أصغيتُ حتَّى طَواني الصامتُ الكَمَدُ
كَتَبْتُ حتَّى مضى مُسْتَسْلماً قَلمي
أُدْني الليالي التي ولَّت فَتُنْكِرُني
وأَسْتَظلُّ بــآمالٍ.. تقــولُ غــداً
يا أيُّها المُتبقِّي في دَمي وفَمي
فَأستريح إليه مَلجــأً عَبقــاً
وأستعيدُ بِصفوٍ مِنـهُ مــا شَجَــبتْ
تَحنو على كلِّ من يدنو ومُبتسماً
بُرِّئـت مَن سطــوةِ الدُّنيا وزُخرفها
ماذا تَبقَّى مِن الدَّهر الذي غَرَراً
ها نحنُ عِند هَجيع العُمر مُفْتَرَقاً
عادتْ صنوفُ المنى مِن غَيرنا ومَضتْ
أَتيتُ أَحمِــلُ إيمــاني ومَعذرتي
تَدْنو إلى الله في شَوْقِ وفي ثـقةٍ
وواثقــاً أنــه يحـنو بِعــافيةٍ
فارفَعْ إليهِ يـــداً لمْ تألُ موقنةً
üüüüüü
قَرَأتُ حتَّى اعتــراني الحارِق الرَّمَدُ
نَطَقْتُ لكِــن بِبـوح الصَّمْت يتَّقِدُ
وأستَعيــدُ خُطــى يَـومي.. فَتبتَعدُ
فَيُنبيءُ الرَّجْــع في نَوحينِ: ضلَّ غَدُ
أخَاً إليــهِ بـأحْمـالِ الــرُّؤى أفِدُ
وأسْتنيــرُ بِمـا يُلقـي ومـا يَـعِدُ
مِنِّي العَذابــاتُ لا تُبْــقي ولا تَئِــدُ
تَأسى علــى كُلِّ مــن آذى فيتَّئدُ
فَطابت الرُّوح واستهــدى بها الجَسدُ
سِرْنا إليْــهِ وومــضُ الحــلمِ يَنْعَقِـدُ
كَأَنَّ لا شَــيءَ أدرَكْــنا و لا أحــدُ
عنَّا عليْنا.. ولمْ نَـدْرِ الأســى رَصَدُ
أنِّي بِظــلِّ يقيــنٍ مِنك أبْتَــرِدُ
وتَسْتريـحُ إلـى عَفــوٍ بــه يَـعدُ
تَنْسى بهـا كـلَّ ما تَخْشى وما تَجِد
وافتح رحابَك.. ها قد جاءكَ المَدَدُ
المعماري د. زاهر عثمان المدير العام السابق لمؤسسة التراث – الرياض