قاعدة التصحيح القرآنية لمفاهيم المصطلحات العربية العشوائية
المشاحة في مفهوم المصطلح
(التنطع) – (التطرف) – (الغلو) - (العنف) – (الإرهاب)… مصطلحات كثيرا ما تحشر في خانة واحدة. فهل هي كلها تعني فعلا المعنى نفسه، أم كل منها يمثل جزءاً من معنى عام مشترك، أم الأمر غير ذلك تماما؟
إن المتتبع لشأن اللغة العربية بين قومها سرعان ما يكتشف أن الناس – بما فيهم بعض علماء اللغة أنفسهم – لم يعودوا يهتمون كثيرا بما قد يوجد بين مفردات اللغة العربية من تفاوت واختلاف في المعنى؛ وكأن الألفاظ قد أصبحت كلها مترادفة ! فهل في اللغة العربية مترادفات حقا؟ لوكان ذلك صحيحا لاختلط الأمر على الناس اختلاطا شديدا، ولالتبس عليهم الفهم التباسا كبيرا قد يفضي في أحيان كثيرة إلى نقيض المقصود منه تماما. ولوكان الأمر كذلك لما اختار الله – سبحانه – هذه اللغة لوحيه المنزل على عباده. فلا بد، إذاً، أن يكون الأمر غير ذلك.
نعم لا مشاحة في المصطلح..، ولكن المشاحة..كل المشاحة في مفهوم المصطلح. ولا معنى للترادف في اللغة إلا بقدر ما يكون بين المفردات من تقارب في الجذع المعنوي المشترك دون أن يصل هذا التقارب إلى تطابق في المعنى. فكل مفردة مستقلة بذاتها تلون جانبا من المعنى بلونها الخاص ولا تعتدي بتاتا على جاراتها. وهذه السمة هي التي ميزت اللغة العربية بدقتها البالغة وتصويرها الوجداني العميق.
فالخوف غير الرهب، والرهب غير الرعب، وأسماء ( الأسد ) ملك الغابة ليست مترادفة إلى حد التطابق، إذ لا شك في أن كل اسم من هذه الأسماء يتميز فيه المسمى بصفة لا توجد في أسمائه الأخرى : ليث، ضرغام، هزبر، أسامة، سبع… ومثل ذلك يقال عن مستويات الخوف: فالخوف أنواع منوعة هي- على سبيل المثال لا الحصر – : خوف بلا زيادة، وخوف مع رهب، وخوف مع رعب، وخوف مع فزع، وخوف مع هلع،وخوف مع فرَق، وخوف مع جبن، وخوف مع خجل، وخوف مع حياء، وخوف مع خفر، وخوف مع إغضاء، وخوف مع هيبة، وخوف مع رهبة – والرهبة غير الرهب -، وخوف مع ردع، وخوف مع توجس، وخوف مع ترقب، وخوف مع تهرب، وخوف مع خشية…
“لقد كنت من قبل قررت في بحث سابق أنَّ أنسَب مصطلح عربي لترجمة مفهوم التيرورسم terrorisme هو(الحِرابة )؛ لكن ميزان التمحيص الذي أعددته لقراءة جديدة في المفهوم والظاهرة قد كشف لي أن التيرورسم terrorisme أشد إفسادا من الحِرابة نفسها. وبناء على هذه النتيجة التي أفضت إليها مقدمات البحث الجديد، أستدرك فأقول بأن مفهوم هذا المصطلح الغربي لا يوجد له مقابل دقيق في اللغة العربية، ولا يمكن ترجمته، ولا حل لمعضلته إلا أن نعبر عن مفهومه بلفظه نفسه معرَّبا هكذا : تيرورسم؛ وأن نجعل الصفة منه أيضا بلفظه هكذا : (تيروري..تيرورية..تيروريون وتيروريات..وأعمال تيرورية..) على غرار قولنا: تكنولوجي..وإلكتروني.. وهلم جرا. وهذا ما لجأ إليه الغربيون أيضا عندما استعصى عليهم أن يترجموا مفهوم المصطلح العربي الفلسطيني : انتفاضة، فاستعملوه في لغاتهم كما هومنطوقا بلفظه العربي مكتوبا بحروفهم اللاتينية : Intifada.”
ولا شك في أن اللغة كائن حي متطور؛ لكنها جزء لا يتجزأ من كيان الإنسان، وهي خاضعة في تطورها المستمر للسنن الكونية الربانية التي يخضع لها مخترعها الإنسان. ومن أبسط وأقوى البراهين في آن على صحة هذه القاعدة، أن نموالإنسان لا بد من أن يتوقف بعد بلوغه عمرا معينا يتحدد فيه نضجه البشري، وإلا صار اطراد نموه من دون توقف وبالا عليه. وهذا هوالرد القاطع على أولئك الذين يدعون أن التطور لا ضابط له، وشأن المفاهيم اللغوية فيه كشأن سائر الكائنات. فلوأن المفاهيم اللغوية لم تكن مستقرة على حال طوال هذه القرون والأجيال لما استطاعت البشرية أن تبني هذه الحضارة بمدنياتها المختلفة المتكاملة. وبناء على ذلك يمكن أن نجزم بأن انقراض اللغة هوإيذان بانقراض الإنسان الذي يتكلمها.
الغلو في تأويل المفاهيم
من أخطر أنواع الغلوفي الدين الغلوفي تأويل المفاهيم، وأوسع أبواب الابتلاء بالغلوالغفلة والاستعجال. وأخطر ما ابتليت به أمة الإسلام في القرن الخامس عشر الهجري من هذا الغلو، هوانشغال علمائها عن التفقه والتفقيه في علوم اللغة العربية وأساليب البيان العربي الأصيل. وهذه العلوم هي الأدوات التي يستعان بها لفهم وبيان وتبليغ مقاصد القرآن الكريم وأهدافه وغايته، ولذلك فكل تقصير فيها هوتقصير في أداء أمانة البيان والتبليغ عن رب العالمين.
وإن هذا الغلوفي التأويل لمقاصد التنزيل الحكيم ليتجلى لكل ذي بصر ثاقب وبصيرة نافذة في إصرار معظم العلماء المسلمين في هذا العصر على إقحام مفهوم التيرورسم terrorisme الغربي الدخيل على مفهوم الإرهاب العربي القرآني الأصيل. ومنهم من اضطرب بين المفهومين اضطرابا واضحا لا لبس فيه، حيث أراد أن يبرئ الإسلام من تهمة التيرورسم، فألصقها إلصاقا بالقرآن الكريم. ومنهم من حاول التوفيق فوقع في التلفيق ومنه تورط في إفساد اللغة نحوا وصرفا ومعنى، وحمَّل (آية الإرهاب) – {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}- ما لا تحتمله كي يصرف مفهوم (الإرهاب) القرآني بتعسف كبير إلى بني إسرائيل وحدهم !
وإليكم الدليل في مقتطفات من مقال بعنوان : (مفهوم ((الإرهاب)) في القرآن الكريم : مقاربة لدراسة دلالة المصطلح القرآني)، نشر على صفحات العدد 475 – ربيع الأول 1426 من مجلة (الوعي الإسلامي) التي تصدر في الكويت. وسأبرهن على صدق ادعائي عن طريق منهج تحليلي مركز لن يبقى معه شك- إن شاء الله تعالى – في صحة ما ذهبت إليه. ومن الله العليم الحكيم أستمد العون وأرجوالتوفيق والسداد والصواب في الاجتهاد :
يعلَم أولا من عنوان المقال أنه (مقاربة لدراسة)، وذلك معناه أن الكاتب لا يعتبر نتيجة اجتهاده في المسألة حاسمة ولا ملزمة. وهذا تلطف منه واعتراف باحتمال وقوعه في الخطإ، وذاك، لعمري، من أدب العلماء، يحسب له لا عليه، سواء أأصاب أم أخطأ.
أما الفكرة المحورية التي دار حولها الكاتب دورات متكررة لفظا ومعنى دون أن يصل إلى تحديد المفهوم القرآني الصحيح للمصطلح العربي، فهي أنه أراد أن يثبت بأي ثمن أن (( الإرهاب)) من اختصاص بني إسرائيل وأنه لا يختلف في مفهومه العربي القرآني عن مفهوم ((التيرورسم terrorisme)) إلا بكونه يصبح من حق المسلمين أيضا أن يمارسوه بجميع أشكاله وألوانه المرفوضة التي تمارس عليهم في حالة اضطرارهم إلى الدفاع عن أنفسهم.
ولقد بالغ الكاتب في البحث عن قرينة ينفي بها (الإرهاب) عن الإسلام والمسلمين، وذلك مما اضطره إلى تكرار كثير من ألفاظ مقاله ومعانيه ؛ ولما لم يجد شيئا لجأ إلى التعسف على لغة القرآن الكريم، فعمد إلى بناء الفعل (ترهِبون) الذي ورد في سياق (آية الإرهاب):{..وأعدوا.. }، إلى المجهول، رغم وجود مفعوله الظاهر البارز المتعدد : {..عدوَّ الله وعدوَّكم وآخَرين..} ليقنعنا رغم أنوفنا بأن المسلمين هم الذين وقع ويقع عليهم الإرهاب من اليهود منذ القديم بشهادة القرآن الكريم. وقد حسبت في بادئ الأمر أن هذا الكلام الخطير المختل الخارج عن قواعد اللغة في نحوها وصرفها مما يتسرب عادة من هفوات المطابع؛ لكنني وجدته يكرر الكلام نفسه في مكان آخر ؛ فلم أتمالك نفسي من العجب والاستغراب.
وختم الكاتب مقاربته بعنوان عريض خطير جدا هو: (تعريف الإرهاب في المفهوم القرآني)، ساق تحته كلاما هوفي حقيقة مبتدئه ومنتهاه تعريف دقيق لمفهوم المصطلح الغربي ((تيرورسم terrorisme)) لا المصطلح العربي القرآني (( إرهاب )).
تعقيب :
إن المفهوم العربي القرآني للمصطلح العربي القرآني (( إرهاب )) هو:
إعداد قوة وقائية لردع الأفعال العدائية بتخويف عادل من أجل استتباب سلام حقيقي يتحقق في كنفه ازدهار عام تكون عاقبته نجاة الناس كافة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
وقد عبر الغربيون أنفسهم في أدبياتهم عن هذا المفهوم الذي تضمنته آية الإرهاب بقولتهم الشهيرة التالية : (Si tu veux la paix déclare la guerre) (إذا كنت تريد السلام فاستعد للحرب).
أما المفهوم الغربي للمصطلح الغربي اللاتيني: ((terrorisme)) فهو:
الاستباق إلى إعلان حرب وقائية لمعاقبة النوايا الخفية بتدمير شامل للأبرياء يرغم المستضعفين على الاستسلام للأقوياء، ويؤدي إلى انهيار تام تكون عاقبته هلاك الناس جميعا.
وهذا ما أصبح يعبَّر عنه في الغرب على لسان زعيم التيرورسم الأكبر بـ ((الحرب الاستباقية))، وكأن السادة الغربيين الأقوياء قد آثروا أن يستبدلوا بقولتهم القديمة الشهيرة، قولة جديدة مواكبة لأطماعهم في خيرات الغير هي: (Si tu veux la paix déclare la guerre).( إذا كنت تريد السلام فأعلن الحرب).
وهكذا تكون مقاربة الكاتب المحترم لدراسة دلالة المصطلح القرآني قد تحولت من حيث لا يدري إلى مباعدة لا قبل له بها. وأرجوله أن يكون قد فاز منها بأجر المجتهد المخطئ.
ألا، فهل من مدكر ؟
مسؤولية العلماء
لا شك في أن المتهم في هذه القضية الكارثية الكبرى ليس الحكام ولا الشباب المسلم المتطرف وإنما هم العلماء المسلمون المقصرون في أداء واجبهم كاملا تجاه لغة القرآن الكريم. وتصوروا معي أن يبرهن جميع علمائنا عن شجاعة أدبية نادرة، ويبادروا كلهم جميعا إلى تصحيح خطإ الإصرار على الخطإ فيتفقوا على ما ثبتت صحته بالحجة الدامغة ويعلنوها صحوة حقيقية صادقة وكلمة حق صادعة، وتوبة نصوحا عن تقصيرهم في أداء أمانة البيان والتبليغ..ثم يقولوا بلسان واحد موحِّد متحد على رؤوس الملإ : ” نعم.. لا (تيرورسم) في الإسلام.. و( الإرهاب ) دعامة للسلام.. وهوإعداد لقوة وقائية لا إعلان لحرب استباقية.. وهوتخويف عادل باحتمال وقوع الأذى على المعتدين لا على الأبرياء؛ والغاية منه أن يحذر الناس بعضهم بعضا لا أن يقتل بعضهم بعضا…
فإن أخطر ما نتج عن الغلوفي تأويل المفاهيم غلوفي التطبيق كان أدهى وأمر؛ إذ لما استساغ العلماء المسلمون غلوهم في تأويل مفهوم مصطلح (الإرهاب) كان لا بد من أن يستسيغ المتنطعون والمتطرفون الجاهلون غلوهم في التطبيق، حتى إننا أصبحنا نسمع من يدعي جهارا نهارا أن الله يأمر المسلمين بكل أنواع ((التيرورسم)) البشعة، وأن ذلك من صميم الجهاد في سبيل الله ؛ لأن ((الإرهاب)) صار عندهم ندا للتيرورسم إن لم يكن هوالأسوأ !!
..والله لواتفق العلماء على الرجوع إلى هذا الحق المبين، وثابروا على بيانه وتبليغه إلى الناس كافة بجميع لغاتهم ولهجاتهم كما أمر الله – عز وجل – لاستتب الأمن والأمان، ولتيسر تحقيق سلام إسلامي عالمي يسعد في كنفه كل الناس مهما اختلفت أجناسهم ولغاتهم وعقائدهم وأوطانهم.
من أجل مجمع لغوي عربي إ سلامي
… فإذا كان الأمر كذلك، فما هوالمخرج من هذا المأزق الهالك؟
إذا كان المسلمون لم يتمكنوا من إنشاء جامعة إسلامية تلم شتاتهم في سياسة الحكم والاقتصاد والاجتماع، فإنه لمن أوجب الواجبات عليهم شرعا أن يبادروا إلى إنشاء (( مجمع لغوي عربي إسلامي )) موحد يكون المختبر العلمي الدقيق والمعمل اللغوي الوثيق والمصدر الأساس لكل المفاهيم العربية الإسلامية الأصيلة، بناء على قاعدة متينة ذات سبعة أركان هي :
1- القرآن هوالأصل الأصيل الثابت لكل جذور وجدوع المفاهيم العربية في الماضيوالحاضر والمستقبل. ولذلك يجب تمحيص المفهوم العربي لأي لفظ على ضوء ورود جذره المعنوي في شمولية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، بعموم اللفظ وخصوصه.
2- أن يوضع تخطيط دقيق لإستراتجية بعيدة المدى تمكن من ضبط المفهوم العربي مستقلا عن المفاهيم الأجنبية الدخيلة وفقا لتعاليم الإسلام الحنيف، مع الاحتراز من الوقوع في سوء التأويل الذي يفضي إلى انتهازية مقيتة واستغلال مغرض للمفاهيم الخاطئة.
3- أن يستقطب للمشاركة في تحديد المفهوم الدقيق لما تدعوإليه الحاجة من مستجدات، كل المهتمين بالشأن اللغوي خاصة ؛ وأن لا يقتصر الأمر على ذوي الاختصاص من العلماء فقط، إذ من الثابت الذي لا اختلاف عليه أنه قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر.
4- أن يعرض المفهوم المتفق عليه في مرحلة أولى، قبل اعتماده نهائيا، على نظر عموم المهتمين من المسلمين عامة ومن العرب خاصة، من خلال وثيقة بيان يعمم نشرها وتحدد المدة المناسبة لتداولها بين الناس من أجل الإدلاء بآرائهم.
5- أن يناقش المجمع ما يرد إليه من آراء واقتراحات وجيهة، بعد قيام جهاز خاص، بشري أوتقني أوهما معا، بالغربلة اللازمة وأن لا يحتفظ إلا بما ثبتت أهميته وجديته. ثم يختم مناقشاته باعتماد المفهوم الصحيح نهائيا؛ ويعلن ذلك على العموم في بيان خاص.
6- أن يقوم (( المجمع اللغوي العربي الإسلامي )) بإعادة النظر في معجمه كل سنة مرة على الأقل، قبل أن يصدر طبعته المنقحة الجديدة في صيغ مختلفة من كتب وأقراص إلكترونية، وكل ما تنتجه المدنية من وسائل نافعة.
7- أن يلتزم كل المسلمين بجميع فئاتهم من علماء ومؤلفين وكتاب وأدباء ومفكرين وأساتذة ومربين وطلبة وإعلاميين ومثقفين وفنانين.. بالاعتماد على (( المعجم اللغوي العربي الإسلامي )) في كل أعمالهم. وأن يصبح من أجمل عاداتهم أن يستشيروا المجمع اللغوي العربي الإسلاميفي ما قد يعترض طريقهم من أمور لغوية تبرز حاجة طارئة إلى فك رموزها وتوضيح ما غمض من مفاهيمها.
إن مجمعا لغويا عربيا إسلاميا يقوم على أسس هذه القاعدة السباعية لكفيل، إذا ما تضافرت جهود كل القادرين على إنشائه وتعهده بالرعاية الدائمة، بأن يضع حدا لإعصار التسيب اللغوي المفاهيمي الذي لم يسلم من أذاه حتى علماء اللغة أنفسهم في هذا العصر المتسارع نحوالانهيار التام لحضارة إنسانية عظيمة أرسى أسسها المتينة المسلمون في كل مكان ؛ ثم تخلوا عنها أوكادوا…
وأرجى ما أرجوه في الختام، هوأن أكون قد ساهمت بهذا العمل الضئيل رغم قلة زادي من العلم، في تمهيد الطريق لنهضة لغوية مفاهيمية سليمة في إطار المشروع الذي أعلنته في مناسبات أخرى تحت إسم : (مشروع العودة الصحيحة إلى القرآن الكريم بتصحيح المفاهيم)، كما أرجوأن يبادر كل من أخطأ في حق القرآن الكريم من العلماء خاصة ومن المسلمين عامة، إلى التراجع فورا عن الإصرار على خطئه متى ما تبين له صواب رأي غيره. وكل بني آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون.
———
(1) انظر مقالنا : حرابيون لا إرهابيون في عدد سابق من المحجة.
ذ.جلول دكداك