ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم
مرة أخرى تمرغ سمعة المغاربة في وحل الدعارة بإعلان جهات فرنسية نافذة أن فلذات أكبادنا من الأطفال كانوا مرتعا سلسا لتحرير أمراض زبدة الطبقة السياسية الفرنسية من هوسها الشيطاني الغرائزي.
كأن مهنتنا الوحيدة، أن نكون مرتعا لإعادة التوازن البيولوجي لساسة العالم المتحضر. وبعبارة أخرى مجرد محطة نزق محسوب للتزود من بنزين سائب قبل الرحيل الآمن إلى ديار الديمقراطية جدا لمحاصرة مسلمينا وإحصاء أنفاسهم بحجة تجنيب بلدانهم زحف الأسلمة، مع ما يستتبع حصارهم من تضييق شرس على جالياتنا الإسلامية، ونموذج ذلك، الحصار الجائر على نسائنا المحجبات ورجالنا الملتحين، والتهمة جاهزة : التطرف والإستعداد الفطري للإرهاب وتخريب الحضارة..
مع مرور الوقت نفهم طبيعة هذهالحضارة التي ظلت ترمي بأبنائنا في جوف المحيطات وتسلب لبهم وراء رنين مالها وأضواء عبثها وشقرة نسائها.
حضارة البهائمية، وحاشا البهائم أن تتردى إلى هذا المستوى من القسوة حد هتك براءة صغار أذلهم الفقر والحاجة، ولم يتورع المتحضرون عن استغلال تلك الحاجة أبشع استغلال.
هم زبدة المجتمع إذن بل وحتى قادته الأوائل، وهناك من يخمن أن الأمر يتعلق بوزير الثقافة جاك لانغ الفرنسي وتلك الطامة بلا شك. وقد فجر فيلسوف فرنسي الفضيحة حين صرح بأن جهات نافذة أخبرته أن وزيرا فرنسيا ضبط في حالة فساد ومجون مع شباب قاصرين من طرف الشرطة المغربية بمراكش وتم التستر على الفضيحة ورحل الرجل في سرية وكثمان تام للفضيحة.
وغير بعيد عن هذا العمل الموبوء طلعت علينا صحافة الفضائح بخبر المغربية روبي التي لم يفصل السيد الرئيس برلسكوني في حيثيات تعاطيه الفساد معها وهي القاصر، بقدر ما أطنب في شرح عواطفه الإحسانية تجاهها كفتاة صغيرة فقيرة تم القبض عليها بتهمة النشل، وسعى هو المنقذ لإطلاق سراحها تقديرا لظروفها القاهرة التي دفعتها للسرقة. لتعلق على جبيننا إضافة إلى يافطة الدعارة يافطة الفقر والسرقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المغاربة بحكمتهم العجيبة يقولون في مثل مغربي جد عميق (اللي ضرباتو يديه ما يشكي)، ومع ذلك يغيضنا حد الاختناق هذا الشعور بانتفاء قيمتنا وهواننا على هؤلاء المتزعمين لموكب الحضارة، ففسادهم مجرد نزوات عابرة وحياة شخصية، وحقوق فردية لا حق لأحد في النبش فيها. وفسادنا هو مؤشر علمي على أننا أراذل وشهوانيون وغرائزيون، ولا سبيل لرقينا وتحضرنا لأننا نحمل جينات التخلف في مسامنا.
إن سنن المولى عز وجل في قوله سبحانه : {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وعلى سبيل المثال لا أحد قال للمغربية روبي أن تحترف عرض جسدها لكسب عيشها وغيرها كثيرات ممن تهدهن حياة الضنك بالمعامل ولا يبعن عرضهن بمال الدنيا.
ولا أحد وضع المسدس بعد شحنه بالذخيرة الحية على رؤوس أطفالنا وساقهم إلى مخادع المرضى من سائر الأجناس.
إنهن وإنهم هم الذين يتصيدون الغربيين، بل يطاردونهم أينما حلوا، وكما نقول نحن المغاربة : المعروضة من الخير.
لكن مهلا إن هؤلاء وأولئك من بناتنا الذين يتقنون فنون رمي الشباك على الخواجات هم قبل كل شيء إفراز لمرض عضال غدا يتسرب إلى مجتمعنا بشكل خطير، مرض الديوثية وتقبل الخبث في الأهل والنفس، مرة باسم الفقر ومرة باسم حقوق المرأة ومرة باسم التسلق الطبقي وحرق المسافات إلى الغنى الحرام..
وهي الأمراض التي يجب أن يحاسب فيها جناة عديدون، فبالإضافة إلى المؤسسة الأسرية الغائبة هناك مؤسسات المجتمع المدني التي تقرن بين التدين والتطرف عسفا وتقليدا للغرب، وبالتالي تحاصر المد الديني وتحصي عليه تحركاته وتراقب سكناته.. وهو الحجر الذي ضخم كرة الثلج الدينية حتى غدت بعبعا أفضى بالمؤطرين والقيمين الدينيين إلى إيثار السلامة والتنكر لمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتجريد خطبهم من النفس التخليقي المتصل بكل شؤون المسلمين، فخلت الساحة للإستئصاليين، فما عادوا يقنعون إلا بإسلام كنسي الطابع، طقوسي ومنبوذ.
علماء وراء قضبان العلمانية
من يجول الآن في أرجاء العالم العربي، لا يمكن إلا أن يستشعر الألم الشديد والحسرة، بل الخوف العظيم مما يحمله الغد لهذا العالم الذي نسي الله فسلط عليه من يعيده كرها إلى الله عز وجل لطلب رحمته ولطفه. وها نحن نرى كيف نزعت المهابة من صدور أعدائنا فطفقوا يشيعون سيناريوهات تمزيقنا جهرا.
ولقد اطلعت عبر بوابة الأنترنيت على صور مشاعة للعالمين للفيلسوف الفرنسي، اليهودي الأصل، الصهيوني الحقد على المسلمينهنري ليفي، حيث توجد صوره بمجرد النقر على اسم برنارد هنري ليفي وهو ينتقل بين ساحات الثورات العربية مصر وليبيا، والعراق وأفغانستان، ثم وهو مع كبار المنتفضين في الثورة الليبية لتوجيههم إلى أنجع السبل لقلب أنظمتهم. علما أن لا أحد يقبل فساد هذه الأنظمة، دون أن يعتبر هذا الفساد مبررا للاستعانة بأعداء الأمة الذين لن يدخروا وسعا في سبيل تشتيت الدول الإسلامية وإحالتها إلى وضع الفوضى المعممة لتسويغ نهب ثرواتها وإسقاط ثقافتها وعنوان عزتها الإسلام.
وإذا كان هذا الحال في الدول العربية فكيف بالمغرب، ونحن نعاين رؤوسا للفتنة تلوح بإشعال البلد. فتن عنصرية عصبية، تتنكر للغة الوحي اللغة العربية.
وفي المقابل تدعو إلى الانفتاح على ثقافة البحر الأبيض المتوسط وتدمج ضمنها ثقافة الصهاينة.
ألا تبين هذه الدعوات الجاهلية التي سمقت على حين غرة أن هناك أيادي في الخفاء تريد أن تسحب من المغاربة توادهم وتراحمهم وتوقد فتيل الفرقة بين الجميع عرباً وأمازيغ وصحراويين وشماليين ووووو إلخ؟؟؟
وفي المقابل أليس من أوجب الواجبات التصدي لهذا المد الهدام بإعادة أمر تدين هذه الأمة، وعودتها إلى قيمها النبوية الأصيلة، إلى علمائها ومؤطريها الدينيين ألم يحن الوقت لإعادة التفكير في وضعية هذه الشريحة من أهل الله الذين تمت الاستهانة بما في صدورهم من علم، ووضعوا رهن إشارة أهواء العلمانيين يرسمون لهم دائرة الحركة والسكون، ومن تجاوز هواهم المتربص بالدين وغامر بقول الحق، تم توقيفه وإنزاله من المنبر، وهي لعمري سياسة شيطانية استهدفت إضعاف الجسم التأطيري لعقيدة المغاربة وتشبثهم بدينهم، حتى إذا بهتت معالم الدين وانحسر دور العلماء الأفاضل داخل مجتمعهم كر المتربصون بهذا البلد لاستهداف إمارة المؤمنين فإذا انفرطت هاته العروة، سيطالبون بحل الحركة الإسلامية ووزارة الأوقاف والمجالس العلمية، كما تم في السنوات الماضية الانقلاب على حصة التربية الإسلامية وقلصت إلى أدنى حد واستفرغت من روحها وتم تغريبها بشكل كاريكاتوري يبعث على البكاء..
ذة. فوزية حجبي