لماذا فشلنا ونجح الآخرون؟


هل كانت كل هذه الهزائم المدوية ضرورية لكي يقدم أقطاب الجامعة الملكية لكرة القدم استقالتهم؟.. هل كانت كل تلك الاختلاسات في المؤسسات العمومية واجبة كي يتم تقديم رؤوسها للعدالة؟… ألا يكفي كل هذا الاحتقان الاجتماعي والركود الاقتصادي، والتيهان السياسي لكي تعيد الحكومة المغربية ترتيب أوراقها أو تقديم استقالتها إن هي عجزت عن تدبير الشأن العام للمواطن المغربي؟…. أسئلة كثيرة وكثيرة تتبادر إلى الذهن، ونحن نقيم تجاربنا الفاشلة على كافة المستويات : الرياضة، التعليم، الاستثمار، التنمية البشرية..إلخ

ماذا ينقصنا كي ننطلق كغيرنا نحو آفاق مترعة بالخصوبة السياسية والاقتصادية؟.. قد يقول قائل إن ضعف الإنتاج، واهتراء البنيات التحتية و… و… سبب في هذا الانحسار والتقهقر… غير أن هذه المبررات تعتبر نتائج وليست أسبابا للأزمة… إن أهم عنصر تفتقده برامجنا سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية هو عنصر المواطنة الحقة… أي ما مدَى شعورنا بالانتماء لهذا الوطن؟! وما مدى استشعارنا لمراقبة الله عز وجل لنا ونحن نمارس مهامنا تجاهه… نحن في حاجة إلى جرعة زائدة من المواطنة المبنية على الإيمان، حتى يتحقق فينا الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل واحد منا،،، حينها لا يمكن لأحد أن يتقلد مركزا هاما على رأس مؤسسة ما لأنه ابن فلان أو صهر فلان، أو أنه يحمل على أكتافه نياشين الجيش، ويومها لا يتلكأ أحد في الاعتذار عن تحمل مسؤولية ما إذا لم يكن كفئا لها.. وما عدا ذلك فسنظل ندور في دائرة مغلقة ومفرغة حتى وإن أطحنا برؤوس، وجئنا برؤوس أخرى.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>