انتفاء العزّة في حصار غزّة


تتوالى سفن فك الحصار عن غزة من بحار الغرب، من حقوقيين، ونشطاء المجتمع المدني وسياسيين وبرلمانيين متحدية الصلف الاسرائيلي، في الوقت الذي تبتلع الأنظمة العربية ألسنتها، مكتفية بنقل صور المأساة عبر شاشاتها المتغنجة… بل وتساهم الجارة العربية مصر في إغلاق معبر رفح وفتحه مرة أو مرتين في الشهر لذر الرماد في العيون ليس إلا… يموت الفلسطينيون في غزة بفعل انقطاع المؤونة من غذاء ودواء، وبفعل انقطاع الكهرباء وتوقف المستشفيات عن أداء خدمتها، بينما يستمر الزمن العربي في الهرولة خلف سلام هلامي.. وكأني بأطفال غزة وهم يواجهون الموت يقولون للنظام العربي الكسيح على لسان الشاعر العربي الجريح :

لا تسألوا عنا

نحن هنا بخير

خيمة تستقبل البارود

ليل بارد كقلوبكم

……

لا تسألوا عنا

نحن هنا بألف خير

ليس يعوزنا سوى

أن ترفعوا عنا

أياديكم

كي نغدو ومثلما الأسماك

تسبح في محيطات

بغير مدى(*)

فلله درك ياغزة، يا سليلة الجهاد… هذا زمن عربي انتفت فيه العزة… وانتفشت فيه الشعارات.

—-

(*) حسن الأمراني في ديوان القصائد السبع بتصرف.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>