ذة. أمينة المريني
زعموا أن للمرأة عيدا واحدا في أيام الله جميعها..وإن من مظاهر عيدها أن تفتح المنابر وتجهر الأبواق ويسيل المداد..وتناقش قضايا في المؤتمرات والمنتديات وهي في هذا العيد ضحية على كل الواجهات وإشكالية ..وتاريخ ينوء بتركة ثقيلة للناس أن يلونوها حسب رؤاهم وبمنظار مجتمعهم.
ولا أصدق شخصيا.. أن للمرأة عيدا كما هو الحال بالنسبة للبيئة وللأرض وللحيوان لأني أحسب أيام الله جميعها أعيادا يفرح فيها الإنسان ذكرا كان أو أنثى بقول جميل أو بعمل جليل أو بعلم نافع أو بنقيبة سارة أو بيد بارة ويفرح فيها الإنسان كلما شعر أن الله يمد في عمره من أجل أن يقوم له موحدا وعابدا وحامدا وشاكرا.. أجل جميع أيامنا أعياد نحن -المسلمين- أعياد نملؤها إحسانا وتقوى ..وصلاحا وفلاحا وعملا جادا ونحفظ فيها النفس من أن تسف والعقل من أن يطيش والفطرة من أن تنحرف أيام يراعي فيها الرجل رجولته لترصعها المروءة وتزينها الاستقامة ..وتحمي فيها المرأة أنوثتها من الغواية والانحراف والزيغ عن الصبغة الربانية.
نريد في أيام الله التي هي أعيادنا أن يبقى الرجل رجلا له قوامته وإرادته وحرمته وكلمته.. وللمرأة أن تظل الزوجة الراعية والمربية البانية والقيمة المسؤولة والموجهة الحكيمة والإنسانة الرحيمة بحكم ما أنيط بها من اختصاص وما كلفت به من مهام لا تشذ عن الفطرة ولا تخرج عما هيئت له بتدبير قدير حكيم.
ويؤسفني ونحن في أجواء عيد المرأة الذي يركبه البعض لإحالة الحق باطلا والباطل حقا أن نرى في الآفاق بعض الرجال أشباه رجال.. وبعض النساء أصداء جوار أو أطياف دمى.. فلا الحرمات روعيت.. ولا البيوت حفظت.. ولا الأبناء وجهوا.. ولا البنات قومن.. ولا تاريخنا المجيد استلهم.. وها نحن يجرفنا تيار التغريب وتدوسنا خيل العولمة ويدهمنا شعور بالاغتراب عن الذات ..وها نحن أحوج ما نكون ليس إلى عيد نقول فيه معادا من الكلام مكرورا.. وإنما إلى مواقف حاسمة نتنبه فيها إلى الأخطار المحدقة بأمة كاملة وليس بفرد واحد..
ليس لدى أمتنا قضية تدعى قضية المرأة لو تأملنا مليا شريعتنا السمحة واستوعبناها إنما هناك قضية أمة مهددة في وجودها وعقيدتها وهويتها وتاريخها.. وهناك قضية إنسان مسلم في مواجهة أن يكون أو لا يكون..