بِنَبْضِ القلب – حرب غير معلنة


لقد منّ الله على هذا البلد الذي نحيا تحت سقفه بنعمة الأمن والأمان، وتلك نعمة لا يشعر بها إلا من فقد روح الطمأنينة جراء الحروب وويلاتها، حقيقة نحن لسنا في بؤرة من بؤر التوتر، ولسنا في حرب دامية يقتل بعضنا البعض عن سبق إصرار وترصد، لكن بعض أبناء جلدتنا أبوا إلا أن يجعلوا من طرقاتنا ساحة حرب تزهق يوميا أرواح عشرات الأبرياء، وتلحق الأذى بالمئات من الأسر… فكم من امرأة ترملت، وكم من طفل فقد عائِلَهُ، كل ذلك بسبب تصرف طائش لسائق متهور، أو صاحب سيارة مخمور؟!… إن السبب الرئيس لحوادث السير التي حولت طرقاتنا إلى مجازر، يكمن حسب الإحصاءات في عدم احترام السرعة المسموح بها، والسياقة في حالة سكر، وكذلك عدم أخذ بعض السائقين (لاسيما سائقي الحافلات) قسطا كافيا من النوم، إضافة إلى طرقاتنا المهترئة ولاسيما في بعض المناطق النائية… إن المسؤولية الأولى تقع على عاتق السائق، وهو مسؤول أمام الله قبل أن يسأل أمام القانون على تهوره وتسببه في إزهاق أرواح الناس من غير ذنب اقترفوه، كما أن المسؤولية ملقاة على عاتق الموظف الذي يمنح رخصة السياقة لمن لا يستحقها، وتبقى مسؤولية الدولة كبيرة فيما يخص إصلاح شبكة الطرقات في المناطق الجبلية وتوسيع شبكة الطرق السيارة وتمكين السلطات من كل وسائل المراقبة مع الحزم في تطبيق العقوبات الزجرية في حق المخالفين لقوانين السير.
إن النفس البشرية هي أغلى شيء وهبه الله للبشر، وكل اعتداء عليها إنما هو اعتداء على حق من حقوق الله عز وجل ولا يجوز لأي كائن كان أن يزهق روحا بشرية من غير ذنب اركتبته {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا}(المائدة : 34) فالله… الله معشر السائقين في نساء ترملن وصبية يتموا، وآخرين حكمتم عليه بتهوركم أن يعيشوا بقية حياتهم بعاهات مستديمة..

 

ذ. أحمد الأشـهـب

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>