كيف نتجنب أخطار الأنترنيت على الأطفال؟


د. محمد بنوهم

مــقــدمـــة :

لماذا هذا الموضوع؟

في البداية لا بد وأن نطرح هذا السؤال : لماذا تناول موضوع الأطفال والأنترنيت في هذا الوقت بالذات؟

إننا نطرح هذا الموضوع ونتناوله بالدرس والتحليل لما نلمسه من تاثير بالغ للأنترنيت على سلوك الأطفال وانتشار ظاهرة مقاهي الأنترنيت في العالم العربي بشكل لم يسبق له مثيل.

والاعتبارات كثيرة منها أن الأطفال جزء من النسيج الأسري الذي يستهدف أكثر من أي وقت مضى

فالأسرة كما هو معلوم تتشكل من الزوج والزوجة والأطفال وقد قال تعالى : {نحن شددنا أسرهم} والأسر في اللغة هو القيد أي التقيد بمجموعة من الضوابط التي تجعل الأسرة متماسكة وتخضع لمجموعة من القوانين يتعارف عليها داخل الأسرة من أجل ضمان الاستمرارية والتفاهم وبلوغ الأهداف…

قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة…}(التحريم : 6).

ومن الوسائل التي يمكن أن تشكل خطرا قد يصل إلى هدم الأسرة، الإعلام الفاسد والأنترنيت.

1- فــوائـد الأنترنيت وإيجابياته :

لكن لا بد أن نقول إن للأنترنيت مزايا عديدة لا يمكن تجاهلها بل يجب استغلالها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر

- سرعة الأخبار والتحليلات ومشاهدة الأحداث ساعة وقوعها.

- قراءة متواصلة للصحف والأخبار في وقت قياسي

- التواصل الهائل عبر العالم.

- بنك المعلومات في كل المجالات العلمية والفنية.

- البريد الإلكتروني بسرعة فائقة بدل البريد العادي المكلف ماديا وزمنيا.

- الحوار والمحادثة المعروفة بغرف الدردشة.

- نشر الثقافات والفنون والتراث.

- نقل التكنولوجيا من دول أخرى.

- الوصول إلى المراكز الصحية والاستشارات الطبية.

- استثمار فكرة الجامعات الافتراضية وتشجيع التعليم عن بعد

- الاستفادة من بعض التصاميم الهندسية والمعمارية…

- مشاهدة الأفلام والأحداث الرياضية والندوات

- متابعة الأسواق العالمية والعملات والسندات والأسهم.

- التجارة كشراء وبيع البضائع دون الحاجة إلى الأسواق.

وفي الحقيقة إن شبكة الأنترنيت في جيلها الحاضر قد أصبحت  منبع العلوم وسجل الثقافات لا بل انسكلوبيديا العصر في ألفيته الثالثة وبعضهم قد قال (مخ الكون). قال هليغني في دراسة معاصرة (إن المخ الكوكب هوالذي نطلقه على الشبكة الذكية المستحدثة التي تضم البشر جميعا على ظهر الكوكب ثم قال إنها منظمة ذاتية التنظيم).

2- مـا هي سلبيات استخدام الأنترنيت على الشباب؟

هذه السلبيات كثيرة وكلما تقدم الزمن ظهرت سلبيات جديدة وأكثر خطورة لم تكن معروفة من قبل.

سنذكر بعض السلبيات منها :

- الإدمان على الأنترنيت : الإدمان هوالتعاطي زيادة على اللزوم مع الأنترنيت في أوقات غير عادية وطويلة جدا حيث تستغرق ساعات طوال خلال النهار وحتى خلال الليل. مما يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي ويعطل المصالح الضرورية والواجبات المهمة، وهذا الإدمان يمكن قياسه بواسطة استمارات أعدت خصيصا لذلك من طرف المتخصصين والباحثين. إذًا يمكن الآن الحديث عن مرض جديد يسمى إدمان الأنترنيت الذي يؤدي بالمرء إلى عدم الرغبة في الحركة والنشاط الاجتماعي والمشاركة الأسرية في تبادل الآراء وحل المشكلات حتى قال بعضهم ” أولادنا مسحورون ” ويقصد انهماكهم في استخدام الأنترنيت الغير المقنن, أضف إلى ذلك الأضرار الصحية فقد ثبت أن طول فترة الجلوس أمام شاشة مغناطيسية له ثلاثة أضرار فيزيولوجية وهي المتعلقة بالجهاز العصبي (وقد تؤدي إلى حالة الصرع) وقد تؤثر على الجهاز البصري (نقص في النظر).

إن الأنترنيت يؤثر سلبا على الاتجاهات السلوكيةعند المراهقين والشباب. هذه الاتجاهات السلوكية تتجلى في :

- العزلة عن المجتمع وعدم القدرة على التواصل مع الأفراد والجماعات وعدم القدرة على الاندماج مع المجتمع والتفاعل بشكل إيجابي مع همومه وطموحاته وتطلعاته.

- العيش المستمر في الوهم، أي العيش داخل عالم مصطنع، عالم خيالي، أي ما يسميه البعض العالم الافتراضي

- تشتت الذهن والأفكار والتعامل بسطحية مع العالم.

ومن المحاذير أيضا :

- الانغماس في الشهوات والانحرافات السلوكية والأخلاقية وعدم الانضباط للظوابط المجتمعية والأسرية، وتعلم قيم مخالفة للقيم الدينية النبيلة والفضيلة.

وتتجلى أضرار الانترنيت أيضا في إساءة استخدام المحادثة  والبريد الإلكتروني في تبادل الرسائل، والثقافة الجنسية غير البريئة ومحاولة اختراق المواقع الممنوعة، وقضاء الوقت الطويل في اللهو غير البريء وربما الولوج، إلى عالم الجريمة المنظمة وتعلم العادات الكريهة أو تعاطي المخدرات ولعب القمار

ويمكن التعرف على حالة الإدمان على الأنترنيت من خلال المظاهر التالية

- وجود صعوبة في وضع حد للمدة التي يستخدم فيها الأنترنيت.

- شكاية الأسرة والأصدقاء بسبب كثرة استخدام الأنترنيت.

- تأثير الأنترنيت على العلاقات الشخصية وتأثر العمل بسبب كثرة استخدام الأنترنيت.

- قلة ساعات النوم من جراء كثرة استخدام الأنترنيت.

- قلة قراءة الكتب والمجلات الثقافية ومتابعة المحاضرات من جراء استخدام الأنترنيت.

- الزيادة المطردة في ساعات استخدام الأنترنيت من أجل إشباع الحاجات النفسية والمزاجية والهروب من المشاكل اليومية.

وفي المحصلة النهائية كان التعاطي المفرط للأنترنيت يشبه التعاطي للمخدرات التي يقع المدمن تحت سلطتها فيحتاج في كل حين إلى الجرعة اليومية والتي مع الزمان يزداد احتياجه اليومي لها ويقع فريسة تحت قبضتها فلا يجد سعادة إلا من خلالها وكلما ابتعد عن الجرعة أحس بالحزن والكئابة، تلك هي بعض خصائص الإدمان.

3-  حـلـول ومـقـتـرحــات :

كيف نتجنب أخطارالأنترنيت على الأطفال؟

يمكن أن نجنب أطفالنا أخطار الأنتيرنت باعتماد الأساليب الآتية :

- عدم ترك الأطفال والشباب وحدهم في غرفة مغلقة

- مراقبة ما يشاهده الشباب في شاشاتهم

- مساعدتهم في اختيار أفضل المواقع (أي المواقع الدينية والعلمية والترفيهية البريئة والصحية إلى غير ذلك…).

- يجب أن لا يعطي الشباب أسماءهم الصحيحة -أعمارهم -العنوان -رقم الهاتف -الصور في الأنترنيت -الكاميرا… فقد تستغل هذه المعلومات كلها ضد المرء…

- عدم الدخول إلى غرف الدردشة غير الناضجة.

- عدم فتح العناوين الإلكترونية غير المعروفة إذ بواسطة هذه العناوين يمكن للآخر أن يدخل إلى حاسوبك ويدمر ما فيه ويعبث به، ويستغل المعلومات في غير محلها.

- اعتماد الحوار الإيجابي مع الأبناء يعتبر الحل الأنجع لتجنب سلبيات الأنترنيت في مرحلة الطفولة أي قبل مرحلة الشباب، قبل فوات الأوان.

- توضيح السلبيات للأبناء.

- لا ينبغي للأبناء أن يخاطبوا أشخاصا مجهولي الهوية من خلال الشبكة فقد ينطوي ذلك على خطر جسيم.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>