تحت عنوان (وشهد شاهد من أهلها) أعادت محطة تليفزيون “فونيكس” التي تبث إرسالها من هونج كونج، إذاعة المقابلة التي أجراها مؤخرا رجل الدين اليهودي الأرثوذكسي الحاخام يسرول ويس وهو من جماعة “اليهود المتحدين ضد الصهيونية” مع نيل كافوتو من محطة التليفزيون الأمريكية “فوكس نيوز” والتي قال فيها صراحة: إنه “يجب ألا تكون هناك دولة اسمها الدولة الإسرائيلية”.
وفي مقدمة البرنامج قالت “فونيكس”: إن هذه المقابلة حظيت باهتمام عالمي غير مسبوق حتى وصفت بأنها أهم مقابله تليفزيونية في التاريخ، كما أثارت جدلا وسجالا غير مسبوق خاصة وأنها سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النيات الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي “الدولة اليهودية”.
ويقول الحاخام اليهودي يسرول ويس: إن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعا اليهود منهم وغير اليهود، هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذي هدف قومي للحصول على قطعة أرض.. وجميع المراجع قالت: إن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية وهو أمر محرم قطعا في التوراة لأننا “منفيون بأمر من الله”.
وعندما سئل الحاخام: ما المانع إذن في أن تكون لكم دولة؟ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟ أجاب قاطعا: يجب ألا تكون لنا دولة، يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين يعبدون الله.
وتابع الحاخام: على العكس مما يعتقد الناس، هذه الحرب الدائرة مع الفلسطينيين خاصة أو مع العرب عامة ليست دينية فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك أية مشاكل ودون حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وردا على سؤال آخر عما إذا كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية? قال الحاخام: “نعم كانت أفضل بنسبة 100%، ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تقيم هناك وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى من العالم بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأكدوا ذلك بشهادات موثقه قدموها إلى الأمم المتحدة من بينها وثيقة يقول فيها كبير حاخامات اليهود في القدس: “نحن لا نريد دولة يهودية”. غير أن الأمم المتحدة تجاهلت مطلبنا عندما اتخذت قرار قيام دولة إسرائيل.
وردا على سؤال عن رأي اليهود التقليديين في مسألة الدولة..قال الحاخام اليهودي الأرثوذكسي: إن الرأي الغالب لدى اليهود هو أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة، كما أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون إلقاء اليهود في البحر وأن هناك حقدا دفينا ضد اليهود..أقنعت الكثيرين من اليهود إلى حد جعلتهم يخافون من العودة إلى تلك الأرض وإلا كيف تفسر كل تلك الحوافز التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية لإقناع اليهود في الشتات بالعودة والاستيطان في هذه الأرض؟
وعن رأيه فيما نسب إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من أن “المحرقة ” لم تقع أصلا ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود، قال الحاخام: “هذا كذب واضح، فهو لديه جالية يهودية في إيران ولم يقتل أيا منهم وقد سنحت له الفرصة لذلك مرارا.. هو فقط يريد تفكيك ذلك الكيان السياسي، ولا أذيع سرا إذا قلت لك: إننا مجموعة من رجال الدين اليهودي ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي، واستقبلنا القادة الإيرانيون والتقينا بنائب الرئيس -حيث إن الرئيس كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت- والتقينا كذلك بالزعماء الروحيين وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود”.
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلم تأت بخير لأحد.. رد الحاخام: “اليهود يعانون والفلسطينيون يعانون ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية”.
ولما أبدى المذيع دهشته من آراء الحاخام التي تعتبر مثيرة وجديدة في الوقت نفسه وأنها وجهة نظر لم يسمع بها أحد من قبل خاصة من رجل دين يهودي.. قال الحاخام: “أسرع ببث هذه المقابلة حتى يطلع عليها الناس في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يمكن، إنها أمانه روحية أكثر من كونها رسالة إعلامية”.
> نقلا عن الشبكة الإسلامية