رضاء الناس غاية لا تدرك


محسن صالحي – بركان -

هكذا عنوان أبي عبد الله الأثري بين ثنايا كتاب (بهجة المجالس وأنيس المقيم والمسافر). وإليك بالحرف ما جاء تحت هذا العنوان : “يحكى أن رجلاً من عقلاء الناس كان له ولد فقال له يوماً : يا أبي ما للناس ينتقدون عليك أشياء وأنت عاقل، ولو سعيت في مجانبتها سلمت من نقدهم.

فقال : يا بني إنك غر لم تجرب الأمور، وإن رضى الناس غاية لا تدرك، وأنا أوافقك على حقيقة ذلك، وكان عنده حمار، فقال له اركب هذا الحمار وأنا أتبعك ماشياً، فبينما هما كذلك إذ قال رجل : انظر ما أقل أدب هذا الغلام يركب ويمشي أبوه وانظر ما أشد تخلف والده، لكونه يتركه لهذا.

فقال له : انزل أركب أنا وامش أنت خلفي فقال شخص آخر : انظر هذا الشخص ما أقله بشفقة، ركب وترك ابنه يمشي.

فقال له : اركب معي، فقال شخص : أشقاهما الله تعالى انظر كيف ركبا على الحمار وكان في واحد منهما كفاية.

فقال له : انزل بنا وقدما الحمار وليس عليه راكب فقال شخص : لا خفف الله تعالى عنهما، انظر كيف تركا الحمار فارغاً وجعلا يمشيان خلفه.

فقال : يا بني سمعت كلامهم وعلمت أن أحداً لا يسلم من اعتراض الناس على أي حالة كان<(ص : 181، ط 1، 1413هـ الناشر : دار ابن خزيمة).

قلت : مادام أن رضاء الناس غاية لا تدرك، فلندع الجشع وراء رضى الناس، وتمْض الهِمّة إلى رضى رب الناس، ويكفي للفوز بذلك، أن تهتدي أعمالنا بجملة من الشروط أهمها :

- الإخلاص لله عز وجل.

- الصواب (موافقة الشرع).

- الإحسان والإتقان..

وبعد ذلك فليقل من شاء ما شاء.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>