كلمة السيد الوزاني برداعي


أيها الإخوة الكرام، أخواتي الكريمات، يشرفني أن أتقدم بهذه الكلمة الموجزة نيابة عن السيد رئيس المجلس العلمي، فحقيقة أمر القرآن هو أمر الأمة، والقرآن كما تعلمون هو روح الأمة، وما من مجلس يجب على كل مسلم أن يجلس فيه وأن يجتهد من أجل إنجاحه كمجلس يعتني أهله وأصحابه بالقرآن.

إن هذه الجمعية التي نسأل الله عز وجل أن يبارك في الساهرين عليها من طاقم إداري ومن مؤطرين علميين ومن محسنين أيضا، إن هذه الجمعية وأمثال هذه الجمعية هي بإذن الله االتي تساهم في إرجاع الأمة إلى صراط الله المستقيم بفضل الله عز وجل، ثم بفضل تحفيظ كتاب الله وتعليم علوم القرآن الكريم، التي بها يكون المسلم مسلما وبغيرها لن يكون. الأمة أيها الإخوة والأخوات، لها روحها وروح الأمة القرآن كما هو معلوم فإذا اعتنت بكتاب الله عز وجل، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيها النور من بين أيديها ومن خلفها، عن أيمانها وعن شمائلها إذا هي اعتنت بالقرآن فإن الله عز وجل يمكن لها في الأرض، وإن الله عز وجل يجعلها فعلا خير أمة أخرجت للناس، ذلك أن القرآن الكريم كما تعلمون هو الذي يقودنا إلى جنة الله، هذا القرآن هو الذي يقودنا إلى العز، وعز الأمة كما تعلمون لن يكون إلا بكتاب الله عز وجل ونحن نرى ما يجري في العالم، وندرك حقيقة التخبط في الاتجاهات المتنوعة، والمتلونة، والأمة قد جربت كل التجارب، قد أخذت بكل التجارب واتبعت جميع السبل، فوالله ليس لها من عز، وليس لها من مخرج من هذا التيه الذي تتيه فيه الشعوب والأمم، إلا إذا سارت مع كتاب الله عز وجل  وإلا إذا جعلنا القرآن أمامنا واستنرنا بنور القرآن، وكان القرآن لنا قائداً إلى الله عز وجل. أيتها الأخوات الكريمات أيها الإخوة الكرام ، إن الاعتناء بالقرآن يبدأ كما تعلمون من حفظه وتلقينه للأبناء، هؤلاء الأبناء هم الذين بإذن الله سيكونون المجتمع مستقبلا، وهم رجال الغد، والقرآن يُعِدُّ الرجال، ويبني الأبطال، لكن لابد أن نعتني نحن بهؤلاء الأبناء، لابد أن نولي الإهتمام البالغ لهؤلاء الأبناء بتحفيظ كتاب الله لهؤلاء الأبناء، وخير ما ينفق من وقت أو مال أو طاقة كيفما كانت، خير ما ينفق هو ما ينفق في كتاب الله عز وجل حفظا ومع الحفظ ترتيلا وتجويداً، وهذا والحمد لله ما نراه في هذه البراعم وفي ما سمعناه منهم، ثم مع الحفظ والتجويد لابد من الفهم، فنحن لا نبحث عن حفاظ لكتاب الله عز وجل لا يفقهون معاني القرآن ولا يدركون مرامي القرآن ولا علم لهم بأهداف هذا القرآن، نريد حافظا للقرآن الكريم قارئا للقرآن الكريم مرتلا للقرآن الكريم مدركا لمعاني القرآن، فاهما لمقاصد القرآن ثم أيضا لابد من تلقين الأبناء أخلاق القرآن، فنتوجه للأبناء، نتوجه للأطفال ونقول : لا يعقل أن يكون طفل من هؤلاء الأطفال يحفظ كتاب الله أو يحفظ بعض كتاب الله ثم نرى أخلاقه لا تختلف عن أخلاق غيره من الذين لا يعرفون من القرآن شيئا، لا يعقل أن نرى طفلا من أطفالنا في هذه الجمعية المباركة يتصرف تصرفا أحمقَ ويخرِجُ من فيه كلاما لا يليق، فلا يعقل أن تكون أخلاق أبنائنا عموما وخصوصا أبناء دور القرآن، أبناء الجمعيات التي تهتم بالقرآن، لا يجوز أن نسمع منهم كلاما سفيها لا يقْبَل أن نسمعهم يتكلمون كما يتكلم غيرهم ممن لم يأخذوا من القرآن شيئاً. وهذه مهمة أيها الأحباب الكرام هي أولا على أكتاف القيمين على هذه الدار الذين نسأل الله تعالى أن يبارك فيهم وأن يبارك في جهودهم، ثانيا هي مهمة أيضا على الآباء وأولياء الأمور، وهي أيضا مهمة المعلمين والأساتذة ورجال التعليم لأن هؤلاء الأطفال إذا أعطوا نموذجا سليما صحيحا خارج الدار وداخل الدار في المدرسة وفي الشارع فإن غيرهم سيقتدي بهم، وإنهم سوف يجرون غيرهمجرّاً لأن الخير يجب أن يُجَرّ إليه الإنسان جراً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>