39- إفـــك


أمرني زوجي أن أعد حقيبتي على عجل، ليوصلني إلى أهلي، كان في حالة عصبية شديدة.. نهرني أن أصمت تماما، ظننت أن مكروها قد حل بأهلي…!

كانت المسافة بعيدة،  وكان يسوق بعصبية ويفرط في السرعة… لم أفهم ما حصل : ترك أبنائي الصغار عند أسرة صديقه…. حيى أمي وأبي باقتضاب ورفض الدخول وكل ما قاله عند الباب :

- أعدت إليكم هذه المصيبة (مشير إلي) إنها طالق!

طالبت بحضانة صغاري… فكان جوابه : أني لا أصلح للحضانة، وخير لي أن أصمت وأستسلم، وإلا فضحت نفسي، وأنه لم يشإ الفضيحة مراعاة للعشرة ولعائلتي الطيبة ولمصلحة أبنائنا..!

لغز كاد يفقدني عقلي،  ولم أملك سوى الصبر والدعاء..

بعد معاناة عرفت السبب : طلقني زوجي بتهمة الخيانة الزوجية.. ورحل بعيداً، فلم يعد له وجه أمام الناس..! وقد عرف ذلك من خلال جارنا : وقع شجار بين أطفالي وأطفال ذلك الجار.. تدخلت أمهم بالسب والشتم، فرجوتها أن نصلح الأمر بحكمة وهدوء، لأنهم مجرد أطفال.. ثارت وأقسمت أن تنتقم… شكاني زوجها لدى زوجي عند عودته من عمله، وأخبره أنه طيب وساذج إلى حد الغباوة، لثقته العمياء في، وأخبره أني أخونه معه، والدليل علامة خلقية (توحيمة) في مكان محدد من جسدي!

صدم زوجي، وسولت له نفسه أن يرتكب جريمة شنعاء، أو أن يلجأ إلى القضاء لسجني وفضحي، لكنه فكر في مستقبل الأبناء ونفسيتهم، فطلقني ورحل بعيدا، ليعاني أزمة نفسية شديدة كما عانيتها أنا بدوري!

تدخل بعض الأصدقاء بلا جدوى.. كانت جارتي  تتبجح بنجاح خطتها في تشتيت عشي… فلجأتْ جارة فاضلة إلى عالم جليل ليستل براءتي من تلك الجارة وزوجها.. كل ما في الأمر، أني كنت أصحبها إلى الحمام، فرأت ما في جسدي، لتفتري علي إفكا…

الآن فقط، أدركت مدى حكمة الشرع من التشديد على حفظ العورات.. وأدركت مدى الدمار الذي يحدثه الإفك، وكنت في دعائي أستحضر دائما أمنا عائشة رضي الله عنها ومعاناتها مع الإفك.

أشكر الله بعد براءتي وعودتي إلى زوجي وأبنائي.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>