مصر تخنق شريان الحياة


أحمد منصور: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. هذه هي قافلة شريان الحياة3 حينما انطلقت من بريطانيا قبل شهر من الآن وهذه القافلة حينما وصلت إلى تركيا وهذا استقبالها، بعد تركيا وصلت إلى سوريا واستقبلت هناك بهذا الاستقبال، ثم وصلت بعد ذلك إلى الأردن واستقبلت بشكل حافل في الأردن، ودعت في الأردن ووصلت بعد ذلك  إلى اللاذقية وصلت إلى مصر وفي ميناء العريش، وللأسف تعرضت لصدامات في محطتها الأخيرة، لكنها بعد معاناة وصلت إلى غزة. ومعي الآن من غزة رئيس القافلة النائب جورج غالوي رئيس حزب الاحترام البريطاني

الإشكالات حول الدخول عبر العريش أو نويبع

>  أحمد منصور :جورج مرحبا بك والحمد لله على السلامة. بعد شهر كامل وصلت القافلة قبل قليل إلى غزة حتى إنكم لم تصلوا إلى المدينة نفسها، الآن أنت في الطريق التقطناك، كنت معك خلال الأيام الماضية ساعة بساعة نتابع معكم الرحلة بكل تفصيلاتها، كيف تنظر الآن إلى هذه المسيرة وإلى شريان الحياة3 بعدما وصلتم إلى غزة لا سيما بعد المعاناة الأخيرة التي عانيتموها خلال الأيام الماضية؟

>> جورج غالوي: …. كانت أوقاتاً عصيبة وصعبة حقا خاصة منذ وصولنا إلى مصر وبالطبع فنحن سعداء جدا أخيرا وبعد 31 يوما أن نصل إلى فلسطين والترحيب  غامر كأنه بركان من الفرح انفجر من الشعب لأنهم هم أيضا راقبوا تقدمنا إنشا بإنش بوصة ببوصة بلدا بعد بلد ورأونا ليلة أمس ونحن نبذل دمنا من أجل أن نصل إلى فلسطين، فتخيلوا الأمر احتاج إلى إراقة دم من الناس لكي نصل إلى الفلسطينيين تحت الحصار وأين؟ في بلد عربي، أنا الآن يمر علي 31 عاما وأنا مع العرب، لو أردت حياة هنية حياة رخاء والله لانضممت إلى الطرف الآخر لأنهم يهتمون بأصدقائهم، أما العرب كما كان حال العرب ليلة أمس بشكل حكومة مصر هكذا يعاملون أصدقاءهم من 17 بلدا قطعوا آلاف الأميال ليساعدوا فلسطين لكن انتهى بهم المطاف في المستشفيات انتهوا ينزفون دما وكسرت عظامهم بأحجار كبيرة رماها عليهم ضباط شرطة، وقد سجلنا ذلك بالصور، أنا نفسي صورت ضباط شرطة وهم يرمون بصخور كبيرة على رؤوس مدنيين جريمتهم الوحيدة كانت محاولة الوصول إلى غزة حاملين معهم الدواء لمن لا يملك دواء، والله إن هذا أمر خاطئ فعلا في العالم العربي.

> أحمد منصور: ….الحكومة المصرية تتهمك وتتهم القافلة أنها هي التي افتعلت تلك الأزمة التي حدثت وهي التي أدت إلى تلك الإشكالات التي وقعت.

>> جورج غالوي: حسنا كاميراتكم تلتقط الصورة الآن لكل الشباب من كل أفراد قافلتنا ورؤوسهم معصوبة والدم لا يزال على وجوههم وملابسهم، لدينا 55 شخصا مصابا بجراح من بين خمسمائة من أفراد القافلة، هذا يمثل أكثر من 10% من القافلة وصلوا وهم ينزفون، لماذا؟ كل هذا لأنهم يكرهون أن نذهب إلى ميناء العريش وهو ميناء صغير جدا ثم حبسونا وراء أبواب مغلقة وبدون حمامات وبدون قدرة على الحصول على طعام أو ماء، حاصرونا وخانونا وبعد ذلك يقولون إننا افتعلنا هذا، الدم لا يمكن أن يفتعل بسهولة، العظام المكسرة لا يمكن أن تفتعل وللأسف الشديد بالنسبة إليهم الجزيرة وكاميرات قنوات أخرى كانت هناك موجودة داخل المجمع الذي كنا فيه وهم يصورون الجريمة التي ارتكبت بحقنا ليلة أمس، ويا للأسف لقد توسلت إلى مصر المرة تلو المرة نرجوكم لا تجعلوا يوم الـ 27 من ديسمبر مشكلة لكم، لنجعها مشكلة لإسرائيل في ذكرى جريمتها الكبرى ضد شعب غزة، دعونا نجعل كل الأنظار وكل أصابع الاتهام تتوجه صوب إسرائيل توسلت إليهم لا تفعلوا ذلك لكنهم أصروا، عندما يتخذون قرارا سيئا يتمسكون بهذه المشكلة، بلدان أخرى يمكن أن ترتكب قرارات خاطئة لكن عندما تتاح الفرصة وتتبين أن هناك مشكلة يغيرون رأيهم، يا أحمد وصلنا إلى مطار العريش على متن ثلاث طائرات، طائرة واحدة على متنها 162 شخصا، بقيت سبع ساعات ونصف في المطار، عندما كنا على بعد أربع ساعات من مصر في العقبة على عبارة تجارية مزودة بكل التسهيلات نويبع ميناء دولي فيه كل التسهيلات والتجهيزات كان يمكن أن نكون في غزة ثماني ساعات بعد يوم عيد الميلاد واليوم والآن نحن بعد أن انتهينا من الأسبوع الأول من شهر يناير وكل هذه الدماء التي أريقت والأموال التي صرفت وكل هذا الخزي والعار الذي لحق ببلد عظيم كمصر، ذلك البلد الذي هو القلب النابض للعالم العربي يتعرض لهذا الخزي والعار الكل الآن يشير بإصبعه إلى مصر ويدين مصر بسبب هذه الأعمال الخرقاء من قبل حكومتها وأنا أعتقد من أعماق قلبي أنه على الأقل 80% من شعب مصر مستاؤون بقوة وغير سعداء بالمرة إزاء ما حدث لنا.

> أحمد منصور: جورج اسمح لي، أرجو أن تفرق في كلامك بين الشعب المصري وبين الحكومة المصرية لو سمحت، لا تقرن بين الشعب المصري ومواقفه من أهل غزة ومن القضايا العربية بشكل عام وبين تصرفات أنت تنتقدها للحكومة المصرية، أرجو أن تفرق في كلامك وأن تحرص أن تقول الحكومة المصرية ولا تقل مصر لأن مصر لا تقبل بهذه التصرفات على ما أعتقد.

>> جورج غالوي: بالتأكيد، بالتأكيد نعم. أنا أعتذر عن ذلك.

> أحمد منصور: وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات له في 26 ديسمبر الماضي قال إنه حدد لكم العريش من البداية في أول رسالة وصلت إلى مكتبك في يوم 10 نوفمبر  و6ديسمبر كما قال الناطق باسم الخارجية المصرية أرسلوا لك رسالة أيضا إلى مكتبك وفي 10 ديسمبر خطابا مفتوحا واتصلوا على مكتبك في 17 ديسمبر يؤكدون لك أن العريش هي المنفذ الذي يجب أن تدخل منه ومع ذلك يقولون إنك الذي خالفت وإنك الذي تريد أن تفرض على الحكومة المصرية هذا الأمر وأنت تريد أن تسرح وتمرح بالقافلة في الأراضي المصرية.

>>جورج غالوي: أولا كما قلت قبل لحظة أنا أعتقد إنه على الأقل 80% من الشعب المصري غير مرتاح أبدا للطريقة التي عوملت بها قافلتنا والأهم من ذلك الناس الفلسطينيون في غزة و.. نعم من المهم أن نقول دائما شعب مصر، ليس شعب جمال عبد الناصر ولا الذين حرروا قناة السويس ولا القلب النابض العظيم للعالم العربي، الشخص الذي ذكرته الآن يكذب على العالم باسم بلد عظيم، في 17 من ديسمبر  كانت قافلتنا منطلقة منذ الـ6 من ديسمبر كنا في سوريا وقد تمت الترتيبات والحجوزات للذهاب إلى العقبة لنبحر لمدة أربع ساعات مقابل 55 دولار لنذهب إلى نويبع، بدلا من ذلك أجبرونا أن نقود الرحلة مرة أخرى برا إلى اللاذقية ولأن هذا المبلغ الذي أنفقناه كان ينبغي أن ننفقه على شعب غزة، أنفقناه على مصروفات تذاكر عبارات وطائرات، لماذا لأن هذه الشروط التي يفرضون عشوائية قاسية وسخيفة تماما، كما قلت لك القصة حول ما حدث في العريش، نويبع ميناء دولي كبير العريش قرية صغيرة فيها منفذ امتلأ تماما بمائتي سيارة من قافلتنا وبمطار لا يملك حتى ملصقات لصق سمة الدخول لعدد من المسافرين يعرف بوصولهم فورا، وزارة الخارجية المصرية وخاصة المتحدث باسم السيد زكي يحاول أن يذر الرماد في عيون الشعب العربي لكنني واثق تماما أن هناك قصتين أو جانبين.

> أحمد منصور: ما هما؟

>> جورج غالوي: جانب من القصة هي رواية السيد زكي، الجانب الآخر هي رواية جورج غالوي وأنا متأكد تماما أن الناس الذين يشاهدون هذا البرنامج يصدقون رواتسي، وصدقني لو كنت ممن يصدقون رواية السيد زكي ستكون لوحدك حتى داخل مصر.

التصريحات الرسمية المصرية والاتفاق مع الوفد التركي

> أحمد منصور: دعني أقول لك باختصار رواية السيد زكي  التي نشرت في 4 فبراير عن طريق وكالة أنباء الشرق الأوسط قال في 10 نوفمبر أرسلوا خطابا إلى مكتبك ولم ترد وفي 6 ديسمبر لم تتلق السفارة في لندن أيضا أي رد منك على هذا، وفي 10 ديسمبر خطاب مفتوح لك وفي 17 ديسمبر اتصلوا على مكتبك، هذه رواية السيد زكي وهذا بيان الخارجية المصرية يتهمك بالتضليل وأنك بددت أموال المتبرعين ولو احترمت الإجراءات المصرية من البداية ما حدث ذلك، ما هي روايتك؟

>> جورج غالوي: لا تقلق بشأن المال لأن الناس في الخليج أعطونا المال لكي ندفع نفقات ما تسبب به السيد زكي ورفاقه، لم يتحمل أي طرف من القافلة أي مبالغ إضافية فلا تقلق حول هذا.

> أحمد منصور (مقاطعا): السيد زكي موظف يتحدث باسم الخارجية هو موظف يعكس السياسة ويتحدث باسم الرأي الحكومي.

>> جورج غالوي: نعم ربما يكون الأمر كذلك ولكنه لو كف عن الكذب حولي سأكف أنا عن قول الحقيقة حوله، لا حقيقة في رسالة نوفمبر، رسائلهم دائما يرسلونها بالبريد المسجل، إذاً ليظهروا وصل الرسالة المسجلة، الرسالة عندما أستلمها يجب أن يوقع عليها شخص، أنا أتحداهم الآن ليظهروا أمام العالم شهادة أو وصلاً، لديهم وصل لرسالة ديسمبر ليظهروا أمامنا إيصال رسالة نوفمبر، إذاً كل هذا هو محاولة لتضليل الناس لكن الدليل كما نقول باللغة الإنجليزية هو عندما ترى العين تصدق الأذن، قالوا لنا يجب أن نذهب إلى ميناء العريش وذهبنا وطبقنا ما قالوا، انظر إلى المهزلة، انظر إلى الكارثة التي كانت زيارتنا إلى العريش قد أظهرتها، صدقوني لا أحد من المسافرين الأجانب ولا أحد في بلدانهم سينسى كلمة العريش لكن للأسف سيتذكرون المكان للأسباب الخطأ، هو المكان الذي اضطر فيه الكثيرون لقطع آلاف الأميال يحملون الدواء والغذاء ليتعرضوا للضرب والاعتداء من شرطة مكافحة الشغب بدون سبب، هذه مهزلة، خطة العريش التي قالت حكومة مصر عنها، كلا السيد زكيهو الذي توجه له الاتهامات، نعم أنا أقبل الكلام هو موظف ولكن الفارق بيني وبينه وبيني وبينهم أنا لا أريد أن أشن حربا على مصر، أنا توسلت إلى مصر لكي لا تفعل ذلك، بالضبط لأنني أعرف أن الوضع سينتهي كما هو عليه الآن وأخيرا إذا ما كنت أريد الدعاية لهذه القافلة فإن حكومة مصر هي التي ضمنت لي دعاية أكثر مما كنت أتخيل لأن قافلتنا لو دخلت بهدوء من العقبة لدخلت وغادرت غزة بدون أي حوادث وبدون أي اهتمام من قبل أي كان في العالم بدلا من ذلك تحولنا إلى قصة كبيرة من بريطانيا إلى ماليزيا، من الولايات المتحدة إلى ايرلندا، إنه أيضا خطأ حسابات آخر من قبل أولئك الناس الذين يتحملون مسؤولية حكم شعب مصر العظيم، لكن النقطة المهمة هنا هي هذه القافلة الثالثة، كل قافلة ترافقها مثل هذه الكوارث، في مارس من السلوم في يوليو تموز من القاهرة، أنتم تعلمون ذلك، أنا انتظرت أسابيع مع قافلة من الولايات المتحدة لكي أدخل لمدة 24 ساعة إلى غزة من دون المركبات التي اشتريناها في مصر لكي نستخدمها لحمل الدواء الذي جلبناه، كل القوافل رافقتها هذه الصعوبات، ليس قافلتي أنا فقط، كل قافلة تأتي إلى مصر تعاني هذه المصاعب..

> أحمد منصور: لماذا يا جورج؟ لماذا؟

>> جورج غالوي: لأن حكومة مصر هي جزء من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ولا مجال لإخفاء ذلك، أنا أمضيت وقتا طويلا دون أن أحاول كشف هذه الأمور، أردت أن ألوم إسرائيل فقط.

> أحمد منصور: ما مصلحة الحكومة المصرية في ذلك؟

>> جورج غالوي: حسنا دعني أقل لك إذاً، إنهم يبنون جدارا الآن، جدارُ عارٍ حول غزة، جدارُ عارٍ للمساعدة على خنق شعب غزة ولأسباب سياسية، ولماذا؟ لأن شعب فلسطين صوت في انتخابات حرة ونزيهة وهذا أمر المصري المسكين لا يتمتع بمثل هذه الفرصة ولكنهم صوتوا لحزب كل من مصر وإسرائيل وبريطانيا وأميركا لا يحبونهم، في الحقيقة أنا لست شخصيا ممن يدعمون حماس، أنا كنت مع أبو عمار ياسر عرفات طيلة حياتي، لكن الشعب الوحيد الذي له حق اختيار قيادة الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني، ليس مصر ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا، لهذا السبب هم يخنقون شعب غزة ولهذا العالم كله يعلم أن جدار العار الذي يبنونه بمساعدة من الولايات المتحدة وقواتها العسكرية لخنق هذا الشعب من خلال إغلاق الأنفاق، إنها حرب عار شاملة لسياسة التواطؤ التي يقومون بها مع إسرائيل لتجويع شعب غزة آملين أن هذا الشعب سيستسلم، لكنك تعلم أنني كنت في غزة ثلاث مرات هذا العام، شعب غزة لن يستسلم وكل من يتأمل ذلك سواء كان ذلك في إسرائيل أو أي طرف آخر كل من يرى أن شعب غزة سيستسلم بسبب الجوع لا يعرف هذا الشعب، لا يعرف هذا الشعب الفلسطيني فهم لن يستسلموا أبدا فبعدما قطعوا كل هذا الشوط وقدموا كل هذه التضحيات لن يستسلموا حتى لو حاصرتموهم لمائة عام.

> أحمد منصور: جورج هناك قصة أخرى للسيارات التي صودرت أو منعت في شريان الحياة2 وربما شريان الحياة1، ما مصير هذه السيارات السابقة وما مصير السيارات التي تقول إنها صودرت هذه المرة؟

>> جورج غالوي: كل السيارات التي تمت مصادرتها اليوم بما فيها سيارتي الخاصة والتي كنت أريد أن أتبرع بها لشعب غزة للأطباء في غزة حقيقة، كل هذه السيارات قالوا لنا إن علينا أن نذهب ونطلب موافقة من إسرائيل لكي ندخلها إلى غزة، أنا لم أطلب أبدا أي شيء من إسرائيل طيلة حياتي ولا أنوي أن أفعل ذلك الآن..

> أحمد منصور (مقاطعا): لماذا يا جورج؟

>> جورج غالوي: (متابعا): ثانيا، إسرائيل أبدا أبدا لن تسمح بذلك، أنا لا أعترف بإسرائيل طالما أن الشعب الفلسطيني مشتت في بقاع المعمورة وطالما أن القدس المقدسة والضفة الغربية تحت الاحتلال وأن هذه المدن التي تسمى مستوطنات يتم بناؤها وطالما بقى شعب غزة تحت الحصار وطالما يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل من الجو بسلاح محرم وطالما يتم اغتيال الفلسطينيين في بيوتهم أمام أعين نسائهم وأطفالهم، لا يطلب مني أحد أن أعترف بإسرائيل طالما هذه الأمور تحدث، أنا لم أطلب أبدا ولن أطلب أبدا من إسرائيل، وإسرائيل لن توافق أبدا حتى لو أعطينا السيارات إلى نقاط التفتيش الإسرائيلية اليوم لن تصل إلى غزة أبدا، لذلك رفضنا وبدلا من ذلك سنعيد شحنها مرة أخرى إلى تركيا وبعد ذلك سوف نسلمها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان على الأقل ستذهب إلى منظمات خيرية ومستشفيات، مدارس فلسطينيين، منظمات خيرية، لن نسمح لهذه الأمور التي أعطاها لنا أناس خيرون طيبون في أيدي هؤلاء المستوطنين المجرمين القتلة الإسرائيليين أبدا أبدا.

طبيعة الدور التركي واستمرارية قوافل شريان الحياة

> أحمد منصور: ما طبيعة الدور التركي ومعكم 17 نائبا من البرلمان التركي بينهم نائب رئيس البرلمان، ما طبيعة الدور التركي باختصار؟

>> جورج غالوي: إن الدور التركي كان دورا مهما، رئيس الوزراء أردوغان بطل في أعين العالم العربي وما وراء العالم العربي بسبب الموقف الذي وقفه ضد الجدار في غزة، في دمشق ومن خلال برامجكم وبرامج قناتكم قال في مؤتمر صحفي حي إنه يناشد الرئيس مبارك أن يسمح لهذه القافلة بدون إعاقة لكن تم تجاهل مناشدته للأسف، إن الدور التركي الدبلوماسي من خلال منظمات غير حكومية هي المحرك لهذه القافلة، نحن تعلمنا أكثر فأكثر كيف نحترم شعب تركيا ورئيس وزرائها وحكومتها ومنظماتهم أكثر مما يصدقه العقل. أتمنى لو أن العرب كان لديهم رئيس وزراء مثل أردوغان، أتمنى لو أن مصر كان لديها رئيس وزراء مثل أردوغان أو أن بريطانيا كان لديها رئيس وزراء مثل أردوغان.

> أحمد منصور: جورج كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام؟ ثلاثة أعوام مليون ونصف المليون عربي ومسلم محاصرون، الذي يسعى لنجدتهم ويقود القوافل لهم شخص غير مسلم بريطاني اسمه جورج بينما يشارك في حصارهم محمد وأحمد وحسني وجمال وغيرهم من الأسماء الأخرى، كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام يا جورج؟

>> جورج غالوي: غريب حقا عندما تصف الأمر بهذه الطريقة، غريب حقا، وكانت هذه خطتنا منذ أول قافلة شريان حياة أعلنا أن ما نقوم به أملنا أنه سيكون منطلقا لأعمال أخرى في العالم وفي العالم العربي، تعلمون أن بغداد والقدس هما من أجمل كنوز العالم العربي وكلاهما الآن في أيدي غريبة يفعلون بهما ما يشاؤون، يجعلون شعبيهما يعانون، بغداد محتلة من قبل مئات الآلاف من الجنود الأجانب والقدس محتلة من قبل مئات الآلاف من المستوطنين والجنود الأجانب، والناس المؤمنون لا يستطيعون دخول المدينة المقدسة ليصلوا ويعبدوا الله، غزة تحت الحصار وتجوع، مليون ونصف مليون شخص يعاقبون لأنهم صوتوا في انتخابات حرة ونزيهة لطرفٍ القوى الكبرى وإسرائيل لا تحبه، أمر غريب حقا إن ثلاثمائة مليون عربي حتى الآن لم يستطيعوا مد يد العون لفلسطين! أحمد، آخر مرة كنت هنا التقيت بطفلة صغيرة قالت لي أين هذا العالم العربي العظيم الذي يدرسوننا حوله في المدارس؟ أين هذه الأمة التي يدرسونها لنا في المدارس؟ لماذا يتركوننا هكذا؟ لماذا تركونا لوحدنا لنواجه كل هذا؟ ماذا فعلنا لنستحق كل هذا، أن نترك هكذا لوحدنا؟ الشعب الفلسطيني يستحق منّا ذلك وكل شخص مؤمن يدرك ذلك في قلبه، كل شخص مؤمن يدرك هذا في أعماق قلبه وقد آن الآوان لنقف من أجل فلسطين.

> بتصرف من برنا مج بلا حدود على قناة الجزيرة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>