يا باني الفكر في صحو من الكتب
وحامي الرأي من زيف ومن كذب
إني ذكرتك في شعر أعدده
والشعر من ترف أغلى من الذهب
الشعر إن ذكر الأحرار من شرف
كانت لهم رُتَب أعلى من الرتب
إني ذكرتك بالأرض التي وهبت
شعري مقصدة تمشي على الحُقب
فصرت بالشعر لا بالمال أجمعه
اجري لمنزلة بالسبعة الشهب
إني أنا الشاعر الغريد يملكني
حب العروبة في حلم وفي غضب
هي العروبة للإسلام وجهتها
ومالها عن رسول الله من رغب
بالوحي كان لها مجد تعز به
يا سوء ما لقيت دعوى أبي لهب
تبت يداه فلا مال ولا عدد
سيدخل النار في ذل وفي نصب
تلك الحقيقة في آي نرتلها
وليس في الآي من هزل ولا لعب
يابئس ماكسبت يسراه من زَوَر
وبئس ما جمعت حمالة الحطب
يا مالك الفكر تلك أمة رضيت
بالوحي وحيا على نهج من الطلب
فما بشرعتها هانت وما وهنت
نصر من الله في فتح من العجب
حتى إذا تركت منهاجها وهوت
كانت مواعدها في سوء مُنقلب
قد جاءها من صروف الدهر ماعملت
بين الجوانح من عسر ومن عطب
وليس يصلح جيل ساء منهجه
إلا بما كان من نهج ومن سبب
إن الحضارة فينا أمرها قدر
من العناية في زحف من الغلب
تكل الهوية في الاذهان ظاهرة
وما توارت عن الأعيان بالحُجب
بالفكر بالعلم بالتوحيد في غرر
من المواهب كنا أمة العرب
يا مالك الفكر قد أنزلت منزلة
فليس يبلغها من كان في الذَّنَبِ
هل يدخل الجنة الفيحاء في حلل
من كان في درك الرمضاء والحصب
ملكت بالعلم مجدا لاكفاء له
ورئت ما رئت عن بعد وعن كثب
رأيت أنك من فوز ومن ظفر
أسريت بالفكر في سبح من الخبب
وأنك الفرد في سهل وفي حدب
وأنك الفذ في سعي وفي دأب
وأنك الثبت في علم تجدده
وأنك العلم المنشود في النخب
هي المواهب قد جاءتك مرسلة
عذراء منزلة معسولة الحلب
فافرح بها وهي في أنبائها غررا
تجري إليك على روْح من الأدب
ألم تر العجب الموزون في فَلَك
من التسابيح فوق النجموالسحب
سموت بالعقل في رأي تردده
وكنت بالعقل فوق المال والنشب
إن كان غيرك بالدنياء عصمته
فأنت بالله في بأس وفي حَرَب
يامالك الفكر هذا الخلد مقتربا
لا موت في الجنات فاقترب
وأنعم بما ملكت يمناك من درر
واخلد فإنك فيها مالك بن نبي
ذ.محمد فريد الرياحي