كلمة الدكتور سليمان عثمان محمد مدير جامعة القرآن الكريم  والعلوم الإسلامية بأم درمان -السودان


كلمة الدكتور سليمان عثمان محمد  مدير جامعة القرآن الكريم  والعلوم الإسلامية بأم درمان -السودان دعا فيها إلى:

1- ضرورة التكامل بين تخصصات القرآن الكريم التي هي بمثابة قبائل علمية متفرقة.

2- ضرورة تكامل الجهود وتوحدها في منهجية علمية مستقبلية.

3- ضرورة تجديد تعليم القرآن وفق مطلوبات العصر التنقنية والمعرفية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين،

الأخ الأستاذ نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله،

الأخ الأستاذ رئيس معهد البحوث والدراسات العلمية (مبدع)

- الإخوة رؤساء وأمناء المنظمات والمؤسسات العلمية التي أسهمت في تنظيم هذا اللقاء العلمي

نشكر لكم كريم الرعاية، والجهد والعمل في خدمة القرآن الكريم

أولا : تعليم القرآن الكريم مجهودات ومطلوبات :

الإخوة العلماء الأفاضل الذين يشاركون في هذا اللقاء من مؤسسات تعليمية على مستوى العالم الإسلامي لها رسالة وهدف إن شاء الله، لخير هذه الأمة.

أولا لابد أن نشير إلى أن الجهد العلمي المبذول في خدمة القرآن الكريم وعلومه المتعددة متعدد المجالات متنوع المقاصد مختلف الأهداف والوظائف والمقاصد والوسائل لكن المجالات المتعددة والمقاصد المختلفة والغايات المتنوعة تصب جميعا في حفظ هذا الذكر الحكيم بتسخير الله وعونه وتوفيقه وقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم.

الأمر الثاني أن الجهود المتعددة المتنوعة لخدمة القرآن الكريم حققت أهدافا كبيرة وأثمرت ثماراً عظيمة في مجالات تحفيظ القرآن الكريم، ودراسات معاني القرآن الكريم، ومقاصد القرآن الكريم، ولغة القرآن الكريم، ولكن القضية التي أرجو أن تجد نظراً في هذا اللقاء، هذه المجالات المتعددة لخدمة القرآن الكريم والتخصصات المتنوعة لخدمة القرآن الكريم أصبحت هذه التخصصات قبائل علمية متفرقة في أمة الإسلام، وأصبحت المجالات التخصصية التي هي وسائل لخدمة القرآن الكريم غايات في ذاتها بدل أن تكون وسائل لخدمة القرآن الكريم كما يقول الأستاذ الكريم : أحمد حسن فرحات جزاه الله خيراً. هذه الجهود أصبحت وسائل بدل أن تكون وسائل ومقاصد، ومرجع ذلك أن نظام تعليم القرآن الكريم ومؤسسات تعليم القرآن الكريم، وأنا أتحدث فقط عن مجال تعليم القرآن الكريم، ومؤسساته يحتاجان إلى تجديد، وإلى تطوير.

إن المطلوب لعصرنا أن تتعاون الجهود وتتكامل وتتوحد في منهجية علمية مستقبلية.

المطلوب لعصرنا أن يكون التجديد عودة لمنهجية أصحاب رسول الله  في التلقي والمشافهة، والنظر والتدبر والفكر، وتطبيق تعاليم القرآن في واقع العمل، وفي المنهج المأثور كنا لا نتجاوز العشر الآيات من القرآن الكريم حتى نحفظهن ونفقه معانيهن، ونعمل بهن.

هذه المنهجية التي نريد أن نجدد بها نظام تعليم القرآن الكريم وهذا يحتاج إلى نظر.

المطلوب لعصرناأن نربط خدمة القرآن الكريم، خدمة تحفيظ القرآن الكريم وفهم القرآن، والعمل بالقرآن الكريم، في رباط واحد، بمنهجية علمية معاصرة.

في بعض نظم تعليم القرآن الكريم لا يزيد نظام تعليم القرآن في أن يجعل حافظ القرآن نسخة إضافية للنسخة المطبوعة لأن الفهم والعمل لم يكن بينهما رباط بينهما في هذه التجربة.

وحتى يعود الدين جديداً كما بدأ ندعو إلى منهجية للتعليم منهجية لتعليم القرآن الكريم علمية معاصرة تقوم على التحفيظ وأصول التأويل ومقاصد الشريعة وتجديد الوسائل والأساليب والاستجابة لمطلوبات العصر المعرفية وتكامل الجهود لخدمة القرآن الكريم، لأن الجهود المبذولة في هذه الخدمة متعددة ومتكاملة.

ثانيا : عرض تجربة السودان في تعليم القرآن الكريم وعلومه :

وليسمح لي الإخوة في دقيقة واحدة أن أشير إلى تجربة تعليم القرآن في السودان، تعليم القرآن الكريم راسخ في بلدنا هذا، منذ دخول الإسلام إلى السودان على نظام خلوات تعليم القرآن الكريم، وهي أشبه بنظام الكتاتيب في الدول الإسلامية الأخرى، وحسب آخرالإحصائيات عدد كتاتيب تعليم القرآن الكريم في السودان 40000 ألف (أربعين ألف) وعدد طلاب كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في السودان نصف مليون طالب (500000  : خمسمائة ألف طالب).

هذا هو نظام تعليم القرآن الكريم الموروث في السودان الذي جعل منظومته لتعليم القرآن من الخلوة أو الكتاب مروراً بالتعليم العام بمراحله وانتهاء بالمستوى الجامعي، وأنشئت مدارس تعليم القرآن الكريم وهي مدارس ذات خصوصية في مؤسسات التعليم العام الحكومية وفي هذه المدارس يكمل الطالب مقرر التعليم العام كاملا، ويكمل في مرحلة الأساس حفظ القرآن الكريم كاملا، ويتخرج من مرحلة مدارس التعليم العام بشهادة التعليم العام وإجازة حفظ القرآن الكريم.

في هذا المستوى هذه التجربة، وحسب رصد التقويم التربوي حققت تفوقا واضحا بكافة معايير التقويم التربوي على مؤسسات التعليم الموازية له. وأصبح مألوفا في السودان الآن ومنذ خمس سنوات أن المائة طالب وطالبة المتفوقين على مستوى الشهادة الثانوية للتعليم العام نسبة حفظة القرآن الكريم من مدارس تعليم القرآن الكريم في المائة الأوائل على مستوى الجمهورية وفي الشهادة الثانوية العامة ينافس، وبكفاءة عالية، طلاب المدارس الأخرى المتنوعة.

الأمر الثاني أن طالب التعليم العام وطالب مدارس القرآن الكريم يتاح لهما الارتباط بنظام التعليم الجامعي في الجامعات الأخرى أو في جامعة القرآن الكريم، وأن جامعة القرآن الكريم جامعة متعددة التخصصات كلية القرآن الكريم وعلومه، وتتخصص في علوم القراءات وعلوم القرآن، وتضم كلية الشريعة وكلية اللغة العربية لأنهما جناحان، وتضم الجامعة كلية للاقتصاد وكلية للتربية وكلية للإعلام وكلية للعلوم الإدارية، وكلية للعلوم الاجتماعية، وكلية للغات والترجمة.

إن الرسالة الأساسية التي يهدف إليها نظام تعليم القرآن في السودان هي إحداث التغيير الحقيقي في المجتمع من خلال تخصصات العلوم المتعددة برسالة القرآن الكريم هذا ما يجعلنا نشير ونتحدث على أن أمامنا قضية مهمة يجب أن تكون محور حديثنا وهي تجديد وتطوير نظم تعليم القرآن الكريم.

واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور سليمان عثمان محمد مدير جامعة القرآن الكريم  والعلوم الإسلامية بأم درمان -السودان

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>