بك تستقيم الأمة


وسعدان خديجة

نعم لا يمكن للأمة الإسلامية أن تستقيم وتنصلح أحوالها إلا بالقرآن، ويرشدنا ، لذلك قائلا ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: >كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآن عجبا يهدي إلى الرشد، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم<(رواه الترمذي).

فهذه دعوة منه ، للتمسك بكتاب الله عز وجل في وسط هذه الإغراءات والفتن التي تعصف بأمتنا إلى المجهول، فاختل توازننا وتشتت أفكارنا فساءت أحوالنا وأصبحنا بعد القوة  والعزة لعبة بين يدي غول الغرب، ذلك الغول الضخم الذي يفترس الأخضر واليابس، فسار لا بد من استعادة ذلك المجد، ولكن لن نصل لذلك إلا  إذا  عملنا بوصية الحبيب ، وتمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، فبه تستقيم الأمة الإسلامية ويسود الأمن والاطمئنان فيعم السلام في أرجاء المعمورة، فسبحان الذي قال في محكم التنزيل: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}(الإسراء : 9). وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}(المائدة : 18).

فبالقرآن أخرجنا من الظلمات  والمتاهات إلى النور والاستقرار، وبالقرآن أصبحنا أحياء بعد أن كنا أمواتا، وبالقرآن انتقلنا “من عبادة الناس إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”(1)،  وبالقرآن سرنا قادة بعد أن كنا منقادين، وبالقرآن أصبحنا دعاة للحق بعد أن كنا تابعين، وبالقرآن أضحينا منتجين بعد أن كنا مستهلكين، وبالقرآن سرنا ملوكا بعد أن كنا مملوكين.

فيكف لا تستقيم الأمة ومعها  أحسن ما أنزل الله ما إن تمسكت به لن تظل أبدا. قال تعالى: {الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللهّّ}(الزمر : 22)، وقال جل شأنه: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}(فصلت : 40-41)، فسبحان الذي أنزل هذا النور على نبيه الكريم ليستقيم حالنا ونكون كما قال عنا في كتابه العزيز: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}(آل عمران : 110)، فأروا الله من أنفسكم خيرا يا شباب الأمة، {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}(الحشر : 19)، ولا تسابقوا لتقليد الغرب والديموقراطية المزيفة، فبالتقليد الأعمى أضحينا مسلوبي الإرادة وصرنا كغثاء السيل وأكل بعضنا بعضا وانتشر الظلم، وانتهكت الأعراض فضاعت حقوق الناس. وضاع العدل لما ضيعنا كتاب الله، وضاعت الحكمة والنباهة لما ضيعنا سنة رسولنا الكريم، لقد آن الآوان، يا أمة الإيمان والإحسان، لنعود لأصلنا، ونعمل بكنزنا النفسي فبه يستقيم حالنا وتنصلح أمــورنا ونستعيد المجد الضائع والقـــــوة والعزة. {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِـــرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}(يونس : 58).

———

1- انظر ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين. للندوي رحمه الله. ص269

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>