دخل الملايين من الأوروبيين والأمريكان في دين الإسلام أفواجا، وما زال عشرات الألوف يدخلون في دين الله يوميًا بعد اقتناع ودراسة متأنية… ولهذا اعترف الرئيس الأمريكي السابق “بيل كلينتون” بأن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارًا الآن في الولايات المتحدة الأمريكية “أقوى دولة في العالم”. ويبلغ عدد المسلمين في أوروبا أكثر من خمسين مليونًا، من بينهم أعداد كبيرة من العرب والمسلمين المهاجرين من بلدانهم لأسباب اقتصادية غالبًا -بحثًا عن لقمة العيش- ولأسباب سياسية أحيانًا، فضلاً عن ملايين من الأوروبين الذين اعتنقوا الإسلام عن اقتناع.. وهناك توقعات بأن ترتفع أعداد المسلمين في أوروبا، وتتناقص أعداد غير المسلمين -بسبب قلة عدد المواليد هناك عن عدد المتوفين سنويًا- إلى أن يصبح المسلمون هم أغلب سكان أوروبا خلال أقل من عشرين عامًا ولهذا يمكن فهم أحد أهم أسباب الحملة المسعورة الآن على الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربي، بل إن “صمويل هنتنجتون” نفسه يتوقع أن يبلغ المسلمون أكثر من 30% من سكان العالم قبل حلول عام 2025م. ويبلغ عدد مسلمي أمريكا الشمالية أكثر من عشرة ملايين نسمة طبقًا للتقديرات شبه الرسمية، لكن العدد الحقيقي أكبر من ذلك، لأنه لا توجد جهة رسمية تسجل أعداد من يعتنقون الإسلام وهم بالآلاف يوميًا، كما أنه لا تسجل الديانة في وثائق تحديد الهوية، وبالتالي لا يمكن تحديد أعداد أتباع كل ملة بدقة.
أما الأقلية الإسلامية في الهند فهي أكبر عددًا من معظم الدول الإسلامية -كل على حدة- إذ يبلغ تعداد مسلمي الهند أكثر من 200 مليون نسمة، ويؤكد كثير من المسلمين الهنود أن عددهم الحقيقي أكبر من ذلك، وأن السلطات الهندوسية هي التي تتعمد تقليل العدد المعلن لأسباب سياسية؛ منها النزاع الطائفي بين الهندوس والمسلمين من جهة، والنزاع بين الهند وباكستان من جهة أخرى. ويتراوح عدد مسلمي الصين بين 20 و30 مليون (بين 1,5% و2% من إجمالي عدد السكان)، إلا أن البيانات التي قدمها مركز الإحصاء السكاني التابع لجامعة ولاية سان “ديي و” إلى مجلة “الأخبار الأمريكية والتقارير العالمية” (بالإنجليزية: S.U News & World Report)، تفيد أن عدد المسلمين في الصين يصل إلى 65,3 ملايين مسلم. ويقترب عدد المسلمين الروس من 25 مليون نسمة.
وتعتبر إندونيسيا أكبر البلاد المسلمة حاليًا، ويقطنها حوالي 13% من مسلمي العالم، أما الباقون فيتوزعون على الشكل الآتي: 25% في آسيا الجنوبية، و20% في المشرق المسلم، و2% في آسيا الوسطى، و4% في باقي بلدان آسيا الجنوبية، و 15% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويصل عدد المسلمين اليوم إلى حوالي 1,57 مليار نسمة، وبهذا فإنهم يشكلون قرابة 23% من سكان العالم. يعيش أغلب المسلمين في قارتيّ أفريقيا وآسيا، وحوالي 62% منهم يسكن القارة الأخيرة، حيث تأوي إندونيسيا وباكستان والهند وبنغلاديش ما يزيد عن 683 مليون مسلم. وفي المشرق الإسلامي، تُعتبر تركيا وإيران أكبر دولتين غير عربيتين يُشكل المسلمون أغلب سكانها؛ أما في أفريقيا فإن مصر ونيجيريا هي أكبر البلدان المسلمة.
أما الجاليات المسلمة فإن عددا كبيرا من المسلمين ينتشرون في الدول الصناعية وبالخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أوروبا الغربية بفعل الهجرة بحثًا عن مورد رزق، وقد أدى ازدياد عدد المسلمين في تلك الدول أن يقوم بعض أبنائها بالتعرّف على هذا الدين والتقرب منه ومن ثم الدخول فيه، مما يجعل عددًا من الخبراء يزعم أن الإسلام هو أسرع الديانات انتشارًا في العالم حاليًا. ويُعتبر الإسلام ثاني أكثر الديانات انتشارًا بعد النصرانية في معظم الدول الأوروبية، وهو في طريقه ليحتل ذات المركز في الأمريكيتين، حيث يتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة فقط، وفق بعض المصادر، بين 2,454,000 و 7 ملايين نسمة. وهكذا نرى بوضوح أن كل دول العالم غير الإسلامي تحتضن جاليات إسلامية كبيرة وذات حضور واضح هناك لا يمكن تجاهله أو تهميشه مهما اشتدت محاولات الاحتواء أو الإضعاف أو القمع أحيانًا. {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(الصف : 8- 9).
د. أبو اليسر رشيد كهوس