تسارعت ردود الفعل الدولية فور تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة / وقوبل هذا التنحي بالترحيب في أنحاء مختلفة من العالم وكذلك في الغرب حيث كان الترحيب مشوبا بالحذر فيما أجمعت المواقف على ضرورة انتقال سلمي ومنظم إلى السلطة المدنية ، بينما عبّرت إيران ومنظمات إسلامية عن ارتياحها إلى هذا الحدث.
< الولايات المتحدة الأمريكية: دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الجيش المصري إلى ضمان عملية انتقالية تتصف بالصدقية نحو الديمقراطية. وقال في كلمة له بعد ساعات من تنحي مبارك إن المصريين قالوا بوضوح أنهم لن يقبلوا بشيء باستثناء ديمقراطية فعلية، منبها إلى أن مصر تنتظرها أيام صعبة.
ورحب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن باستقالة مبارك في ما اعتبره “يوما تاريخيا” تشهده مصر وينبغي أن يفضي إلى قامة حكم ديمقراطي.
وأكد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر للمصريين “دعم الأسرة الدولية في وقت يسلكون الطريق الصعب لبناء امة ديمقراطية حقا”.
< إسرائيل: أعرب مسئول حكومي عن أمله بان “تتم العملية الانتقالية نحو الديمقراطية بهدوء من اجل مصر وجميع جيرانها أيضا”. وأكد مسئول إسرائيلي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية على الحاجة الملحة للحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
< بريطانيا: رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون قال إنه يجب التقدم باتجاه حكومة مدنية وديمقراطية في مصر.
< فـرنـسا: أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار “الشجاع والضروري” الذي اتخذه مبارك وعبر عن أمله في أن تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات “حرة وشفافة” تسمح بمجيء مؤسسات ديمقراطية.
< الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون : قال بدوره إن الشعب المصري أسمع صوته وخصوصا الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم، مؤكدا أنه يحترم قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري، وعبّر عن أمله في عودة سريعة إلى النظام المدني.
< الاتحاد الأوروبي : أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون كذلك أن مبارك استمع لصوت الشعب ما يفتح الطريق أمام إصلاحات أوسع وأعمق، ودعت إلى الحوار من أجل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة.
< ألـمانـيا: وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من جهتها ما جرى بأنه “تغيير تاريخي” داعية النظام المصري المقبل إلى أن يكون التغيير السياسي سلميا ومنظما والى احترام “أمن إسرائيل” ومعاهدة السلام مع الدولة العبرية، .
< إيــران: اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المصريين حققوا “انتصارا عظيما رغم مقاومة المسئولين المرتهنين للقوى الكبرى على حد تعبير المتحدث باسمها، فيما أكد وزير الخارجية علي اكبر صالحي إن إيران تنتظر من الجيش المصري صاحب الماضي المجيد في النضال ضد الكيان الصهيوني أن يلعب دورا تاريخيا في تأييد مطالب الشعب العظيم كما قال.
< جامعة الدول العربية: حيا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساء الجمعة شباب مصر وجيشها على “دورهما في تحقيق التغيير التاريخي” مع تنحي الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة، ودعا إلى “بناء سليم لمصر قائم على توافق وطني”.
< جماعة الإخوان المسلمين: حيا عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين اثر الإعلان عن تنحي مبارك، الشعب المصري وجيشه “الذي أوفى بعهده”.
< الهند: كذلك رحب وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا بتنحي مبارك داعيا الى “نشر الديمقراطية في مصر” وتنظيم انتخابات سريعة
< السلطة الفلسطينية : ففي رام الله أكد مسئول فلسطيني احترام القيادة الفلسطينية لإرادة الشعب المصري نحو الديمقراطية والحرية. وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) في تصريحات لصحيفة “الأيام” الفلسطينية في عددها الصادر اليوم السبت إن مصر أكثر ديمقراطية وأكثر وحدة وأكثر شباباً وهي أكثر دعماً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن “فلسطين” هي أحوج ما تكون إلى مصر قوية الآن.
< حركة حماس : وفي غزة المجاورة، حيث خرج المواطنون في مسيرات ابتهاجاً برحيل مبارك، اعتبرت حركة حماس أن تنحيه هو بداية “انتصار” الثورة المصرية ودعت القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.
< الأردن : ومن عمان صرح طاهر العدوان، وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، أن الأردن يأمل في عودة “الهدوء والاستقرار” إلى مصر، غداة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وقال العدوان في حديث للتلفزيون الأردني “نتمنى في هذه المرحلة أن تستعيد مصر هدوءها واستقرارها وتتجاوز هذه المرحلة لبناء مصر الجديدة، التي تعبر عن شعبها وحرية شعبها وكرامته”. وأضاف أن “الشعب المصري حقق أهدافه وحقق الشعارات التي رفعها من أجل التغيير”، مشيراً إلى أن “خروج الشعب المصري المطالب بالتغيير خلال الأسابيع الماضية هو مشهد تاريخي لا يمكن أن يتكرر”.
< السودان: رحب الرئيس السوداني عمر البشير بـ”انتصار الثورة في مصر”، معلناً “دعمه غير المشروط للانتفاضة الشعبية” المصرية بعد تنحي مبارك. وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية أن “رئاسة الجمهورية تهنئ الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة”. وأعرب البيان عن الأمل في أن “تأتي الحكومة المصرية القادمة ملبية لتطلعات الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية وفي عودة مصر لمكانتها الريادية وقيادتها للأمتين العربية والإسلامية”.
اثر الاحتجاجات في مصر وتونس على الشرق الأوسط؟
بدأت بعض الحكومات العربية بالحديث عن مشاريع إصلاحية سياسية واقتصادية لتفادي تكرار ما جرى بتونس وما يجري بمصر.
ففي اليمن، حيث أعلن الرئيس علي عبد الله صالح أنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة وتعهد بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه، خرجت مسيرات حاشدة في صنعاء وعدد من المحافظات الخميس تطالب بمحاربة الفساد وإجراء إصلاحات سياسية، ولا يزال الوضع غير مستقر.
وفي الأردن، أقال الملك الحكومة وأمر بتشكيل حكومة جديدة، وكلفها “اتخاذ خطوات عملية وسريعة لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي”.
وفي سوريا، كانت هناك محاولات لتنظيم “يوم غضب” في 4 و 5 فبراير/ شباط.
وفي البحرين، والتي شهدت اشتباكات بين الأكثرية الشيعية وبين قوات الأمن خلال الأشهر الماضية، هناك دعوات على مواقع تويتر وفيس بوك لتنظيم “يوم غضب” في المملكة في 14 فبراير/شباط.
وفي لبنان قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله أن الاحتجاجات التي تشهدها مصر ستؤدي إلى تغييرات شاملة في المنطقة.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج من أن جهود تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قد تتعثر بسبب موجة الاحتجاجات.
وفي أحدث الانعكاسات هو استقالة حكومة تصريف الأعمال في السلطة الفلسطينية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المنتهية ولايته منذ الحرب على غزة من غير التفكير في إجراء الانتخابات.
تأثير أحداث مصر على الوضع الفلسطيني
يرى محللون فلسطينيون أن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وسقوط نظامه تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية في مصر سيؤثران في الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل أو وضعهم في قطاع غزة .
وقال أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي سميح شبيب إن الركيزة الإستراتيجية للقيادة الفلسطينية في العملية السياسية كانت القيادة المصرية وهذه الركيزة انهارت وهدمت.
وأضاف أن توقيع مصر لاتفاقية السلام مع …إسرائيل في كامب ديفيد أدى إلى تحول العالم العربي من حالة حروب مع إسرائيل إلى حالات من التسويات السياسية، معتبراً أن هذا التحول في مصر والعالم العربي هو ما دفع الفلسطينيين نحو الانخراط بعمليات تسوية سياسية مع إسرائيل .
وكان مبارك واللواء عمر سليمان الذي كان يشغل منصب مدير جهاز المخابرات المصرية من أكثر الشخصيات العربية التي كانت القيادة الفلسطينية تلجأ إليها في ما يتعلق بالمفاوضات والانقسام الفلسطيني الداخلي على حد سواء .
وهذه القيادة وضعت مقترحات في إطار ورقة مصالحة بين حركة حماس والسلطة التي تقودها حركة فتح، وقال شبيب لم يعد أساس لهذه الورقة لأن من حمل هذا الملف (عمر سليمان) رحل، والوضع الفلسطيني وحتى العربي سيتجدد لكن ليس على الأسس القديمة.
من جهته، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض أن …التغيير الذي طرأ في مصر سيعطي القيادة الفلسطينية قوة في موقفها التفاوضي، وفيه إشارة إلى …إسرائيلî بأنه إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات فإن كثيرا من الأمور قد تتغير.
وأكد أن التغيير الذي وقع في مصر سيكون في صالح القضية الفلسطينية بشكل عام، وليس لصالح حماس أو فتح، والتحول الديمقراطي في مصر سيكون من صالح الفلسطينيين من حيث رفع الحصار عن غزة وفتح علاقات سياسية قوية جديدة بين السلطة ومصر.
واعتبر عوض أن موقف مصر في دعم الطرف الفلسطيني في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لم يكن جزءاً من النظام الذي كان قائماً بل كان موقفاً تاريخياً، لا يتغير بتغيير النظام.
أما جورج جقمان أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني لدراسات الديمقراطية، فقال كان هناك تحالف قوي مع نظام مبارك والآن الموازين تغيرت بالتالي فإن القيادة الفلسطينية بتقديري أنها في انتظار ما ستؤول إليه الانتخابات البرلمانية المصرية، وشكل النظام السياسي الجديد الذي سيتشكل. وقال التأثير العام على القضية الفلسطينية للتغيير ستحدده تركيبة المجلس البرلماني المصري المقبلî، التي …لن تؤثر إيجاباً في الجانب الفلسطيني وحده بل على محور الاعتدال العربي بشكل عام.
ورأى أن التغيير في مصر …بشكل عام سيقوي الموقف الدبلوماسي الفلسطيني وسيشكل عنصر ضغط على الولايات المتحدة للبحث عن مسار جديد للتسوية .