.. الرشوة في هذا البلد أنواع وأصناف متعددة، أخطرها على المجتمع الرشوة الأخلاقية التي تكون مادتها وهدفها أخلاق المجتمع وشرف أبنائه، ومتى أُصيب أي مجتمع في أخلاقه وشرف أبنائه وبناته فأقم عليه مأثما وعويلا.
وللأسف فقد تفشى هذا النوع الخبيث من أنواع الرشوة في بلدنا، وأصيب مجتمعنا في أخلاق أبنائه وبناته وفي شرفهم ومع ذلك لم نُقم مأثما ولا عويلا ولاهم يحزنون!!
آخر هذه الإصابات؛ ما نشرته بعض الصحف عن فضيحة أگادير وأبطالها الصحفي البلجيكي (من أصل يهودي) والثمانون فتاة، والفضيحة هذه المرة “بجلايل” وقد خص لها صاحبها موقعاً باسم بلدنا على شبكة الانترنيت ومنها نُقلت على الأقراص المدمجة لتباع في أسواق درب غلف وعلى كافة أرصفة هذا الوطن بثمن بخس دراهم معدودات (ولا غلى عليك يا مسكين) وبالمناسبة فالفتيات الثمانون مغربيات 100% والعاطلات ومن شرائح عديدة استطاع هذا الصحافي اللعين أن يُغريهن بالفيزات وعقود عمل في الخارج، فتمكن من تصويرهن -بعلمهن أو بغير علمهن في بعض الحالات- في أوضاع مخزية جدا جداً!! ألقي القبض على الفتيات وحوكمن بأحكام مهزلة وبقي الجاني حراً طليقا وربما هو بصدد التخطيط لمغامرات مشابهة في بلد عربي أو إسلامي آخر، وللتذكير فقد حرص هذا المجرم على تصوير العديد من ضحاياه وهن يرتدين الحجاب الاسلامي أو الزي المغربي الأصيل إمعانا في إذلال وإهانة المسلمين والمغاربة ممن بقي فيهم حرقة غيرة وكرامة!، إذ بالرغم من هول هذه الفضيحة لم يتحرك أحد ولم تقم الدنيا ولم تقعد ولم تهو السماء وكأن شيئا لم يقع.. لا أحزاب ولا مجتمع مدني ولا مفكرون ولا شيء… بل إنك إذا تحدثت مع أحد في هذا الموضوع بمرارة وحرقة الشعور بالامتهان والعار فلن يزيدك رده إلا رهقا وبؤساً (وهاد شي قديم وكان هادي شحال).
وعندما تتمنى ما تمنته سيدتنا مريم لما جاءها المخاص {يا ليتني متُّ قبل هذا وكُنت نِسيا منسيا}. ومما يزيدك غيضا وحنقا صمت تلك المنظمات النسوية المشبوهة وهي المعني الرئيسي بكرامة المرأة المغربية والدفاع عن حقوقها كما تدّعي..
اللهم إلا كانت لا تعتبر أن ما وقع لهؤلاء الفتيات امتهاناً لكرامتهن وشرفهن، وإذا كان الأمر هكذا وما أظنه إلا هكذا فقد تكون هذه الجمعيات قد أقامت الحجة على نفسها أن الشعارات التي ترفعها للدفاع عن حقوق المرأة وكرامتها ماهي إلا شعارات ترفع في مناسبات خاصة كلما احتدمت حمى الانتخابات أو بعض الاستحقاقات السياسية الأخرى أو من أجل استجداء مزيد من الأموال والرضى من جهات غربية معروفة تنفق على كذا مشاريع انفاق من لا يخشى الفقر فإذا لم يكن دور هذه الجمعيات هو الدفاع عن كرامة المرأة المغربية والرفع من مستواها الثقافي والفكري حتى لا تبقى فريسة سائغة للعابثين فما هو دورها الحقيقي إذن؟
أهو التشكيك في قيم هذه الأمة ، واتهام الاسلام بأنه السبب في تخلف المرأة وإهانتها وسلب حُقوقها حينما جاء بتعدد الزوجات وحينما قال إنها خلقت من ضلع أعوج و حينما قال بأنها ناقصة عقل ودين، وحينما.. وحينما.. وغيرها الكثير من الأراجيف والأكاذيب التي روجوا لها وما يزالون في جرائدهم التافهة وكتاباتهم البئيسة وعبر أفكارهم المريضة.
هؤلاء أقاموا الدنيا وأقعدوها من أجل حذف قضية تعدد الزوجات من مدونة الأحوال الشخصية، مع أن التعدد لا يمثل سوى 0,3% في بلادنا.
ولم نسمع لهم صوتا حين قام صحافي يهودي حقير بامتهان المرأة المغربية وممارسة الجنس معها في أوضاع مخجلة جداً.. جداً لا تقوم بها حتى الحيوانات مع الاعتذار للحيوانات.
إن سكوت هذه الجمعيات النسوية خاصة وباقي جمعيات المجتمع المدني عامة على هذه الجريمة الشنعاء التي تمس ليس فقط كرامة المرأة المغربية فحسب وإنما كرامة كل المغاربة،هو في واقع الأمر تشجيع لمثل هؤلاء العابثين وغيرهم للتجرؤ على كرامة وشرف أبناء هذا الوطن العزيز الذي سالت من أجل الحفاظ عليه وصيانته دماء زكية طاهرة.
ذ.عبد القادر لوكيلي