إلى براءة الذئب الذي اتهم بالإرهاب ضد الأبرياء، وسفك الدماء، فقالوا عنه: {إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمومن لنا ولو كنا صادقين، وجاءوا على قميصه بدم كذب}(يوسف : 16).
الإرهاب ذريعة لحماية مصالح الاستعمار، ووسيلة لشن العدوان على العديد من الأقطار، والعنف والإرهاب مسوغٌ كبير للإطاحة بالأنظمة التي لا تصلح لشرطي العالم.
فأين العنف والإرهاب عند المسلمين؟
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم.
لا للعنف، ولا للإرهاب أمرٌ معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
في صحيح الإمام البخاري أن أعرابيا بال في المسجد، فأراد الناس ضربه وتعنيفه فقال لهم رسول الله لا تضربوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).
باليسر والتيسير والرفق واللين جعل النبي من الأعراب الذين لا يراعون حرمة المعابد فيدنسونها بالبول والنجاسة جعل منهم خير أمة أخرجت للناس.
الإسلام بريء من الغلو والتنطع والتشدد والعنف، قال رسول الله : (إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). رواه الحاكم.
إن الرفق واللين من أهم الأخلاق والمبادئ التي دعا إليها الإسلام، وأخبر أنها من سنن المرسلين، عن عبد الله بن مسعود قال: كأني أنظر إلى رسول الله يحكي نبيا من أنبياء الله ضربه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) متفق عليه.
إن أمتنا الحبيبة على إرث عظيم من هدي الأنبياء في التسامح والرفق والرحمة، وهذا ما تقرره مصادر الإسلام الأصلية، جاء في الصحيحين أن النبي جاءته الغنائم يوم حنين فجعل يقسمها بين الناس فقال رجل: “والله هذه القسمة ما أريد بها وجه الله يا محمد اعدل فإنك لم تعدل”. فقام الصحابة للرجل ليؤدبوه على هذه الوقاحة فقال لهم النبي : (اتركوه رحم الله أخي موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر).
كان كلما رأى من أصحابه جنوحا لمعالجة الأمر بالعنف والقوة في غير موضعه رَدَّهم عن ذلك، وأدبهم بهدي الإسلام وأخلاق الإيمان، قال : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.
ذ.عبد الحميد صدوق