إن من فضل الله تعالى على عباده أنه جعل التواب الجزيل على أداء الصلاة في جماعة ويبدأ هذا الثواب من تعلق القلب في المسجد فالمشي إليه لأداء الصلاة فيه مع الجماعة حتى يفرغ العبد من الصلاة ولا يتوقف الثواب عند هذا بل يستمر حتى يصل المصلي إلى بيته كما جعل الله ثوابا خاصا على أداء العشاء والفجر والعصر مع الجماعة.
أ- معلق القلب في المسجد سيكون في ظل الله تعالى يوم القيامة:
مما يدل على فضل الصلاة في جماعة أن من كان شديد الحب للمساجد لأداء الصلاة مع الجماعة فيها فان الله تبارك وتعالى سيظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)) وذكر منهم ((ورجل قلبه معلق في المساجد))، ومعناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد…
ب _ فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة :
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخطوات التي يخطوها المرء المسلم إلى المسجد أنها تكتب له فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ((يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم)) حديث صحيح …
فقالوا : ما كان يسرنا أن كنا تحولنا..
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام: أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد..
ومما يدل على فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة فيه مع الجماعة أن الله تعالى قد رفع منزلة آثار قاصد المسجد حتى أن الملائكة المقربين يختصمون في إثباتها والصعود بها إلى السماء ودليل ذلك عندما سال الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث بقوله : ((يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت- أي الرسول صلى الله عليه وسلم-: نعم في الكفارات، والكفارات : المكث في المساجد بعد الصلاة والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه))حديث صحيح .
ولو لم يكن المشي على الأقدام إلى الجماعات من الأعمال الجليلة ما كانت الملائكة المقربين يتخاصمون في إثباتها والصعود بها إلى السماء..
كما أن المشي إلى الجماعات من أسباب ضمان العيش بخير والموت بخير فقد جاء في الحديث السابق انه من فعل ذلك أي الأعمال الثلاثة المذكورة في الحديث ومنها المشي على الأقدام إلى الجماعات فقد عاش بخير ومات بخير فما أعظم هذا الضمان! العيش بخير والموت بخير ومن تعاهد بذلك ؟ هو الله الواحد الذي لا أحد أوفى بعهده منه..
وليس هذا فحسب بل جعل الله المشي إلى الجماعات أيضا من أسباب تطهير العبد من الذنوب فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟..)) وذكر منها ((وكثرة الخطا إلى المساجد))(حديث صحيح)، الخطوة الواحدة ((يرفع الله بها درجة وتحط عنه خطيئة وتكتب له حسنة))(وهذه الزيادة الأخيرة (حسنة) في صحيح مسلم)..
ق صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم