هزُلت…


…”فإذا حدث -لا قدر الله- هذا المكروه..”. بهذه الجملة المفيدة افتتح أحد الصحافيين مقالة مطولة أزبد فيها وأرعد على خلفية دعوة أحد المسؤولين بمنع بيع الخمور في العاصمة العلمية للمملكة.

فمنع بيع الخمور أصبح عند صاحبنا مكروها يُخشى وقوعه؟!

وفي حالة وقوعه ـ لا قدر الله ـ فقد تنهار مداخيل العديد من الأندية الرياضية في البلاد لأن مداخيلها إنما تأتي من بيع الخمور؟!

فأنعم بها أندية وأنعم بها رياضة تقام على بيع الخبائث كما سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقولوا لي بربكم أسمعتم سفاهة ووقاحة أبلغ ولا أوضح من هذه الوقاحة؟!

فقد اختلط -على أخينا هذا- البقر فصار المعروف عنده منكرا والمنكر معروفا؟!

ودعنا نساير الرجل في وقاحته ونقف على تلك الأندية التي يتباكى عليها ويخشى نضوب معينها من بيع الخمور؟

فماذا أنتجت هذه الأندية سوى :

- لوبيات فاسدة تكرس الأموال الحرام من هذه التجارة ولا تقوم بواجبها في تنشئة الشباب والنهوض بالرياضة في البلاد كما يدعون؟

- فرق كروية بائسة لا تحصد إلا الهزائم والنكبات المتكررة إن على المستوى الوطني أو الدولي. وما فضائح (أسود الأطلس) في السنوات الأخيرة عنا ببعيد.. حتى أن أحد الظرفاء طالب بمحاكمتهم ومحاكمة القائمين عليهم بتهمة تبذير المال العام وانتحال صفة الأسود وهم غير جديرين بها…

- نشر الرذيلة والتشجيع عليها

ولا يخفى ما يقام داخل مثل هذه الأندية من فجور وانحرافات خاصة في أوساط كثير من الشباب إناثا وذكورا.

وكذلك ما ينتج عن ذلك كله من خراب بيوت وتشتيت أسر وحوادث سير وما خفي كان أعظم حتى لا نقول أكثر.

- ثم أمر آخر! فمتى كانت الرياضة رديفا للعربدة والفجور. فالرياضة إنما  وظيفتها تهذيب سلوك الشباب والرفع من مستواهم السلوكي والجسماني والفكري ووسيلة ناجعة لتصريف طاقاتهم الجسدية والوجدانية فيما ينفع ولا يضر…

“الحاصولي عوَّلنا على أندية تسير بأموال بيع الخمور…؟!”

ربنا لا توا خذنا بما فعل السفهاء منا آمين.  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>