كلمة أ.د. الشاهد البوشيخي الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع): ترسم”خارطة طريق” لباحثي الأمة عموما وللباحثين في القرآن الكريم خصوصا


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا

اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

أيها الجمع الكريم:

ضيوفا محبوبين مكْرمين، ومضيفين محبين خادمين، وشهوداً راغبين متلهفين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعم الجمع جمعكم، ونعم السعي سعيكم، ونعمت المائدة مائدتكم : مائدة القرآن الكريم، والنبأ العظيم، آخر كلام الله العظيم، وخاتمة هُدَى الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم، لهذا الإنسان الذي خلق في أحسن تقويم، قبل أن تجتاله الشياطين فتضله عن الصراط المستقيم.

أيها الجمع الكريم:

أمتُنا بحمد الله جل وعلا على أبواب ولادة قرآنية جديدة تجدد فيها، ذاتاً واحدة موحَّدة، النطقَ بالشهادتين، وتنتقل بها بإذن ربها وأمر ربها وفضل ربها من التحيز على أساس الطين إلى التوحد على أساس الدين، ومن الأمة الإسلامية (التي تنتمي إلى الإسلام) إلى الأمة المسلمة (التي تمثل الإسلام)، الأمة التي سألها إبراهيم عليه السلام.

وما العواصف التي تهب اليوم برفق أو بعنف إلا رياح لواقح (مبشرات بين يد رحمته). ولن يتم إن شاء الله تعالى هذا القرن الخامس عشر حتى تنكشف الغمة عن الأمة، وتتم نعمة وحدة الأمة على الأمة، {ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا}(الاسراء : 51).

أهل القرآن الكرام:

يا حملة القول الثقيل، فيكم الأمل وعليكم بعد الله تعالى المعول.

أنتم نفخة روح البعث الجديد في رحم هذه الأمة، أنتم حملة الروح الذي به إذا عم صارت الأمة خلقا آخر.

أنتم حملة النور الذي به لا بسواه تُخرَج البشرية بإذن ربها من الظلمات إلى النور {قد جاءكم من الله نور يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}(المائدة : 17- 18).

أنتم من تنتظر الأرض كلها على أحر من الجمر، قُدومَكم قرآناً يمشي على الأرض؛ علماء {ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}(آل عمران : 78)، تفكرون بالقرآن، وتعبرون بالقرآن، وتدبرون بالقرآن؛ تنظرون بالقرآن، وتسمعون بالقرآن، وتزنون بالقرآن. فهل نحن لنداء هذا القرن : قرن الخلاص سامعون مستجيبون؟.

أيها الباحثون في القرآن الكريم وعلومه :

إن الأمة تنتظر منكم تسهيل عملية انتقالها إلى الغد المشرق في أقرب الآجال :

تنتظر منكم؛ ومن أمثالكم في مختلف التخصصات، استخلاص خلاصة كسب الأمة خلال أربعة عشر قرنا لتسهيلالاستيعاب والوصل.

وتنتظر منكم، ومن أمثالكم في مختلف التخصصات، علاج المعضلات الثلاث :

معضلة النص، ومعضلة المصطلح، ومعضلة المنهج، لتسهيل فقه الماضي وبناء المستقبل.

وتنتظر منكم، ومن أمثالكم في مختلف التخصصات، بيان إعجاز هذا القرآن، المعجز إلى يوم الدين، ليتبين للناس كل الناس أنه تنزيل رب العالمين.

وتنتظر منكم، ومن أمثالكم في مختلف التخصصات، قبل ذلك وبعد ذلك ضرب المثل في العلمية والمنهجية والتكاملية على مستوى الأمة.

وتنتظر منكم خاصة من دون الناس استخلاص الهدى المنهاجي من القرآن الكريم في مختلف الميادين تفكيراً وتعبيراً وتدبيرا.

وتنتظر منكم وتنتظر…

فهل أنتم للعقبة مقتحمون؟ وللنداء مستجيبون؟

اللهم يسرنا للهدى ويسر الهدى لنا واجعلنا من عبادك الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ.د. الشاهد البوشيخي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>