توفي الشيخ الداعية احمد ديدات عن عمر يناهز 87 عاما بمنزله في منطقة فيرولام بإقليم كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا بعد صراع طويل مع المرض.
وقال نجله يوسف لمراسلة إسلام أون لاين.نت إن والده توفي بالسكتة القلبية، وأكد أن أسرته لم تشعر بالصدمة (لأننا كمسلمين نؤمن أن كل نفس ذائقة الموت)، موضحا أن آخر لحظات في حياة والده كانت هادئة، وتزامنت مع بداية تلاوة سورة (يس) على إحدى محطات الإذاعة الإٍسلامية، حيث (قدمت الإذاعة للسورة وشرعت في التلاوة، وبدأت بعدها سكرات الموت).
زوجة مخلصة
وقال يوسف نجل الداعية الراحل إن السيدة حواء ديدات التي عكفت الأعوام التسعة الأخيرة على رعاية زوجها، كانت بجانبه وقت وفاته، وإنها بخير مؤكدا (أنها زوجة مجاهد).
وأشار يوسف إلى أن أسرته تلقت مكالمات هاتفية من أشخاص من مختلف أنحاء العالم منها الهند والمملكةالمتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أعربوا خلالها عن تعازيهم في وفاة الشيخ.
وقد أعرب العديد من رجال الدين والشخصيات السياسة عن حزنهم لدى سماعهم بخبر وفاة الداعية البارز فقد لفت أحمد جمال، رئيس مؤسسة الأنصار في دربان، الذي أعد رسالة علمية حول أفكار الشيخ الراحل أن العالمين الإسلامي والمسيحي في حاجة لمواصلة المناظرات الدينية والحوار ). وتابع (لا أعتقد أن مسلما كتب للبابا يدعوه إلى الإسلام، ولكن الشيخ ديدات فعلها… إنها المسئولية الواقعة على عاتقنا في نشر رسالته).
حياة ديدات
ولد الشيخ أحمد ديدات في الأول من يوليو 1918 في مقاطعة سورات الهندية، وانتقل إلى جنوب أفريقيا في عام 1927، ورغم أنه لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية، إلا أنه تعلمها في ستة أشهر وتفوق في دراسته وأنهاها متفوقا على زملائه، إلا أن والده اضطر إلى إخراجه من المدرسة في بدايةالمرحلة الثانوية بسبب الظروف المادية السيئة.
وذهب الشيخ ديدات بعد ترك المدرسة للعمل في محل بإحدى المناطق الريفية حيث بدأت رحلته في الدعوة… وكان يتردد عليه في المحل طلاب مدرسة تبشيرية ليعرضوا عليه تعاليم المسيحية، ولأنه كان لا يكاد يعرف من الإسلام سوى الشهادة، وجد صعوبة في الدفاع عن عقيدته.
وبعدها وجد كتابا يحتوي على حوار بين إمام مسلم وقس مسيحي كان أول كتاب بين عدة كتب قرأها فيما بعد حول هذا الموضوع.
أول محاضرة
كانت أول محاضرة للشيخ ديدات بعنوان (محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام) في عام 1940 ألقاها أمام 14 شخصا بإحدى دور السينما بالإقليم الذي عاش فيه.
وبعد فترة وجيزة، زاد العدد، وكان محبو الاستماع له يعبرون التقسيمات العنصرية التي كانت سائدة آنذاك إبان فترة التمييز العنصري بجنوب أفريقيا، للاستماع له والمشاركة في جلسات الأسئلة والأجوبة التي كانت تعقد عقب محاضراته.
ونجحت قوة حجته في إعادة مرتدين كانوا قد تخلوا عن عقيدتهم إلى الإسلام. وهكذا بدأت شؤون وشجون الدعوة تهيمن على كل جوانب حياته حتى بلغ عدد الحضور في محاضراته 40 ألفا.
وفي عام 1975، أسس الشيخ ديدات المركز العالمي للدعوة الإسلامية بمساعدة اثنين من أصدقائه، وقد تولى المركز طبع مجموعة متنوعة من الكتب ونظم العديد من الدروس الدينية للمسلمين الجدد.
مناظرات
وألقى الشيخ ديدات محاضرات في كل أنحاء العالم، ونجح في مواجهة مسيحيين إنجيليين في مناظرات عامة.. ومن أشهر مناظراته مناظرة (هل صُلب المسيح؟) التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981.
ومن أهم الكتب التي أثرى بها العلامة ديدات المكتبة الإسلامية (الاختيار بين الإسلام والمسيحية) و(هل الكتاب المقدس كلام الله؟) (القرآن معجزة المعجزات) و(ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد؟) و(مسألة صلبالمسيح بين الحقيقة والافتراء).
السباحة ضد التيار
وذكر موقع الشيخ أحمد ديدات على الإنترنت أن الشيخ ديدات الذي لم يكمل دراسته الرسمية، علَّم نفسه وتزود بخبرة واسعة وساعده على ذلك ولعه بالقراءة والمجادلة والمناقشة، وحسه العميق وإلزامه لنفسه بأهداف محددة.
ووصفه الموقع بأنه كان شديد التركيز، ولم يكن يترك أي عمل قبل أن ينجزه، وكان واسع الإدراك وصريحًا ومتحمسًا وجريئًا في تحديه لمن يناظرهم، خاصة من ساووه في حماسته الدعوية وجراءته.
وأضاف الموقع : لم يؤثر عدم استكماله دراسته الرسمية على شجاعته الإبداعية وتماسكه وطموحه ونشاطه وجرأته المتناهية في (السباحة ضد التيار).
واشتهر الداعية الراحل في الولايات المتحدة بمناظرته مع القس جيمي سواجارت التي حضرها 8000 شخص حول موضوع (هل الكتاب المقدس كلام الله؟).