… عز علي كثيرا أحد الإخوة وهو يكتب عن شهر رمضان في جريدة الصباح الأسبوعي الماضي.
فالرجل يكتب عن رمضان بحسرة وبألم شديدين ويَشعر و يُشعر القارئ بغبن شديد في هذا الشهر.
حيث (ممنوع كليا أن تأكل أو تشرب أو تدخن ابتداءا من شروق الشمس إلى غروبها)
فالشهر عند الرجل هو (شهر الإمساك عن الأكل والشرب والملذات الجنسية) لا غير. ومن شدة حسرته يندم على الاستيقاظ باكراً (ما كان علي أن أستيقظ باكراً في مثل هذا الشهر… حتى لا أتسكع في مدينة خالية مشلولة الحركة رغم أننا في التاسعة صباحا) أما الحل فهو الرجوع إلى الفراش في محاولات بائسة للنوم (مفروض علي إذن أن أنام فلا خيار لي غير النوم لأبقى ثابتا على صيامي) يا عيني! هكذا ينظر الأخ إلى شهر رمضان : نكد وملل وشلل للحياة ومحاولات يائسة لقتل الوقت، وبالمناسبة فقد سمى مقالته “قتلة الوقت”. فهو إذن قاتل للوقت لا غير في هذا الشهر المبارك الذي يصومه أزيد من مليار ونصف مسلم عبر العالم والذي قال فيه الله عز وجل {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} شهر عظمته وفضله على كافة الشهور، فهذا هو الشهر الذي تعرفه ويعرفه المسلمون عبر العالم بل حتى غير المسلمين من العلماء والأطباء أصبحوا يكتشفون ما لهذا الشهر الفضيل من فوائد شتى على الصحة وعلى وظائف كافة الأجهزة والخلايا البشرية ويكتبون في ذلك بحوثا عديدة لو أن صاحبنا “قاتل” الوقت اطلع عليها لبُهت واختشى مما يكتب. هذا هو شهر رمضان الذي ارتضاه الله لنا حتى نتقي ونتطهر جسديا وروحيا ونترفع عن سفاسف الأمور الذي يخوض فيها صاحبنا قاتل الوقت ويلطخ بها صفحات جريدة محترمة يحترمها جمهور كبير من المغاربة.
إن رمضان الذي يتحدث عنه قاتلنا هو رمضان الدهماء والغافلين الذين لا يرون فيه سوى إمساك عن شهوات البطن والفرج، وقد زاد صاحبنا حتى السجائر. رمضان صاحبنا هو رمضان الدواجن و… التي نضعها في مكان ما ونمنعها من الأكل والشرب. رمضان البلداء والدهماء من الناس، رمضان الذي يرتبط بالكسل والخمول وقتل الوقت لا غير.
إن رمضان في الإسلام كان دائما مرتبطا بالعمل والإنجازات العظيمة في تاريخ هذه الأمة، ففيه وقعت غزوة بدر وفيه وقع فتح مكة وفيه وقع فتح القسطنطينية وفيه وقعاً عظائم الأمور في تاريخ هذه الأمة… والتي يجهل عنها أخونا القاتل كل شيء لأنه يشتغل بفكر غثائي سطحي يحجب عنه رؤية كنه الأشياء وحقائقها…
رمضان علله الله تعالى بقوله : {لعلكم تتقون} فمن لم يدرك كنه هذه الغاية السامية فلا حاجة له في أن يدع طعامه وشرابه ولا حتى سجائره {ربنا لا تؤاخدنا بما فعل السفهاء منا} آمين.آمين.
والحمد لله رب العالمين.
ذ.عبد القادر لوكيلي