تشهد العاصمة المقدسة هذه الأيام تدشين أكبر وأشهر ساعة في العالم وشموخها في سماء مكة المكرمة يُتَوِّجها من الجهات الأربع لفظ الجلالة، وسوف يتمكن المعتمرون والزوار والحجاج وأهل مكة المكرمة من ضبط أوقاتهم على هذه الساعة التي وضعت بأعلى أبراج البيت (وقف الملك عبد العزيز) المطل على ساحات الحرم المكي الشريف، حيث يعتبر برج مكة المكرمة الذي تعلوه الساعة ثاني أعلى برج في العالم بعد برج خليفة في دبي.
وقطر ساعة مكة المكرمة 36 متراً فيما يبلغ ارتفاعها 402 متراً من ساحة الحرم ويمكن رؤيتها على مسافة 17كيلومتر مساءاً عندما تكون إضاءة الساعة بيضاء وخضراء وعلى مسافة 11- 12 كيلومتراً في ساعة النهار عندما يكون لون الساعة أبيض.
وقد ركبت على جدران الساعة مصادر ضوئية (ليزر) تصدر إشعاعات في المناسبات المختلفة كالأعياد وإشارات ضوئية في أوقات الأذان، كما تم تخصيص الألوان الأبيض، والأخضر، والأسود كألوان أرضية لمسطحات الساعة ليلاً ونهاراً، ولهذه الساعة نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار ويتضمن مشروع الساعة أربعة ساعات في الجهات الأربع من البرج منها ساعتان رئيسيتان بارتفاع يصل إلى 80 متراً بما فيها لفظ الجلالة وبعرض 65 متراً، وقطرها 39 متراً، أما الساعتان الجانبيتان فيبلغ ارتفاعهما حوالي 65 متر، وعرضهما 43 متر، وقطرهما 25 متراً، وتشاهد الساعة في جميع أنحاء مكة المكرمة وفي طريق مكة جدة السريع ولقد أطلق عليها (ساعة مكة المكرمة) وستعتمد كتوقيبت زمني ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة، وسيتم ربطها بأكبر مركز للتوقيت في العالم بما في ذلك لندن، وباريس، ونيويورك، وطوكيو.
وقال نائب الرئيس والمدير العام لفندق برج ساعة مكة محمد الأركوبي في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في دبي : سيكون للمسلمين في جميع أنحاء العالم ساعة خاصة بهم تعلو برجاً من أكبر الأبراج في العالم بجوار الحرم المكي الشريف تهدف إلى جعل توقيت المدينة المقدسة مرجعاً عالمياً مقابل توقيت (غرينتش).
وأضاف أن الساعة هي المعلم الرئيسي لمجمع ضخم مكون من سبعة أبراج تنفذه مجموعة بن لادن، وتتولى إدارته فندقيا مجموعة (فيرمونت)، ويبلغ طول الساعة 45 متراً، وعرضها 43 متراً وهي بحسب ما جاء في اللقاء الصحفي للأركوبي هي الساعة الأكبر في العالم، إذ أنها أكبر بستة أضعاف من ساعة بينج بن في لندن.
وقال الأركوبي أن تكلفة المشروع تبلغ ثلاثة مليارات دولار، وقد تم صنع الساعة في دولة ألمانيا، وتشكل أعمال تركيب الساعة عملية ضخمة جداً تقوم بتنفيذها شركة ألمانية، فيما تشرف شركة بن لادن على مشروع الأبراج ككل.
وذكر الأركوبي أن (برج ساعة مكة المكرمة) سيحتوي متحفاً إسلامياً ومرصدا فلكياً يستخدم للأغراض العلمية والبحوث الدينية، كما يتضمن البرج شرفة محيطة أسفل الساعات الأربع وقد تم تخصيص مصعدين لنقل الزوار إلى هذه الشرفة التي يبلغ عرضها 5 أمتار.
جدير بالذكر أن المشروع كان مقرراً تسميته قبل بدء المشروع بساعة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر بإنشائها في أعلى البرج الخامس من مشروع وقف الملك عبد العزيز ولكن خادم الحرمين الشريفين أصدر أمراً كريماً يقضي بأن يكون اسمها (ساعة مكة المكرمة).
وأشار الأركوبي إلى أن تصاميم أبراج الساعة قد روعي فيها التقاليد الإسلامية وهي وقف للحرم، وقال أن المجمع سيكون الأكثر تطوراً في العالم من الناحية المعلوماتية حيث يتميز المشروع ببنية تكنولوجية ومعلوماتية متطورة جداً تضم حوالي 100.000 كليومتر من أسلاك الألياف البصرية فائقة السرعة، كما يتضمن المجمع 76 مصعداً بينها مصعد هو الأكبر حجماً في العالم.
>أ. يوسف الخضر
> مجلة الإعجاز العلمي ع 37