- لن أتخلى عنها أبدا أبدا!!
رد الأبوان أمام إصرار ولدهما:
- ولكنك صغير… دعِ الأمر إلى أن تكبر!
- إني أحبها.. إنها جميلة… ولن أتخلى عنها أبداً!!
فشلا في إقناعه… قد تكون مجرد لعبة سرعان ما يملها كعادته…!!
لكن الطفل ذا السبع السنوات واظب على الصلاة، ناقش الوالدان الأمر بجدية… كيف ذلك، وهو في مدرسة بعثة أجنبية.. مناهجها عصرية؛ علوم ولغات وإعلاميات… فكيف تعلم الصلاة ونحن لا نصلي؟!
وقبل أن يتوجها إلى المدرسة لمعرفة ذلك، رجاهما صغيرهما :
- أحب أن أدخل مسجداً، وأصلي فيه!!
- بل سنذهب إلى حديقة للألعاب، المسجد ليس للعب!!
لكنهما أمام إلحاحه، اصطحباه إلى مسجد.. وجدا نفسيهما يصليان المغرب جماعة… شعور غريب انتاب الأم… غمرتها راحة نفسية لم تشعر بها قط… ذرفت عيناها، ولسانها يلهج بالدعاء…
وكم تمنت أن تمكث مدة أطول في المسجد!
احتضنت صغيرها وقالت له:
- حقا، إنها والله جميلة.. ليس في هذه الدنيا ما هو أجمل من الصلاة! لكنها لا تعرف كيف تصلي، فتعليمها أيضا كان في مدرسة أجنبية.. اقتنت كتيب للصلاة.. وقد علق صغيرها ورقة كبيرة للوضوء أمام المغسلة! أصبحت الصلاة أجمل لحظة تجمع الأسرة الصغيرة…!
عرف الوالدان أن صغيرهما تعلم الصلاة من مُدَرِّبِه في نادٍ رياضي…!!
ذة. نبيلة عـزوزي