عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اِلبسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم))(رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن صحيح). وعن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اِلبسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم))(رواه النسائي، والحام وقال حديث صحيح).
لقد كرم الإسلام الإنسان حيا وميتا، والمراد بالكفن الأبيض أي : الأطيب كما قال العلماء : هو النظيف النقي الكثيف ليستر الميت ويكون من جنس لباسه في الحياة لا أفخر منه ولا أحقر. قالوا : وليس المراد بإحسانه السرف فيه والمغالاة في نفاسته. وذهب الجمهور إلى استحباب الكفن الجديد مستدلين بحديث أبي سعيد رضي الله عنه أنه لما حضره الموت دعا بثياب جديدة فلبسها ثم قال : ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الميت يبعث في ثيابه التي مات فيها))(رواه أبو داود وابن حبان والحاكم).
وقد أجمع العلماء على استحباب تكفين الموتى في الثياب البيض، لأنها أطيب وأطهر ولأن أي شيء وقع عليه يظهر فيمكن غسله وخاصة إذا كان من نوع النجاسة، وهذا ما يجعلها دائما أطيب وأطهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء : ((ونقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس)). وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كُفِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة)) (متفق عليه)، “سحولية” بفتح السين وضمها وضم الحاء المهملتين : ثياب تنسب إلى سحول : قرية باليمن و”الكرسف” القطن. قولها رضي الله عنها : ((كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب)) قال العلماء : السنة في الكفن ثلاثة أثواب للرجال، والواجب ثوب واحد، والمستحب في المرأة خمسة أثواب، ويجوز تكفين المرأة في الحرير، ويحرم على الرجل، وكره مالك التكفين في الحرير مطلقا، قال ابن المنذر : ولا أحفظ خلافه. وقد أجمع المسلمون على وجوب تكفين الميت من ماله، فإن لم يكن له مال فعلى من عليه نفقته، فإن لم يكن ففي بيت المال. قولها : ((سحولية” قال ابن الأعرابي رحمه الله تعالى : هي ثياب بيض نقية لا تكون إلا من قطن. قال الأزهري رحمه الله تعالى : ((السحولية” بالفتح المدينة، وبالضم : الثياب.
ذ. عبد الحميد صدوق