خبر وتعليق
أوضح مراسل صحيفة “معاريف” في نيويورك “تساحي يوكد” في تقرير بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من شتمبر- أن السنوات العشر الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من قبل الأمريكيين على اعتناق الديانة الإسلامية. ووفق معطيات منتدى العلاقات الإسلامية الأمريكية فإن العام الأول بعد الهجوم شهد إقبالا كبيرا على اعتناق الديانة الإسلامية، وفي ذلك العام اعتنق أكثر من 34 ألف أمريكي الإسلام، وخلال العشر سنوات الماضية قدر عدد من اعتنقوا الإسلام في الولايات المتحدة بحوالي 20 ألف أمريكي سنويا، 80% منهم من النساء.
إنها البشرى التي أعلنها الحبيب المصطفى وكأني بها تمزق حجب الأزمان وأستارها وتحطم حواجز قرون قد خلت، فعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليبلغن هذا الأمرما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر))(رواه أحمد) وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية.
ألسنا نسمع ونرى بملء الأسماع والأبصار دخول الإسلام إلى كثير من بيوت المعمورة، فدخلوا في الإسلام عن طواعية واقتناع، بل يمكن القول الآن: إن كل بيوت الدنيا سمعت بخبر هذا الدين العظيم، لأن ثورة المعلومات في عصر الأنترنت مكنتهم من التعرف على الإسلام وتعاليمه وسمحت لهم بالتعرف على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته وقدراته، بل إن الأنترنت سمح لشهادة (توماس كارليل) وهو يخاطب قومه وبني جلدته منذ حوالي قرنين من الزمان أن تعم الأصقاع وتنتشر في بلاد الغرب كلها حيث قال :
“منالعار أن يصغي أي إنسان متمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين إن دين الإسلام كذب، وإن محمدا لم يكن على حق، لقد آن لنا أن نحارب هذه الادعاءات السخيفة المخجلة، فالرسالة التي دعا إليها هي التي ظلت سراجا منيرا اثنا عشر قرنا من الزمان”.
كما أن توماس كارليل صاحب كتاب: (الأبطال وعبادة البطولة) قد قال :
“لقد أخرج الله عز وجل العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور، وأحيا به أمة هامدة، وما كانت إلا فئة جوالة في الصحراء، خاملة فقيرة تجوب الفلوات، ومنذ بدأ العالم لا يسمع لها صوت ولا تحس منها حركة وبرسالة الإسلام استحال الخمول إلى شهرة والغموض إلى نباهة والضعف إلى القوة وإذا بالضوء الخافت قد أضحى نورا وهاجا يملأ الأنحاء ويعم العالم…”.
إن الإحصائيات التي نطالعها في وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى تبين أن الهجوم على الإسلام ومحاولة تشويه سمعته لا تزيد غير المسلمينإلا رغبة في التعرف على الإسلام، فبعدما عرض فيلم “فتنة” للهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، أعلنت صحيفة “دي تليجراف” الهولندية أن نتائجه جاءت على نقيض ما كان يهدف إليه؛ حيث أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم بمجرد انتهاء الفيلم، وهم يشاهدون العبارة التي يُختتم بها الفيلم والتي تقول: “أوقفوا أسلمة أوروبا”.
ولقد أعلن الفاتيكان، بعد أربعة أيام فقط، من عرض الفيلم المسيء أن عدد المسلمين فاق الكاثوليك ليصير أتباعه الأكثر في العالم.
وأكد أن عدد الكاثوليك بالنسبة لسكان العالم بقي ثابتًا تقريبًا مقارنة بالمسلمين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم.
إنها الفرصة قد واتت المسلمين ليهبوا من سباتهم ويعضوا بالنواجذ على دينهم، فلقد سقطت كل الشعارات التي كان الغرب يدعيها ليوهمنا بها ولم تعد لهم أي مصداقية ولا شرعية، ولقد ثبت أن المسلمين هم الصادقون وأن من يدعون (الديمقراطية والحرية وحماية حقوق الإنسان هم الكاذبون …).
إن الغرب الذي يعاني الآن من فراغ روحي محتاج إلى غزو من نوع آخر لا يملك تقنياته إلا المسلمون الصادقون، محتاج إلى أن نغزوه بأخلاقنا وبتفوقنا العلمي وانضباطنا العملي.
إن الغرب محتاج إلى إرهاب من نوع آخر لا يتقنه إلا المسلمون الرساليون، محتاج إلى أن نرهبه بالتوبة النصوح لرب العالمين، وهجر المعاصي والذنوب، والامتناع عن الرشوة والربا وأكل السحت ونهب المال العام والغيرة على الدين والوطن.
> عبد الحميد الرازي