أثار مقال نشر بإحدى الجرائد المغربية تحت عنوان : (ديروا خدمتكم) سؤالا كبيرا حول دور الفن في خدمة قضيتنا الوطنية، لاسيما بعد التحرك المريب لانفصاليي الداخل والمسرحية التي تلعبها “أمناتو حيدر” والتي تدار فصولها من قبل جنرالات الجزائر، وإذا كان الكاتب ركز في مقاله عن دور المسرح -أبي الفنون- في خدمة القضية، فإن العبرة كما يقول فقهاؤنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، أي أن كل مجالات الإبداع مسؤولة عن التحرك من أجل لجم أعداء وحدتنا الترابية وتنوير الرأي العام الوطني والدولي بحقيقة الافتراءات والمؤامرات التي تحاك ضد المغرب ووحدته الترابية، فماذا فعل مسرحيونا من أجل خدمة وحدتنا، وماذا فعل سينمائيونا الذين ما فتئوا يحشوون أبصارنا وأسماعنا بكل ما هو رديء وقميء وتافه، أين قضيتنا الوطنية من الأموال التي ينفقها صندوق الدعم التابع للمركز السنمائي المغربي من أجل التهجم على قيمنا وهويتنا، إن مبدعينا بدل أن يشحذوا هممهم وفنهم من أجل الارتقاء بحسنا الثقافي والفني وترسيخ قيم المواطنة الحقة في أجيالنا نجدهم يسلخوننا عن قيمنا ويجلدون هويتنا باستمرار وكأن هذه الأرض التي أرضعتهم ومنحتهم فاكهة التحدي، لم تعد بالنسبة إليهم إلا بقرة حلوبا يمتصون ضرعها عن طريق الدعم الذي لا يخدمنا في شيء… في كل مدينة من مدننا وفي كل قرية وكل مدشر هناك مهرجان إما سينمائي وإما فني وإما ثقافي، نستدعي له الضيوف من كل مكان في العالم ونُنْفِقُ عليه من بطوننا، فما هي الرسالة التي تُحمِّلُها لهؤلاء الضيوف عن حقيقة الصراع المفتعل من قبل جارتنا الجزائر حول صحرائنا، وعن الأكذوبة المتمثلة في جبهة البولساريو وجمهوريتها الوهمية.. يا أهل الفن أجيبونا فقد طفح الهم، أجيبونا يرحمكم الله.