(اِتفق العرب على ألا يتفقوا)  ولكن …!


عبارة تعودنا سماعها وتلقيناها بألسنتنا حتى حفظها صغارنا وسار بها الركبان عبر مساحة العالم العربي الكبير، غير أن الجديد في الأمر هو أن العبارة قد لحقها استثناء تولى كبره بعض قادة العالم العربي، تزعمهم زين الهاربين وتوسط عقدهم فرعون مصر المخلوع وختم على أفواههم (ملك ملوك إفريقيا) الذي يأبى إلا أن يظل متشبثا بخيمته التي سقطت جل ركائزها وهو يحاول تعويضها بأجسام أولاده الذين أبوا كذلك إلا أن يُدَعِّمُوا بالعنف والتهديد والبطش خيمة والدهم وزعيم دولتهم وولي نعمتهم التي تقدر بملايير الدولارات والمخزونة في بنوك أوروبا لدعم اقتصادها المهزوز جراء الأزمة الاقتصادية  العالمية.

اتفق هؤلاء الثلاثة على أن الإسلام هو الخطر المحدق بالغرب وأنه لا نجاة للغرب من خطر الإسلام كما يزعمون إلا بخلودهم في السلطة، وبذلك تسقط نظرية (عدم الاتفاق)التي ظلت تلاحق الزعماء العرب في كل مؤتمراتهم وقممهم لتحل محلها نظرية الاتفاق على خطورة الإسلام الذي يقول فيه رب الأرباب ومالك الملك والملكوت {ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.

اتفقوا على خطورة الإسلام الذي قال عنه الروم قبل أن يحكمه أمثال هؤلاء لما قدمت بعض جيوشهم المنهزمة أمام المسلمين في معركة من المعارك على ملكهم وعظيمهم “هرقل” وهو في مدينة أنطاكية حيث دعا رجالاً من عظمائهم، وقال لهم: ويحكم أخبروني ما هؤلاء الذين تقاتلونهم -يعني المسلمين- أليسوا بشراً مثلكم؟؟ قالوا: بلى…

قال: فأنتم أكثر عدداً وعُدداً أم هم؟  قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن فقال: ويلكم فما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم؟

فسكتوا ولم ينطقوا، فقال شيخٌ كبيرٌ منهم: أنا أخبرك أيها الملك مِن أين يُؤتون؟؟ ولماذا ينهزمون؟؟؟

إنا إذا حملنا على المسلمين صبروا، وإذا حملوا علينا صدقوا، ونحمل عليهم فنكذب، ويحملون علينا فلا نصبر!!

فقال”هرقل” : لماذا هم كذلك وأنتم بخلاف ذلك؟

فقال الشيخ: لأن القوم يصومون بالنهار، ويصلون الليل، ويوفون بالعهود، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يظلمون أحداً، ويتناصفون فيما بينهم، ونحن نشرب الخمر، ونزني ونرتكب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم، ونأمر بما يسخط الله تعالى، وننهى عما يُرضي الله، ونفسد في الأرض..

فقال”هرقل” : والله لقد صدقتني القول…

اتفق الزعماء على خطورة الإسلام الذي يحرس ثروات البلاد ويحرص على توزيع عادل لها ويمنع تهريبها وإنفاقها في الشهوات المحرمة و السهرات والمهرجانات ويمنع السفهاء من التصرف فيها…..

اتفق الزعماء ويا ليتهم لم يتفقوا على محاربة الإسلام والتخويف منه!! ألا إنهم إنما يحاربون الملك الديان الذي اختص نفسه بإيتاء الملك ونزعه ممن يشاء ومتى يشاء!!.{قلاللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن شاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير}.

??

??