رحمة مالك بن نبي : كان مالك بن نبي يقول إنه سيعود بعد ثلاثين سنة
>> هناك عودة ولو أنها تبقى محتشمة لفكر مالك بن نبي على الساحة الثقافية الجزائرية بعد تغيب طويل، ما رأيك؟
> مالك بن نبي كان يقول قبل وفاته إنه سيعود بعد 30 سنة، وهذا ما حدث فعلا، بعد ثلاثين سنة من رحيله نظم حوله ملتقى في 2003 بفندق الأوراسي، لكن الاهتمام بمالك بن نبي بدأ في التزايد في أواخر الثمانينات، حسب اطلاعي، حيث نظمت أول ندوة بجامعة وهران سنة1989، والعودة لفكر مالك بن نبي أصبحت واقعا يفرض نفسه، بعدما أثبتت الأفكار الأخرى إفلاسها في الساحة، فنحن اليوم نواجه مشكلة كيف نخوض العولمة التي أضحت حقيقة واقعة وبن نبي تحدث عن العولمة وأعطانا بعض الرؤى التي تمنح التوازن بين الخصوصية والانفتاح، بحيث كان يؤمن بأن الحداثة والعولمة ممكنة في إطار إسلامي، فهو قدم هذا التناسق الذي نبحث عنه. تحدث أيضا عن قضية الثقافة وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية التي تطمح إليها كل الدول، مؤكدا بأن تحقيقها لن يكو إلا بتطور ثقافي مواز، مشددا على أهمية بناء الثقافة الصحيحة.
>> ألا تعتقدين كذلك أن تغير السياسات كان له دور أيضا في عودة الحديث عن بن نبي؟
> ابن نبي نفسه كان يدرك أنه لا بد من تغير في الصميم حتى ترى أفكاره النور، لأن التداعيات الموضوعية اليوم جعلت صحة تحليله ونظرته تبرز جليا، بالإضافة إلى جهود البعض الذين ساعدوا على إحيائه من جديد.
>> وما موقفك من التكريمات -على قلتها- التي خص بها بن نبي مؤخرا بما فيها الملتقى الدولي الذي نظم في 2003؟
> أريد أن أوضح نقطة وهي أن ابن نبي لم يسع أبدا للتكريم، كان يبحث على ما يقدمه وبما يمكن أن يخدم به وطنه، ثم دينه وبعدها العالم ككل، لأن فكره تجاوز حدود الزمان والمكان، ولكن الحمد لله هذا الاهتمام بفكر مالك بن نبي أراه خدمة لمالك بن نبي، تحدثت عن ملتقى 2003 الذي لم أُدْعَ إليه، قبله نظم في 1991 أول ملتقى دولي حول والدي بماليزيا، ومؤخرا نظم ملتقى في قسنطينة بمناسبة مئوية مولد مالك بن نبي، ونأمل أن تكون هناك نشاطات أخرى تعرف بابن نبي، خاصة وأن أول ما ينطق اسم مالك بن نبي يقال المفكر الجزائري.
رغم أهمية فكر بن نبي، نجده غائبا عن البرامج الدراسية في الجزائر بما فيها الجامعات، في حين نجده حاضرا في العديد من دول العالم بما فيها أمريكا وألمانيا؟
غياب فكر ابن نبي من الجامعات والمدارس يعود إلى حالة الإقصاء العام التي طبقت على مالك بن نبي وفكره في فترة من الفترات، ونحن في طور إعادة النظر في المناهج حتى نبني -كما ذكرنا- ثقافة من أجل تنمية تكون منسجمة مع إطار العالم الجديد، أنا أرى أنه يتحتم علينا إدراج فكر ابن نبي في برامج التعليم الثانوي والجامعي، وهذا يرجع طبعا لقرارات رسمية، فالسلطات لا بد أنتنظر في هذا الاتجاه، خاصة أن هناك اعترافا رسميا بمكانة فكر ابن نبي في الساحة الجزائرية.