وقعت في فرنسا جريمة ارتكبها فرنسي أزرق العينين و الدم كما يقولون أي فرنسي خالص الفرنسة وهي اعتداء بشع على طفل وقد هزت هذه الجريمة فرنسا كلها، ولو وقعت على طفل أسود أو أسمر أو من شمالي إفريقيا لما اهتز ضمير فرنسي لأن هؤلاء لا يستحقون الشفقة والرحمة والعطف لأنهم ليسوا زُرْق العيون، وهذا المجرم سبق له أن ارتكب جرائم أخرى وأُدْخِل السجن ثم أُطْلِق سراحُه ليرتكب أبشع مما سبق.. وقد كتبت الصحافة الفرنسية واهتاج الرأى العام الفرنسي، أما ساركوزي فرأى أن العقاب العادل الذي يجب أن يناله هذا المجرم هو “الإخصاء” ولأول مرة نسمع هذا النوع من العقاب الذي اقترح رئيس فرنسا صدور قانون بذلك ولو خطا خطوة واحدة وقال القتل لأصاب، لأن الإخصاء وإن قَتَل الدَّافِعَ الجنسي في هذا المجرم فإنه لن يقتل فيه الدافع الإجرامي، وقد يعتدي بعد ذلك على الأطفال جنسيا وإن لم تكن لديه رغبة وحاجة فالإخصاء لا يمنع الانتعاظ وإن كان يمنع الشهوة، لذلك فلو اقترح ساركوزي أن يكون جزاؤه ا لقتل كما هو التشريع الإسلامي لما جرؤ أحد على ارتكاب هذه المنكرات ولخاف على نفسه من سوء المآل.
إن الغربيين يعيبون على الإسلام قطع يد السارق فما رأيهم في خصي المعتدي على الأطفال فقط ولماذا لا يخصون المعتدي على النساء بما لحقوق المرأة عند الغربيين من مكانة كبرى ولكن مع ذلك فما تزال المرأة تشعر بالضيم، فقد أجرت بعض الجهات المختصة بمعرفة “الرأي” عن طريق سبر واستطلاع الرأي فأيد أكثر من 60% من النساء بأمريكا فكرة أن تظل المرأة في بيتها لأنها تتعرض للتحرش الجنسي قولا وفعلا وذلك بأمريكا زعيمة العالم، وقد تكونت جمعية بأمريكا تدعو إلى إعادة الاعتبار للرجل ليضطلع للقيام بواجب القوامية فالمرأة لا تشعر بالأمن والاطمئنان إلا في ظل رجل لا ذكر فالرجولة غير الذكورة. ولقد عابوا على الإسلام تعدد الزوجات مع أن نسبة التعدد لا تصل واحداً في عشرة آلاف أو أكثر، أما هم فقد عددوا الخليلات حتى لتجد الكثيرين لديهم أكثر من واحدة.. وقد رأينا هذا التعدد الشنيع المهين للمرأة في أمريكا الشمالية أما الجنوبية فلا تسل.
وعابوا على الإسلام الطلاق.. فأباحوه اليوم وفتحوا الأبواب على مصراعيه.
لو درس ساركوزي وأمثاله الإسلام لوجدوا في حدوده ووتعزيراته الدواء الناجح لردع المجرمين وإرهابهم عن ارتكابهم الجرائم فلماذا اقترح الإخصاء ولم يقترح تعزير الإسلام : القتل لأن الجريمة ا لتي ارتكبها هذ المجرم الفرنسي وأمثاله لا تقابل إلا بتطهير المجتمع من أمثاله.
ولو طبقت فرنسا مقترح رئيسها لتكوّنت في فرنسا جمعية المخصيين وتصبح لهم حقوق وربما تُصدّر فرنسا هذه البدعة الساركوزية إلى بلدان لها نفوذ فيها بحكم الإستعمار والحماية وإذّاك تقضي فرنسا على ذكورة كثير من المعجبين بها ممن خصيت أفكارهم وألسنتهم. ولا نستبعد أن تتكون جمعيات في هذه البلاد للدفاع عن حقوق المخصيين كما نسمع عن حقوق الشواذ.