شهر البركة، رؤيتُه تذكر بليالي التهجد والأنس بالله، وأيامه قرَّت بها عين كل عارف بسيده ومولاه، فهو شهر الإقبال والتعلق بفضل الله، وتجديد العهد على السمع والطاعة لله.
قال رسول الله : >أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم الملائكة فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل<(رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات).
إنه شهر النجاة والعتق من النار، وهذا أمر لا يخفى على ذوي البصائر من المومنين الأبرار.
قال رسول الله : >إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة من رمضان، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةً مستجابةً<(رواه البزار بإسناد صحيح).
إن الشهر الكريم الذي تغشانا فيه رحمة الله، ويعمنا فيه فضل الله يرفع الله فيه قدر المؤمن ليصل إلى مقام الصديقين والشهداء، جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟ قال : >أنت من الصديقين والشهداء<(رواه البزار وابن حبان).
وفضل صيام رمضان يا أخي كبير وعميم يعم حياتك ويشملها بأكملها وأجمعها، قال رسول الله : >صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام من شوال بشهرين فذلك صيام السنة<(رواه ابن حبان بإسناد صحيح)، لأن الحسنة الواحدة بعشر أمثالها، وقد أكد النبي هذا المعنى في الرواية الأخرى قال : >من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فقد صام السنة<(رواه أحمد وإسناده صحيح).
ومن ختم له بالصيام فاز فوزا لا يشقى بعده أبدا. قال رسول الله : >يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة<(رواه الحافظ الأصبهاني بإسناد لا بأس به).
ذ. عبد الحميد صدوق