطهّرون}(الواقعة : 79) شهر رمضان، فرضُ صيامه وقيامه كله احتفالٌ بالقرآن، كله احتفال بنزول القرآن، كله احتفال بهدى الله الذي جمع كل الهدى منذ آدم عليه السلام حتى اليوم {مصدِّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيْمنا عليه}(المائدة : 48) كل الهدى الذي نزل من عند الله نزل في رمضان، صحف إبراهيم عليه السلام نزلت في رمضان، التوارة نزلت في رمضان، الإنجيل نزل في رمضان، الزبور نزل في رمضان، القرآن نزل في رمضان، وقد جمع ما قبله واجتمع فيه كل ما قبله.

رمضان إذا كانت له هذه المنزلة بسبب القرآن لأن هذا القرآن هو سبب كل الخير في الأرض، ما تنزل من هدى الله تعالى من قبل كان سببا في الخير الذي كان من قبل وما كان من خير منذ نزول القرآن حتى تقوم الساعة فإنما سببُه هذا القرآن، هذا الأصل الكبير.

القرآن هو النور الذي يتم به الإبصار

نحن جئنا إلى الدنيا، جئنا إلى الحياة وكنا أمواتا {ربّنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين}(غافر : 11). موتة قبل هذه الحياة، وموتة بعد هذه الحياة، وحياة هي الآن بعد الموتة الأولى، وحياة ستأتي بعد الموتة الثانية. جئنا نحن بعد الموتة الأولى، جئنا إلى هذه الحياة الدنيا الكريمة الذليلة، جئنا إلى الحياة القصيرة، جئنا إلى الحياة المؤقتة، الحياة الطارئة، الحياة العابرة، نحن عابرو سبيل >كن في الدّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل<(رواه البخاري) نحن عابرو سبيل في هذه الدنيا. وهذه الدنيا التي أمامنا غيبية، والغيب كله ظلام بالنسبة إلينا، ما لم يكن لنا نور من نور الله الذي نبصر به الغيب فنأتي ما فيه نفعنا وما فيه خير لنا ونتجنب ما فيه الضرر لنا كل هذا يكون بهذا النور أقول. نحن جئنا إلى هذه الدنيا الحياة الكريمة المؤقتة لنبتلى فنجازى بعد، نبتلى ونحن مستعدون مجهّزون، جئنا مجهزين تجهيزاً خاصاً، ليس تجهيز الملائكة وليس تجهيز الشياطين، الملائكة مجهزون للخير فقط، والشياطين مجهزون للشر فقط، ونحن مجهزون للأمرين معاً {ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها}(الشمس : 10) ومن رحمته بنا سبحانه وتعالى وهو يعلم طبيعتنا ويعلم ميلنا {إن النفس لأمّارة بالسّوء إلا ما رحم ربّي}(يوسف : 53) إن النفس لأمّارة، ليس آمرة، وإنّما أمّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي الذي يعلم، هذا هو الذي أخبر به رسول الله  >كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون<. ونحن نسير نتلوث في الطريق، لأن الملوثات كثيرة ونحن أنفسنا المصدر الحقيقي للتلوث في الأرض، في الكون كله، لا يلوث الأرض ولا يطهرها أيضا إلا الإنسان، فالمفسدون في الأرض من الناس والمصلحون في الأرض من الناس.

لكن بماذا يكون الصلاح؟ وبما يُتجنب الطلاح؟ بهدى الله، ونحن نسير أقول : من رحمة الله تعالى بنا أعد لنا أعمالا كثيرة صالحة إن فعلناها فعلنا الخير وأعددنا أنفسنا للجنة، {تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون..}(الأعراف : 43)، وأعمالا طالحة إن تجنّبناها أعددنا أنفسنا للجنة، ونجونا من النار، أعتقنا من النار. هذه الخيرات التي أعدها الله تعالى لنا بهداه نُرشد إليها، وهذا الدين هو الإسلام {إن الدين عند الله الإسلام}(آل عمران : 19) فلا دين آخر يوجد على وجه الكرة الأرضية، دين الله فقط هو الإسلام، هذا دين جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لم تعرف الكرة الأرضية دينا لله عز وجل غير دين الإسلام رغم ما يقال ويقال، {إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لرب العالمين، وأوصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون..}(البقرة : 132) أقول هذه النعمة العظيمة التي هي الإسلام أرشدتنا ونظمت لنا مستقبلنا ونظمت لنا حياتنا ونظمت لنا طريقنا إلى الجنة، نظمتها ومهدتها تمهيداً.

شرائع الإسلام وأركانه هي وسائل للإصلاح

وللنظر جهة السيّئات هذه الملوثات، هذه التي تمنع من دخول الجنة، هذه التي تكبّ في النار، ننظر فيها بشرع الله عز وجل مما يمحوها مما يُزيلها، شرع لنا أعمالا يومية، أعمالاً لحظية، في كل زاوية أحببت يمكنك أن تكفر ذنوبا و لكن بالنظر فقط في الفرائض، فقد بني الإسلام على خمس، لنبتدأ بالقسم الظاهر في أربع فرائض  :

هناك الصلاة >الصلوات الخمس كفارة لما بينهن<(رواه أحمد في المسند) >أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرّات  هل يبقى من درنه من شيء، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال  : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا<(رواه مسلم) صلاة الظهر تكفر الخطايا التي فعلت منذ الفجر، وصلاة العصر تكفر ما بين الظهر والعصر، وصلاة المغرب تكفر ما بين العصر والمغرب، وهكذا. مكفّرات يومية، وهناك مكفّرات أسبوعية >الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتُنبت الكبائر<(رواه مسلم) وهناك مكفرات سنوية متعددة : منها صيام عاشوراء، الصيام فقط إذا وقفنا عنده، فله هذه الوظيفة السنوية، صيام يوم واحد كعاشوراء يكفر السنة التي قبلها، صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، صيام رمضان وست من شوال يكفر الدهر كله بمنطق الحسنة بعشر أمثالها، شهر بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين، فالدّهر بكامله يكفره هذا العمل الذي يبدو في ظاهره بسيطاً.

هذه الأعمال الملوثات التي تأتينا في الطريق  أثرها السيء الخطير ما هو؟ هناك أثر آني وهناك أثر مستقبلي، الأثر الآني لأنها تمنع من الرؤية الآن، تمنع من الاهتداء بهدى القرآن، تمنع من اتباع نور الله والإبصار بنور الله، تمنع من ذلك >بُنَيّ إن العلم نور ونور الله لا يؤتى لعاص< هذه الذنوب والخطايا تمنع من أن يسكن القلب نور الله عز وجل، فتأتي هذه الخيرات لتطهّر الإنسان، الحج مرة في العمر بصفة عامة يخرج منه الإنسان كيوم ولدته أمه، حج مبرور يخرج منه الإنسان كيوم ولدته أمه.

فإذن جميع العبادات وجميع الطاعات هي وسائل لغيرها، فما هو هذا الخير في الدنيا؟ قلت هو نور الله، هو هدى الله عز وجل الذي يسكن هذا القلب، يسكن القلب البشري فإذا استوطنه أثمر الخير كله؟!

هناك حديث الفتن >تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكث فيه نكثة سوداء وأي قلب أنكرها نكث فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربَداً كالكوز مجخّيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إ لا ما أشرب من هواه<(رواه مسلم) والاتجاه الآخر إذا رفض الفتنة فإنه تنكث في قلبه نكثة بيضاء ولا يزال الأمر كذلك حتى يبيض القلب فلا تضره فتنة أبداً.

الأحاديث المتضمنة لـ>حتى< فيها حث على الترقي الإيماني والتطهير الوجداني هناك محطة مهمة جداً نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياها هي المحطة التي تشير إليها الأحاديث بحتى:

- أنظروا حديث الصدق : >عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا<(رواه مسلم) إذا كتب هل يبقى شيء؟ وكذلك الأمر بالعكس نسأل الله السلامة >وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّاباً<(رواه مسلم) ما بقي شيء بعد حتى، ما بقي بعد الكَتْب شيء!

- وحديث : >من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المومن يكره الموت وأنا أكره مَسَاءته<(رواه البخاري) نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من أولئك الذين ظفروا بهذه الحتى، فازوا بها في الدنيا، فإذا ابيض القلب فلا تضره فتنة نسأل الله أن يُبيّض قلوبنا حتى لا تضرنا فتنة بعد أبداً.

بهذه الأعمال الصالحة التي من طبيعتها أنها تمحو {إن الحسنات يُذهبن السيّئات} ولكوننا نتعرض كثيرا للبلاء، ولا ننجح، بل نرسب كثيرا في البلاء، بلاء الخير وبلاء الشر، {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} نرسب كثيرا، فقد جعل الله جزاء سيئة سيئة مثلها، بينما الحسنات أقل جزائها عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى سبعة آلاف ضعف إلى ما شاء الله من الأضعاف، حتى مثل الدرهم عندما يتقبله الله فينميه ويربيه >كما يربي أحدكم فَلُوَّهُ<(جزء من حديث رواه البخاري)، حتى يكون مثل جبل أحد، فالتضعيف إلى أضعاف لا حد لها ولا حصر هو فضل من الله عز وجل وحسب إخلاص العبد، هذا من رحمة الله عز وجل بنا الذي كثّر أجر الخير وهدانا إليه وقلل أجر الشر ونبهنا عليه وهيّأ لنا الأسباب لنمحو ونُزيل هذه الخطايا وهذه السيئات التي تمنعنا من أن نتنور بنوره فنسير على هدى وتمنعنا غدا بأن نفوز برحمته وندخل جنته.

شهر رمضان احتفال بالقرآن على الطريقة الإسلامية

ما علاقة هذا بما نحن فيه؟ هذا الشهر الذي اسمه شهر رمضان والذي قلت في البداية إنه عبارة عن احتفال على الطريقة الإسلامية بالقرآن، كيف احتفل رسول الله  بغرق فرعون؟ احتفل بالصوم. موسم الحج بكامله احتفال، احتفال بمواقف بعينها كانت في التاريخ لرجال ونساء كرمهم الله عز وجل فخلد أعمالهم وسن لنا أفعالهم، من باب الاحتفال وبيان أهمية تلك الأعمال، فرسول الله  لننتبه حين سئل لماذا تصوم يوم الاثنين؟ فقال : ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه وأسري بي فيه الخ.. الصيام مظهر للاحتفال الإسلامي بالمناسبات، هذا أمر يحتاج إلى تدبر وتأمل فالشهر بكامله الذي أنزل فيه الوحي ونزل فيه هدى الله سن الله لنا الاحتفال به بالطريقة الإسلامية بالصيام، هذا الصيام يُعدنا إعداداً خاصاً لنستقبل القرآن ونعمل على توطين القرآن في قلوبنا ليظهر بعد ذلك أقوالا طيبة على ألسنتنا وأعمالا صالحة في جميع جوارحنا لا يمكن لهذا القرآن أن يستوطن قلب الإنسان إلا إذا خلا هذا القلب من الخبائث وخلا من النجاسات ولذلك كان هذا الترقي فينبغي أن نشعر نحن بهذه الرحمة التي تأتينا، هذا التدريب الذي يأتينا مرة في السنة، كل سنة تأتينا فرصة، فيه تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون يوما، فرصة فيها يُتابع التأثير، فيها يحدث هذا الترقي ولأمر ما كان  يعتكف في العشر الأواخر وهو هُداه الأخير، اعتكف في أوله ثم في أوسطه ثم لزم آخره بعشر حتى إذا كانت السنة الأخيرة من حياته  اعتكف عشرين يوماً لأن القلب البشري يترقى في هذا الشهر يوما بعد يوم، وحين أخبر  أن أول هذا الشهر رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، الواضح أن هذا الترقي ينبغي أن نشعر به نحن، ونعمل على التدبر فيه حتى لا يخرج هذا الشهر إلا وقد طهرنا حقا وامتلأنا بنور الله حقا ولخصوصية التطهير في هذا الشهر أن العبد فيه لا يواجه فقط المحرمات  وإنما يُحرم على نفسه بإذن الله عز وجل المحللات وذلك ارتقاء في الدرجة، ارتقاء كبير، الأكل والشرب حلال في  غير رمضان ولكنه يصير حراماً من وقت إلى وقت في رمضان، المصدر الضخم واضح من التشريع أن هذه الشهوة التي هي الأكل والشرب هي التي تمد هذا الإنسان بالطاقة، يشحن بالطاقة، هذه الطاقة تجعله مستعدا للاستزادة من الشهوات، تجعله مؤهلا لكي يتسلط عليه الشيطان، تجعل نفسه مستعدة للتجاوب مع الشيطان، حينما قال  >إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم<(رواه البخاري) والله لو بحثنا عن مثال نستطيع به أن نعرف كيف يتخللنا الشيطان، يتخللنا في كل جزئية منا ما استطعنا أن نجد مثالا كمثال الدم، لأنك لو مسست أي نقطة فيك لخرج الدم، فشبكة العروق الكبرى والصغرى والشعيرات تتخلل كل جزئية في الكيان وهو يجري فيها كلها مجرى الدم >فاقطعوا جريانه بالصوم< هذه السَّلْسلة نستطيعها في كل لحظة في رمضان هي رحمة من الله يشير إليها بكثرة العابدين الذين يصومون فيقطعون على الشيطان الجريان، يمكن فعل هذا أيضا في غير رمضان هذا الإمساك، هذا الصوم، هذا المنع، هذا الامتناع عن الطعام، الامتناع عن الجماع بإرادة واختيار يقطع طريق الشيطان وهو حلال في غير رمضان ومعنى ذلك أن التطهير في رمضان عال جداً، لا نصل إليه في الأوقات الأخرى ولذلك أقول تحضيرا للعبد ليتلقى القرآن تصوم النهار وتتلقى القرآن بالليل تُحَضر نفسك في النهار وهذا يعني فيما يعني أن لا نستكثر من الأكل وأن نتجنب العادات السيئة الموجودة الآن، هذه الموائد التي تشحن بالمأكولات خطر وضرر ومصيبة في اتجاه التشريع، التقليل من الأكل هو المطلوب وإعادة هذا المنهج لمنع الشهوتين إعادته كمنع الأمور الأخرى >من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه<(رواه البخاري).

إن هذه الوسيلة من أعظم الوسائل للتطهر وأنتم تسمعون من الرسول  >الطهور شطر الإيمان..<(رواه مسلم) وقد ابتدأت كلمتي أصلا بالآية {فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسّه إلا المطهّرون}(الواقعة : 79) من جملة معاني هذه الآية أنه لن يستطيع قرب المعاني الصحيحة القرآنية، أي لا يتغلغل في أسرار القرآن الكريم ولا يشرب من نبعه الصافي إلا المطهّرون، الذين تطهّروا، تطهرت قلوبهم من أعمال القلب الفاسدة والنوايا الفاسدة بجميع أنواع أمراض القلب، وتطهرت ألسنتهم من الألفاظ الخبيثة وتطهرت جوارحهم من الأعمال السيئة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

د. الشاهد البوشيخي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>