الغرب بشقيه الأمريكي والأوربي ومعه إسرائيل يشن جميع حروبه ضد المسلمين والعرب بدافع ديني صرف وإن لم يفصح عن ذلك أو حاول البعض من عرابي مشروعه في بلداننا التخفيف من حدة ذلك التوجه أو تبريره في أحسن الأحوال.
فبوش وهو يستعد لغزو العراق ذكر بأنه “مأمور من الرب” لغزو العراق للقضاء عل أحد أقطاب محور الشر وذكر أيضا بأنه يقود “حربا صليبية” طبعا قيل يومها بأنها زلة لسان فتبين بعد ذلك أن الرجل كان يعني ما يقول…
وفي سنة 1991 بينما الجنود الأمريكان متوجهون للعراق، خاطب القس Billy Graha الجنود بأن “العراق له أهمية إنجيلية بالغة “وأن الحرب هناك” تمهيد للقدوم الثاني للمسيح المنتظر”.
ومن بعده صرح ابنه القس Franklyne Graham “أنه ينبغي علينا الوقوف بوجه هذا الدين (الإسلام) لأنه يقوم على العنف : فالاسلام دين شرير وحقير!!” وأخيرا صرح بوش بعد سماعه لأنباء حول ابطال أعمال إرهابية في لندن بأن “هذه الأمة (الغرب) هي في حرب مع الإسلاميين الفاشيين “Islamic Fascists”.
أما إبان الحرب الأخيرة على لبنان فكلنا شاهد على شاشات التلفزيون كيف كان الحاخامات اليهود يقفون بخشوع وإجلال وهم يقرؤن من كتبهم “المقدسة” أمام فوهات الدبابات وأمام الصواريخ قبل إرسالها إلى لبنان لتدك البيوت على سكانها من الأطفال والنساء والشيوخ ولتدمر البنى التحتية للبلاد.
وفي نفس السياق وصفت الكنيسة الانكليكانية الحرب في لبنان بأنها “نهاية العالم” لأنهم يعتقدون بأن “إسرائيل” التي تمثل الخير هي بمثابة الشعب الذي سيعجل بنهاية التاريخ ونزول المسيح لتخليص الأرض من المشركين (أي المسلمين في اعتقادهم)، واحراقهم بالكبريت والنار.
تقول Margaret stratun راعية كنيسة Drife Robinson بولاية تكساس بأن “ما يحدث الآن في اسرائيل والدول المجاورة لها تم التنبؤ به في الكتاب المقدس”. كما تعتقد الكنيسة بأنه “قبل الوصول إلى السلام يجب أن تقوم حرب دامية (معركة هرمجدون) بين الخير والشر في إسرائيل وينتصر الخير ليقضي على كل من هو غير مسيحي حينها فقط سيعود المسيح إلى أورشاليم (القدس) ليحقق السلام في العالم” وحسب توقعات مركز Bio الأمريكي فإن هذا الشعور يمثله ربع سكان أمريكا من المسيحيين الأنكليكان (المسيحيون الجدد).
وهم القوة الفاعلة في البلاد ولهم دور مهم في الانتخابات وهم يؤيدون الحزب الجمهوري وجميع مرشحي هذا الحزب يعتمدون على أصواتهم ولهذا يتسابقون لإرضائهم وتقديم جميع أنواع الدعم لهم كلما حلت الانتخابات الرئاسية أو في الكونكرس…؟!
وما استطاع بوش الفوز في الانتخابات الأخيرة الا بفضل أصواتهم (3 مليون صوت). وإبان الحرب الأخيرة توجه 3500 فرد من هذه الكنيسة إلى إسرائيل وعقدوا مؤتمرات عامة وندوات لمؤازرة الاسرائيليين كما مارسوا ضغوطا كبيرة على حكومتهم للضغط على إسرائيل حتى لا توقف الحرب ضد حزب الله وحركة حماس في فلسطين. هذا إضافة إلى دفع عشرات المتطوعين منهم للقتال إلى جانب القوات الإسرائيلية.
وفي نفس السياق يقول David Brogh وهو مدير حركة “الحق المسيحي” بأن “إسرائيل تقوم بالعمل الذي يجب أن نفعله نحن، فهي الآن تكافح من أجل الشعوب الحرة. فالحرب التي تقع الآن هي معركة الحضارة اليهودية المسيحية ضد قوى الشر”.
إذا أضفنا لكل ما سبق ما تشنه جهات أخرى ضد الإسلام بدءا منه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى رسول الله ثم أخيرا وليس آخرا تصريحات بابا الفاتكان المسيئة للإسلام ونبيه الكريم وما رافقها من إساءة جريدة Le Figaro الفرنسية لنبي الإسلام. وأخيراً دخول “أثنار” على الخط بهجومه على الاسلام.
إذا أضيف هذا لما سبق اتضحت الصورة كاملة لهذه الهجمة الشرسة والحرب الصليبية الجديدة على هذا الدين وأهله.
تحت ذريعة محاربة الإرهاب والذي جعلوا منه فزاعة يرعبون بها كل من سولت له نفسه الدفاع عن كرامته وعزة أمته.
فإذا قام البعض بأعمال إرهابية فعلا ضد مصالح في بلاد الغرب فهل يجوز عقلا أن تتهم وتحارب أمة بأسرها ويُضيق على حرباتها وأرزاقها؟!.
إذا فعلنا ذلك فلنا أن نتهم الغرب بالفاشية والديكتاتورية والنازية لأن مجموعة منهم قامت في وقت من الأوقات بأعمال إبادة جماعية ضد الانسانية. وتسببت في حربين عالميتين راح ضحيتها أزيد من 50 مليون بشر ناهيك عن الخسائر المادية الجسيمة.
ولله في خلقه شؤون وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر لوكيلي