أصبت بغثيان حاد وأنا أقرأ عمودا نشر على صفحات جريدة من الجرائد وهو عبارة عن تقرير حول عرض مسرحي قدمته إحدى الممثلات التي أثارت ولا زالت تثير الكثير من الصخب الإعلامي من خلال موهبتها الجديدة في التعري والإثارة الرخيصة من حين لآخر أمام عدسات الكاميرات والمجلات الحداثية جدا جدا، بهدف كسب المزيد من الشهرة ولفت الأنظار لا غير. مثلها في ذالك مثل الأعرابي الذي تبرز في الكعبة ولما أمسكوا به وأشبعوه ضربا قال لهم “إنما فعلت ذلك حتى تتحدث عني العرب”. وفعلا صدق ظنه فقد تحدث عنه العرب ولكن بالخزي والعار والامتهان . أما صاحب العمود الذي نحن بصدد الحديث عنه، فقد أطنب في وصف نهاية العرض المسرحي الذي انتهى بالتصفيقات الحارة والمعبرة التي هزت جنبات المسرح.
وهنا تقف الممثلة بخشوع أمام الجمهور والدمع يجري من مقلتيها وهي تقول بتأثر شديد “انظروا ماذا يكتبون عني في الجرائد والمنتديات الاجتماعية ؟؟؟؟”، صمت… وهنا وقعت الواقعة… يرتفع الأذان من مسجد قريب من المسرح… فيلتقط صاحبنا الصحافي خيط صوت الأذان الندي ليطرز منه خاتمة ذات نفحة صوفية مغرقة في التكلف والتصنع والبهتان: “أرأيتم إن الله جميل و يحب الجمال”. أرأيتم سخافة وسفاهة أبشع وأغرب من هذه السفاهة والسخافة؟؟؟ أرأيتم استغلالا للدين ولمشاعر المسلمين أكثر من هذا الاستغلال؟؟؟، ومع ذلك مثل هؤلاء هم أول من يتهمون الصالحين والدعاة إلى الخير من أبناء هذه الأمة المباركة وكل من قام بواجبه في فضح أفكارهم الهدامة، باستغلاله للدين وبالشعبوية وباستخدام اللغة الخشبية . ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا آمين آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر لوكيلي