إنجازات حزب العدالة والتنمية التركي


….ما دامت الساحة مغلقة أمام أردوغان ورفاقه وحزبه، للعمل من أجل الإسلام فأي ساحة بقيت أمامه؟

بقيت أمامه ساحات عمل واسعة جداً..

العمل من أجل الملايين من المسلمين الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض في تركيا..

العمل من أجل تقوية تركيا سياسياً واقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً وصناعياً.. العمل من أجل زيادة الثقل السياسي لتركيا في العالم، وهو كسب كبير لجميع المسلمين في العالم الإسلامي..

العمل على رفع العوائق الموجودة حالياً أمام التعليم الديني وأمام الحريات الشخصية للمسلمين في بلده..

العمل على تخليص الاقتصاد التركي من قبضة العلمانيين المتطرفين..

العمل على إنهاء هيمنة العسكر على السياسة، وإنهاء عهد الانقلابات العسكرية التي أخرت البلد عقوداً عديدة ومنعت انطلاقه وتقدمه.. ترسيخ الديمقراطية في تركيا وحقوق الإنسان.. إلخ.

وهل هذه أهداف صغيرة أو هينة؟ أليست هي أهدافاً إسلامية يجب العمل على تحقيقها حتى وإن لم تكن هناك “يافطة” أو شعار إسلامي عليها؟

هذا هو باختصار ما يسعى أردوغان ورفاقه لتحقيقه.

وقد نجحوا في تحقيق نسبة لا بأس بها من هذه الأهداف، ولا يزال الطريق أمامهم طويلاً، فقد نجحوا في :

1- تخفيض نسبة التضخم من 37% إلى 9% تقريباً.

2- تخفيض نسبة الفائدة الحقيقية من 65% إلى 15% تقريباً. ولا تزال هذه النسبة مرتفعة، ولكنها ستنخفض أكثر؛ فالحكومات السابقة التي كانت مضطرة للاقتراض من البنوك ومن الأغنياء وكانت تدفع لهم تلك النسبة السابقة العالية من الفائدة؛ أي أن ثروة البلد كانت تصب في جيوب قلة قليلة من الأغنياء. والآن تذهب ثروة البلد لتحقيق المشاريع العمرانية والصحية والتعليمية.

3- كانت الليرة التركية قد فقدت قيمتها فقام بحذف ستة أصفار من الليرة التركية التي أصبحت الآن قريبة من الدولار الأمريكي (الدولار الأمريكي يعادل حالياً ليرة ونصف الليرة تركية) بينما فشلت جميع الحكومات السابقة في تحقيق هذه الخطوة الجبارة التي ادعت جميع الأحزاب الأخرى وجميع الصحف المساندة لها بأن حزب العدالة لن ينجح في تحقيقها، ولكنه نجح.

4- قام بتوزيع الكتب والدفاتر والقرطاسية على جميع طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية (يبلغ عدد هؤلاء الطلاب عشرة ملايين طالب تقريباً) مجاناً. فرفع بذلك عن كاهل الطبقات الفقيرة عبئاً كبيراً، كما خصص رواتب للطلاب الفقراء.

5- قام العديد من السياسيين ومن رجال الأعمال بنهب البنوك الرسمية الحكومية بما يزيد على 46 مليار دولار هرب معظمها للخارج. فجاء أردوغان ووضع يد الدولة على أملاك هؤلاء وعلى بيوتهم ومصانعهم ويخوتهم وسياراتهم الفارهة وقدمهم للمحاكمة، فخلص البلد من معظم اللصوص. ولا تزال عمليات التطهير جارية.

6- قام بتوزيع 1,5 مليون طن من الفحم سنوياً مجاناً على للعائلات الفقيرة، ولا سيما في المناطق الباردة، حيث كانت هذه العوائل تقضي الشتاء دون تدفئة كافية، وقد استفاد من هذه المعونة 4ملايين شخص سنوياً. ولا تزال هذه المساعدات المجانية مستمرة.

7- قام ببناء 280 ألف شقة خصصها للعوائل الفقيرة بأقساط سهلة وميسرة وهي أقل من الإيجار الشهري. ولا تدفع هذه العوائل التقسيط إلا بعد انتقالها للشقة. وأمد التقسيط يتراوح بين 15 20 سنة، وقد تم توزيع 140ألفاً، منها والباقي في مرحلة البناء. وخطة الحكومة هي رفع هذا العدد إلى 500 ألف شقة.

8- قام بتنفيذ مشاريع عمرانية جبارة لا يمكن تعدادها، منها تنفيذ 6500 كم من الطرق، بينما كان مجموع الطرق المنفذة منذ قيام الجمهورية حتى الآن 4500 كم فقط.

9- نفذ 65% من الطريق الإستراتيجي المهم على طول شريط البحر الأسود، بينما لم تستطع الحكومات السابقة منذ 12 سنة سوى تنفيذ 35% منه فقط.

10-  كان متوسط دخل الفرد التركي عند مجيء الحزب إلى السلطة 2500دولار تقريباً، ارتفع نتيجة التحسن الاقتصادي إلى 5500 دولار تقريباً، أي إلى أكثر من الضعف.

11- زادت الصادرات التركية من 36مليار دولار عند تسلمه الحكم إلى 95ملياراً.

12- بالنسبة لصندوق النقد الدولي عندما جاء أردوغان للحكم كانت ديون تركيا لهذا الصندوق تبلغ 23 مليار دولار، انخفضت إلى 9 مليارات فقط، أي أن حكومته قامت بدفع الديون وتخليص تركيا من قبضتها وليس العكس. وقد صرح رئيس البنك المركزي التركي مؤخراً بأن تركيا لم تعد بحاجة إلى صندوق النقد الدولي.

13-  نجح عام 2005م في إقناع دول الاتحاد الأوروبي ببدء المفاوضات مع تركيا للانضمام إلى الاتحاد. ويعد هذا كسباً كبيراً لتركيا.

14- قام بخطوات كبيرة وجبارة في ميدان الصحة والتعليم؛ إذ فتح أبواب جميع المستشفيات أمام جماهير الشعب حتى المستشفيات الخاصة حيث يقوم المريض بدفع نسبة قليلة من الأجرة وتتولى الحكومة دفع الباقي. كما أنشأ 39 جامعة جديدة.

15- سن العديد من القوانين التي تزيد من ساحة الحرية الفردية وكرامة الإنسان. فمثلاً تم تحريم التعذيب في السجون وفي مخافر الشرطة، وعوقب كل من لم يلتزم به. وزادت حرية التجمع والمظاهرة وحرية إبداء الرأي. وسن قانون حق الفرد في الحصول على المعلومات، وحق الأقليات في التعلم بلغاتها، فأصبح في مقدور الأكراد البث التلفزيوني وإصدار المجلات والصحف باللغة الكردية.

أي أن هذا الحزب المتهم بالرجعية كان أكثر تقدمية وعصرية وأكثر التصاقاً بالشعب وبمصالحه الحيوية من جميع الأحزاب الأخرى اليمينية منها واليسارية.

16- قام بتحجيم هيمنة العسكر على سياسة تركيا، وكانت هذه الهيمنة تتضح في دور العسكر في اللجنة العليا للأمن القومي التي كان العسكر يشكلون نصفها الأهم، والمدنيون من الوزراء نصفها الآخر.

17- سعى لتصفية وتنقية الأجواء السياسية مع جميع جيرانه، ولا سيما مع الدول العربية. كما قوى علاقاته مع الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى، وزاد من نشاطه في المؤتمر الإسلامي. وهذا موضوع طويل لا نملك هنا التفصيل حوله.

هذه خطوط عامة من الخدمات التي أنجزها أردوغان وحزبه. وهي كما هو واضح خدمات لم يقم بها أي حزب آخر لا في تركيا ولا أي حكومة في أي بلد عربي.

لكن ما الخطط المستقبلية لتلك الحكومة بعد الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة؟!

أعتقد أن أهم ما يسعى أردوغان لتحقيقه في هذه الدورة الجديدة ما يلي:

1- الاستمرار في تقوية الاقتصاد التركي ورفع مستوى رفاهية الشعب التركي، أي سيسعى إلى تخفيض أكثر لنسبة التضخم ونسبة الفائدة، وإلى زيادة الدخل القومي التركي. فقد صرح بأن هدفه هو رفع حصة الفرد في تركيا من الدخل القومي إلى عشرة آلاف دولار سنوياً بعد خمس سنوات. وسيسعى إلى زيادة الصادرات ومحاربة البطالة وتقليلها.. إلخ.

2- وضع دستور جديد للبلد يرفع به العديد من المواد الظالمة التي تشكل أغلالاً له وللجماهير، ويحل بذلك مثلاً عقدة ومشكلة حظر الحجاب في الجامعات ومشاكل أخرى….

أورخان محمد علي  -كاتب تركي

> المجتمع ع 1767 بتصرف

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>