طلقها للمرة الثالثة.. لأنها لم تسمع كلامه كما حدث في الطلقتين السابقتين.. حاول أن “ينتزع” من العلماء فتوى تبيح له مراجعتها.. لكنه لم يفلح..!
يلومها العادي والبادي :”جحدت النعمة.. تعيشين عيشة بذخ.. أبناؤك مدللون..” لاذت بالصمت المطبق.. وكأن الأمر لا يعنيها..!
كان يعيش حياة أسرية مستقرة.. نجح في مشاريعه التجارية، وأصبح ثريا.. غير أن نعمة الثراء ستتحول إلى نقمة.. ولج عالم الأثرياء المخملي: سهرات في بيته.. خمور وفجور وأشياء يندى لها الجبين..
رفضتها زوجته.. وأقسمت ألا تجامل أحدا على حساب كرامتها.. ولم تأبه بتطليقها…!
تخبط.. لم تنسه سهراته الحمراء ذلك الدفء الأسري الذي افتقده.. رغم أنه كان يحاول قضاء أكبر وقت مع أبنائه.. غير أن أمهم رفضت أن يمكث معها في البيت.. لأنه شرعا أصبح في حكم الغريب عنها.. جن جنونه.. عاد يستفتي.. فكانت الفتوى في صالحها..!
أغرق نفسه في المعاصي.. فتضاعف عذابه.. ندم ندما شديدا..
أصيب باكتئاب حاد.. وقبل أن يصف له طبيب نفساني الدواء الكيماوي.. وصف له”الدواء الروحي”.. أوبة وتوبة.. جرعتان عذبتان.. جعلتاه يولد من جديد.. ومع رفقة جديدة..يسهر مع كتاب الله.. وينفق ماله في مرضاته عز وجل..ويعي جيدا أنه سيسأل عنه..!
ينظر بتقدير كبير إلى طليقته -أم أبنائه- لأنها لم تضيع “الأمانة” مثله، وهربت من “ديوثيته” بدينها وبأبنائها الذين حرست على تربيتهم تربية حسنة…!
ذة. نبيلة عـزوزي