حِـــــرَاء…


 

الحقُ أَبْلَجَ ساطعا وَضَّاءَ

وكَسَا سَناه من الجمالِ حِراءَ

يا مهبطَ الوحيِ المقدسِ تربةً

ومَواقفاً ومَوَاطئاً وهوَاءَ

قد جاز قَدْرُك في الجلال فراقداً

وسَمَا فطاولَ في العُلا الجوزاءَ

حَازَ الثرى فيكَ المكارِمَ كلهَا

لما احتضَنْتَ بأرضكَ العلياءَ

وضممتَ في صَدَفِ الدياجي درةً

أبهى من الكون العظيم رُوَاءَ

üüüüü

أتُراكَ يا غارُ احتفيتَ بنفحةٍ

عُلْويَّةٍ ملأت فضاكَ شذَاءَ؟

أتُرى انتشيتَ إذِ الأمينُ مُبشِّرٌ

بالوحي يُبْدِئُ أمةً غراءَ؟

أترى أضحتَ إذا الصفيُّ محمدٌ

ناجَى الحبيبَ محبةً وولاءَ؟

صلى الإلهُ عليه ما نَزَل الحَيَا

واستبشرتْ أرضٌ بنورِ ذُكَاءَ

ولَمَحَتْ يا غارَ المحامِدِ آيةً

للحق تَرْفَعُ رايةً زهراءَ

اقرأْ، وربُّكَ أكرمٌ متلطفٌ

بالخلْق يُبْرمُ في الغيوب فضاءَ

اقرأْ -فُدِيتَ- ولستَ فيه بقارئٍ

اقرأْ، وصِرْتَ العالِمَالقَرَّاءَ

من بعدما ندِي الجبينُ برَجَّةٍ

جَلَّتْ وعَلَّمَ آدَمَ الأسماءَ

وتفصَّدَ العَرَقُ المضمخُ بالشذا

عن وَجْنةٍ ماجَتْ بَها وحَياءَ

فكأنما هو لُجَّةٌ من كَوْثرٍ

أو لؤلؤٌ حَلَّى الجبينَ ضِيَاءَ

ياليتني يا غارُ كنتُ بكَ الثرى

أو كنتُ فيكَ حجارةً صَمّاءَ

لتشقَّقَتْ مني الجوانحُ خشيةً

وهبطتُ لا كِبْراً ولا بَغْضَاءَ

وكحَلْتُ عيني من محيا “أحمد”ٍ

في سَمْتِهِ عقَدَ الجمالُ لواءَ

يا أيها الغار البهيُّ تحيةً

في ليلةٍ حازت سَناً وسَنَاءَ

يزهو بها “رمضانُ” تَاجاً باذخاً

ويُرى الزمانُ بفضلها وضَّاءَ

ويطولُ عُمْرُ الخاشعينَ القانتيـ

نَ الذاكرينَ صبيحةً ومساءَ

üüüüü

يا غارُ حَدِّثْ أمْ تُرى بك خشعَةٌ

وصبابةٌ في حضرةٍ زهراءَ

أَلَقَتْ بنورِ اللهِ أعظم مِنَّةٍ

ومَحَتْ دُجىً وضلالةً عمياءَ

يا غارُ ذَكِّرْ فالحوادثُ جَمَّةٌ

والمسلمون تشرذموا أهواءَ

الغاصِبُ الجَوْعَانُأنهَكَ زَادَهُمْ

وغَدَا عليهمْ آمراً نَهَّاءَ!!

في كل رَبْعٍ يستبيحُ محارِماً

ويُرَكِّعُ الأحرارَ والشُّرَفاءَ

ويبيعُ في سوقِ المَزَادِ ضمائراً

ويَشُلُّ مِنَّا نَخْوَةً وإِباءَ

فإذا حَنَا صاغ السلامَ قلائداً

خُطَباً تُزَلزِلُ صخرةً صمَّاءَ

بئس الكذوبُ يصولُ فينا قاتلاً

أو ناهياً أو زارعاً شحناءَ

بئس الكذوب يكيل كيلا جائرا

ويُظَاهِرُ السَّفّاحَ والأعداءَ

والواجمونَ تحركوا في كفِّهِ

وغدوْا على أهليهِمُ غرباءَ

üüüüü

يا غارُ اسكُبْ في المغارِب ومضةً

واجمعْ عليها أنفساً وذماءَ

ما غير هذا الدين يجمع شملنا

ويبثُّ فينا هِمَّةً ومَضَاءَ

ويحطِّمُ الصَّنَمَ الجديدَ وباطلاً

نَسَجَتْ عناكِبُهُ الضّلالَ رداءَ

ياقلبُ إبْرَأْ من جهالةٍ أمةٍ

واعقِدْ على الحَبْلِ المتينِ رَجاءَ

سَيُتِمُّ رَبِّي في الخليقَةِ نُورَهُ

ويُفِيضُ من إحسانِهِ النعماءَ

ذة. أمينة المريني

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>