الميلود بوغيدة
التقوى هي إمتثال ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه، وعرفها الإمام علي رضي الله عنه فقال : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
قال تعالى : {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين هم بآياتنا يومنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..}(سورة الأعراف) أفادت الآيتان شمولية الرحمة لكل مخلوق.
قال بعض المفسرين : طمع كل شيء في هذه الآية، حتى إبليس فقال : أنا شيء، فقال الله تعالى : فسأكتبها للذين يتقون.
فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون، فقال تعالى {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي} فخرجت الآية عن العموم، ولم يعلم الكافر شمول الرحمة التي دلت عليها الآيتان ما قنط من رحمته أحد.
ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : >لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد<.
فالتقوى هي أن تجعل نفسك دائماً في وقاية من غضب الله وعقابه، فكن دائماً عند أمره، ولا تكن عند نهيه : وبذلك تفوز بالدنيا والآخرة، فكل من اتقى الله عز وجل نجا من الشدائد، وتيسر له الرزق من حيث لا يحتسب ولا يشعر، وفي مثل هذا المعنى يقول الله تعالى : {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ويقول ابن القيم : >فكما أنه لا يصلُ المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه، فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى فجمع بين الزادين.
اللهم املأ قلوبنا بتقواك ونور أرواحنا بنور الإيمان والقرآن، واجعل اللهم الجنة مثوانا، واحشرنا في زمرة المتقين يارب العالمين.