النسيج الحضري التقليدي -خلافا لما يبدو عليه- هو نسيج ملموس وواضح وهو أبعد مما يمكن أن يشكل متاهة صعبة الولوج. إن الأمر يتعلق بنسيج مكتوب بلغة خاصة يتعين فقط تعلمها هي لغة لا تتطابق مع معايير الهندسة المعمارية والتمدن الحديث المتعارف عليها. فهناك مصطلحات وتراكيب أو بالأحرى خطاب خاص بهذا النوع من الأنسجة.
نتيجة لتراكم تاريخي، فإن مكونات الأنسجة الحضرية التقليدية تعكس البنية الاجتماعية مع تاريخها وتطورها.
فهكذا نجد داخل الأنسجة التاريخية التقليدية نسيجا سكنيا مكونا من وحدات سكنية مجتمعة ومبنية عموما حول ما يعرف بالدار الكبيرة. وأيضا الديور (عبارة عن مجموعة دور) مستقلة. هذا إضافة إلى التجهيزات كالمساجد والفنادق ودور النسيج والحوانيت والحمامات… الخ. بطريقة مبسطة بل ومختصرة، فنظرا لاختلاف البنيات على مستوى الأراضي الوطنية، يمكن أن نقول أن التجمع السكاني مكون بصفة عامة من دار كبيرة، ورياض ودويرة، ومن مصرية واحدة أو مصريات، ومنزه ومرافق : ساحة ورواق وسقلابية من بين مرافق أخرى.
التصميم الأصلي لكل وحدة فضائية -كيفما كان حجمها- مكون من فضاء إضافة إلى أماكن ذات صلة متواجهة فيما بينها. الدار الكبيرة مكونة من بهو مفتوح على السماء وحوله تنتظم مختلف الغرف (بساط أو قُبة) على مستوى واحد أو مستويين، البهو يمكن أن يتضمن أعمدة تحمل أقواساً أو سواكف أو شرفات بسيطة على طول الواجهة. المنزل يوجد عامة بشرفة الدار الكبيرة، الرياض مكون -بطريقة ما- من نصف الدار الكبيرة فيما يضم النصف الآخر حديقة، وهو مبني على مستوى أو مستويين، ويضم بالأساس قاعة بقبة أو بدونها إضافة إلى مرافق على كلتا الجناحين مواجهة للحديقة. الدويرة هي صورة للدار لكبيرة ولكن بمساحة أصغر، المصريات هي وحدات صغيرة على طراز الدويرة، مبنيةعلى الطابق على مستوى واحد……….
> مجلة : ARCHIMEDIA
ترجمة : ذ. عبد القادر لوكيلي
عبد اللطيف الحجامي