كلمة د. حسن الأمراني (رئيس الجمعية ومنسق الندوة)


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم كثيراً إلى يوم الدين،

أساتذتنا الأجلاء، أيها السادة المحترمون، إخواني أخواتي،

يحتفل العالم الاسلامي ويحيي ذكرى علمين من أعلام تجديد الفكر الاسلامي، الذكرى المائوية لوفاة المصلح المجدد محمد عبده (1905)، والذكرى المائوية لميلاد المفكر المجتهد مالك بن نبي (1905).

ويكون لجمعية النبراس شرف احتضان هذه الندوة الدولية حول مالك ابن نبي رحمه الله، وإحياء ذكرى مالك بن نبي وإحياء الذكرى المائوية لمحمد عبده من شأنه أن يزيد بنوع من الإلحاح طرح سؤال النهضة بجميع تجلياته، وأنا عندما أذكر مالك بن نبي عادة ما يحضرني اسم مالك آخر مرافق له هو مالك حداد، الرجلان معاً خريجا المدرسة الفرنسية وهما معاً أثريا طريق التحرر منالفكر الاستعماري : مالك بن نبي بفكره المستنير، ومالك حداد بأدبه المستنير أيضاً.

وقد كان مالك حداد يكتب بالفرنسية ويقول : إن الفرنسية سلاح لمحاربة الفرنسيين، وكان مالك بن نبي رحمه الله أيضاً يستعمل اللغة الفرنسية ولكن من أجل تجلية الفكر الاسلامي ومن أجل إبراز أسباب النهوض أو الإقلاع الحضاري من جديد، وأقول هذا، لأن في الوقت الذي كان مالك بن نبي يرفع راية النهوض وهو معاصر لطه حسين وكلاهما مات سنة 1973، كان طه حسين خريج الأزهر، يرفع راية التغريب، وكان في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) يقول : لا سبيل إلى النهضة إلا إذا أخذنا ما عند فرنسا بخيره وشره وحلوه ومره. وكان مالك بن نبي رحمه الله وهو خريج المدرسة الفرنسية يقول : لا سبيل إلى النهضة إلا إذا تحررنا من هذا الفكر الأوربي الاستعماري،  إلا إذا تمثلنا ذاتنا في أصولنا من جديد.

وإنه ليسعدنا أن يحضر معنا في هذه الندوةالمباركة عدد من الأساتذة الأجلاء المهتمين بسؤال النهضة والمهتمين بمالك بن نبي ومشروعه الفكري المتجدد وأن يحضر معنا بالأخص أستاذنا د. عبد السلام الهراس الذي عاشر الأستاذ مالك بن نبي وكان له الفضل أيضا في أن يعرف بعضا من تلامذته بمالك بن نبي في مرحلة الطلب مع الأستاذ فريد رياحي الذي يذكر فضل أستاذنا وقد أحضر ثلة من الطلبة إلى قسنطينة في المؤتمر الرابع للفكر الإسلامي عام 1970 يلتقون بهذا العلم الشامخ، قلت د. عبد السلام الهراس كان من فضله أيضا أنه كان سببا في نقل فكر مالك بن نبي في حياته من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية حين طرح مشروع الترجمة على الأستاذ د. عبد الصبور شاهين.

إذا نرحب بالسادة الأساتذة وأرحب بكم جميعا أيها الأحبة متمنيا أن تكون هذه الندوة قد حققت وتحقق بعضا من الوفاء لرجل جدير بالتكريم مالك بن نبي رحمه الله تعالى، والسلام عليكم.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>