بسم الله الرحمان الرحيم
يلتئم اليوم شمل أسرة المعماريين بالمغرب من مختلف جهات المملكة، وضيوفها الأفاضل والكرام بتعدد مشاربهم المقتدرة وباختلاف روابطهم بالحدث والملتقى، ليحتفي الجميع بعلم من أعلام الفكر العمراني والمعماري بالمغرب وخاصة الأصيل، وبمرجع ثر زاخر، وبمنارة شامخة اقتدت بإنتاجها وعطائها أجيال متواصلة من الطلبة والمعماريين والباحثين والمهتمين بالتراث المعماري بالمغرب.إنه ذلك الرجل الشهم المتواضع، العالم المجتهد حامل القلب السموح والكبير، المفعم بروح التعايش مع الآخرين وبمحبتهم الصادقة والمجيد للإنصات والمالك مهارة التنقيب وعمق التحليل.
نلتقي اليوم لنحيا حدثا هاما ذا دلالة متميزة : الاحتفاء بتكريم فضيلة الأستاذ الكبير المعماري عبد اللطيف الحجامي تغمده الله برحمته. وذلكم للأواصر العديدة التي ربطتنا به منذ أن سعدنا بالتعرف عليه أزيد من عقدين من الزمن، في النطاق الجامعي وفي إطارات أخرى متعددة.وكان له دور كبير في إقناع رئيس المجلس الوطني للدخول للوطن الحبيب.
وإنه ليكفي لإبراز بعض سمات الجانب الإنساني عند هذا الفقيد العزيز الأخ الأود، أن نشير إلى دماثة خلقه، وخصاله النبيلة السامية، وفكره القيم، ومكانته العلمية العالية ولين جانبه، وحسن معشره، وكبير تواضعه وهدوء طبعه ورهافة حسه، ورحابة رأيه واتزان مواقفه.
أما عن جهوده العلمية،وهي أكبر من أن تحصى أو تحصر، فتكفي الإشارة منها، أحاديثه وعروضه في مختلف الملتقيات الثقافية والعلمية بالمغرب والخارج، ودوره الريادي والمتميز في وضع أسس مدرسة مغربية جسدت استراتيجية متميزة لرد الاعتبار للنسيج الأصيل العتيق، بمختلف تمظهراته والتي أضحى لها صيت دولي وقاري هام.
وفي الختام لا بد من الوقوف باحترام وتقدير وإجلال من الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بكل مكوناتها، للمسار والمسلسل النضالي الذي واصله الفقيد بالعمل المتواصل الدؤوب لترسيخ المنظور النبيل والشريف للرسالة التي يجب أن يكون عليها ويلعبها ويؤديها المهندس المعماري، من دور طلائعي مع باقي مكونات القوى الحية في المجتمعات، في كتابة وبناء الحضارة وتجسيد تاريخ الأمة والشعوب عبر الأمكنة والأزمنة.
مرة أخرى مرحبا بكل أفراد أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة في حضن أسرة المعماريين بالمغرب.ومرحبا بكل أصدقاء المرحوم من شخصيات فكرية وسياسية مرموقة ووازنة.مرحبا بالطلبة القدامى والجدد والمهتمين بالفكر الحجامي للتراث، ومرحبا بكل المعماريين الذين لبوا الدعوة.
أما الكلمة الأخيرة فهي مسقطة على المستقبل، نابعة من الحب الذي يكنه الجميع للفقيد، وهي عبارة عن مقترحات الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين وهي كالتالي :
- أولا : تدعو الهيئة إلى خلق مؤسسة دولية تحظى بالنفع العام تحمل اسم المرحوم الحجامي للحفاظ على التراث العمراني والمعماري بالمغرب.
- ثانيا : إرساء جائزة الحجامي للتراث، والتفكير في الكيفية التنظيمية لها.
- ثالثا : التفكير في تحديد محور من المحاور الكبرى والهيكلية للمدينة العتيقة تحمل اسم المرحوم اعتبارا وتقديرا لكل ما قدمه وعمله من أجل هذه المدينة العزيزة كثيرا،الرائعة على قلبه كتراث إنساني لمدينة فاس.
رابعا : التفكير في خلق ورشات الحجامي للتراث المعماري والعمراني بالمغرب،بمختلف الأسلاك الجامعية ذات الارتباط بالقطاع.
خامسا: العمل على خلق ورشة خاصة في إطار الماجستير تسمى الحجامي بالمدرسة الوطنية للمهندسين المعماريين بالمغرب.
سادسا:التفكير في إحداث مجلة لتجميع الفكر الحجامي، وخلق جسر تواصلي مع الأجيال الجديدة للمعماريين المغاربة.
———
(ü) كلمة قدمت في الحفل التأبيني الذي نظمته الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين المجلس الوطني واللجنة الجهوية لمدينة فاس بالرباط يوم 26 مارس 2011.