إعداد محمد البويسفي
استمرارا في الاحتفاء بالقرآن الكريم، نظم المجلس العلمي المحلي بمكناس الملتقى الرابع للقرآن الكريم في موضوع: “القرآن والتعليم”، تحت شعار: صلى الله عليه وسلمويعلمهم الكتاب والحكمة؟} أيام السبت والأحد والإثنين 18/19/20 جمادى الأولى 1429هـ. الموافق ل: 24/25/26 ماي 2008م. بقاعة المؤتمرات – حمرية- والمسجد الأعظم.
وتوزعت أعمال الملتقى – بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية- على ندوتين، ومحاضرتين، وصبحية وأمسية قرآنيتين.
وعقب الجلسة الافتتاحية، ألقى الدكتور رضوان بنشقرون، رئيس المجلس العلمي المحلي بالدار البيضاء، محاضرة بعنوان: ” من مقاصد استعمال مصطلح التعليم ومشتقاته في القرآن الكريم”، حيث جعل هذه المقاصد في:
- الوحي والمعرفة والفائدة بحيث أن الوحي هو المصدر الحق والمعرفة
- القراءة والتلقي والتحصيل، وذلك بترسيخ القراءة وتلقي المعرفة، بالاستفادة من كل الوسائل المتاحة لذلك.
- التأمل والتفكر والاعتبار،ثم الفهم والاستيعاب، والتربية والتهذيب، ثم الاعتبار والاتعاظ
وفي مساء اليوم نفسه كانت الندوة الأولى في محور: ” مفهوم ومقاصد التعليم في القرآن الكريم”، تناول فيها المشاركون القضايا التعليمية في القرآن الكريم، حيث تحدث ذ. المصطفى زهمني رئيس المجلس العلمي المحلي بخنيفرة، عن الأساليب التربوية في القرآن، والتي منها: أسلوب القصة، وضرب الأمثال، والترغيب والترهيب.. وتحدث الدكتور الجيلالي المريني عن المقاصد الشرعية للتعليم في القرآن الكريم، أما الدكتور حسن العلمي فتحدث في موضوع: “التعليم الإسلامي بين الأصيل والدخيل” بين في مداخلته أن المعرفة الإسلامية ترتبط بالتوحيد، وأن القراءة لا تكون فيه إلا باسم الله. وأنها معرفة دليل وبرهان، ” إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيا فالدليل”. وأن التعليم الإسلامي يبدأ بالأصول قبل الفروع، وأنه “لا يمكن أن يدرك الغاية من لم يأخذ بالوسيلة”..، وأشار إلى أن الفصل بين التعليم الديني والتعليم الدنيوي، من عمل الاستعمار.
وفي اليوم الموالي كانت الندوة الثانية في محور: ” العلم والعلماء في القرآن الكريم”، شارك فيها كل من د. عز الدين البوشيخي بمداخلة تحت عنوان: ” القرآن الكريم وبناء مجتمع المعرفة”، وقف فيها على تجربة الرسول صلى الله عليه وسلم، في بناء مجتمع المعرفة، بناء على ما جاء في القرآن الكريم، وأن القرآن هو سبب ظهور مختلف العلوم الإسلامية.
كما شارك أيضا د. عبد الرحمن حسي، بمداخلة: ” العلم والعلماء في القرآن الكريم”،تحدث فيها عن مكانة العلماء عند الله وفضل العالم على العابد، ..
أما مشاركة د. محمد الأنصاري، فكانت ولاية التعليم في عصر النبوة، من حيث وظائفها، ومقاصدها، ومن حيث صفات القائمين عليها، ثم المنهج النبوي في التعامل معها.
أما المحاضرات فقد تضمن الملتقى محاضرتين ليليتين: الأولى للدكتور: محمد أبياط، تحت عنوان: ” بعض خصائص القصص القرآني”، بين فيها أن القصة وسيلة استخدمها القرآن في بناء الفرد والمجتمع، وأن القصة في القرآن نوعان: قصة نزل بها القرآن تثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم. وقصة نزل من أجلها القرآن أو ما يسمى بأسباب النزول، أما مضمون القصة القرآنية فهو مواقف المؤمنين والكفار من الحق، وبيان عاقبة كل منهم، لأجل الاقتداء أو الاعتبار. وفي ختام حديثه دعا الدكتور أبياط إلى ضرورة قراءة القصص القرآني وتفهمه من أجل إعماله في الدعوة والتعليم على منهاج من اختاره الله واصطفاه.
والمحاضرة الثانية فكانت للدكتور أحمد العبادي، الأمين العام لرابطة علماء المغرب، تحت عنوان: “القرآن والتعليم”، حلق فيها عاليا في معاني القرآن والإنسان في القرآن الكريم، ودعا إلى ضرورة تحديد الوجهة والقصد من العملية التعليمية، بأن تكون الوجهة هي الربانية، وذلك بتخريج العلماء والخبراء الربانيين.
وفي اليوم الثالث – الإثنين 26 ماي 2008 كان الجمهور المكناسي مع موعد مع أمسية قرآنية شارك فيها مجموعة من المقرئيين المتميزين على المستوى المحلي والوطني حيث شنفوا أسماع الحاضرين بقراءات عطرة خشعت لها القلوب.
وقد عرفت هذه التظاهرة العلمية مشاركة ثلة من العلماء والأساتذة الجامعيين والقراء المتميزين على المستوى المحلي والوطني، وتابع أشغالها جمهور من الأساتذة والخطباء والمرشدين وطلبة العلم وعموم المواطنين.