من منا لا يعرف البخاري، ذلك الرجل الذي كتب الله له القبول، ورزقه الذكر الحسن، والثناء العطر على كل لسان، إنه صا حب الصحيح أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي إمام أهل الحديث.
لكن هل سألت نفسك يوما عن بعض أحوال هذا الإمام العظيم وما الذي بلغ به ما بلغ؟
إن للإمام البخاري لأحوالا عجيبة هي التي بلغت به -بعد فضل الله تعالى- ما بلغ، أذكر هنا ثلاثة منها، فيها عبرة وموعظة، وهي أحوال ذكرها كل من ترجم للإمام البخاري رحمه الله تعالى :
1) كان يستيقظ في الليل من نومه فيوقد السراج، ويكتب الفائدة تمر بخاطره، ثم يطفئ سراجه، ثم تحضره فائدة أخرى فيقوم قياما آخر، وهكذا، حتى كان يتعدد ذلك منه عشرين مرة.
2) كان رحمه الله يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة.
3) كان لا يكتب حديثا في صحيحه إلا بعد أن يتوضأويصلي ركعتين شكرا لله.
هذه بعض أحوال هذا الإمام، فما حالك أنت؟ وما نصيبك منها؟
كم تصلي لربك في ليلك ونهارك، ثم كم تقف بين يديه خاشعا خاضعا متذللا؟
وما مقدار حرصك على العلم؟ تعلما وتعليما، صيدا وتقييدا، وها هو البخاري أمامك يقوم أكثر من عشرين مرة في ليله ليقيد فوائد علمية صادها الخاطر، ويخشى ضياعها.
هي مجرد إشارة، ولك أنت أن تتأمل بنفسك، فلعلك تنتفع فتستفيد وتفيد كما استفاد البخاري وأفاد.
ذ. امحمد العمراوي
من علماء القرويين
amraui@yahoo.fr
شكرا فضيلة الدكتور امحمد العمراوي على هذه الإشارات الندية ، و بارك الله في علمكم ، وفي من علمكم ، و رحم الله شيخك و معلمنا الدكتور التاويل في هذا اليوم المبارك. تلميذك خريصة علي